كشف باحثون من جامعة فلوريدا أن نوعًا صغيرًا من النمل الغازي يسبب اضطرابات كبيرة في منطقة الحياة البرية في شرق إفريقيا، مهددًا النظام البيئي، خاصة بالنسبة للأسود وفرائسها، بعواقب بعيدة المدى.
ورغم أن هذا النمل الصغير ليس عدوانيًّا تجاه المخلوقات الكبيرة، بما في ذلك البشر، إلا أنه يغير شكل البيئة بطرق خفية للغاية ذات آثار مدمرة للغاية.
تأثير غير متوقع
قال موقع Study Finds، في تقرير نشره السبت 27 يناير 2024، إن الدراسة توضح التأثير غير المتوقع للنمل “ذي الرأس الكبير” (Pheidole megacephala) على التفاعلات بين الأنواع المختلفة في محمية Ol Pejeta الطبيعية في كينيا.
وأضاف أن هذه الدراسة، التي استمرت لأكثر من 3 عقود من البحث، استخدمت مصائد الكاميرا، وتتبع الأسود المطوقة عبر الأقمار الصناعية، والنمذجة الإحصائية لكشف الشبكة المعقدة التي تشمل النمل والأشجار والفيلة والأسود والحمر الوحشية والجاموس.
تعطيل العلاقة البيئية المتبادلة
وجدت الدراسة أن النمل الغازي قد عطل العلاقة المتبادلة بين أشجار السنط ونوع من النمل الذي كان يحميها من الحيوانات العاشبة الكبيرة مثل الفيلة والزرافات، ما كان يفيد في استقرار الغطاء الشجري، الأمر ضروري لاستمرار أشجار السنط في المناطق التي تسكنها ثدييات كبيرة تأكل النباتات.
ولكن مع وصول النمل ذو الرؤوس الكبيرة، اختل هذا التوازن، فهو لا يحمي أشجار السنط، ما يؤدي إلى تدميرها بواسطة الأفيال، وفقدان الغطاء الشجري الذي له آثار خطيرة على الأسود، التي تعتمد على غطاء الأشجار لمطاردة فرائسها المفضلة من الحمر الوحشية، ومع انخفاض الغطاء الشجري أصبح الصيد الفعال عسيرًا على الأسود.
وأضافت الدراسة أن الأسود تكيفت مع هذه التغيرات البيئية، باللجوء إلى الجاموس كفريسة بديلة، رغم أن الجاموس أكبر وأقوى وأكثر صعوبة في الصيد، مشيرة إلى الحاجة الماسة لإيجاد حلول لهذه المشكلة البيئية، من خلال إجراءات مثل تسييج الحيوانات العاشبة الكبيرة، لتقليل تأثير هذا النمل الغازي على مجموعات الأشجار.
أهمية البحث الميداني
قالت الدراسة: “إن دور التعديلات السلوكية في دعم الاستقرار السكاني للأسود، بالإضافة إلى الدرجة التي يمكن بها الحفاظ على هذا الاستقرار مع تقدم النمل كبير الرأس عبر المناطق البرية الطبيعية، تظل أسئلة مفتوحة للتحقيق المستقبلي”.
وتسلط الدراسة الضوء على أهمية أساليب البحث الميداني التقليدية في فهم مثل هذه الظواهر البيئية المعقدة، مشيرة إلى الكثير من الأدوات الجديدة التي تتضمن مناهج البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1743758