محافظة يابانية تعيد انتخاب حاكم معارض للوجود الأمريكي بأراضيها

آية سيد

يخيّم الاستياء والإحباط على سكان جزيرة أوكيناوا اليابانية بسبب الوجود العسكري الأمريكي الكثيف على الجزيرة.. فهل ينجح حاكم أوكيناوا في تغيير الوضع؟


أعادت محافظة أوكيناوا اليابانية انتخاب حاكمها الحالي، المعارض للوجود العسكري الأمريكي على الجزيرة القريبة من الصين وتايوان.

وحسب ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس“، أمس أول الاثنين 12 سبتمبر 2022، أعلن حاكم أوكيناوا، ديني تاماكي، المدعوم من أحزاب المعارضة، فوزه بالانتخابات يوم الأحد الماضي، بعد حصوله على 51% من الأصوات، ما قد يفاقم توترات بين الجزيرة والحكومة المركزية لليابان.

مشكلة القاعدة الأمريكية

حذرت “أسوشيتد برس” إلى أن فوز تاماكي قد يفاقم التوترات بين أوكيناوا والحكومة المركزية في اليابان، لأن تاماكي يعارض خطة الحكومة المركزية لنقل قاعدة لقوات المارينز الأمريكية إلى داخل أوكيناوا، كما يدعو لخفض عدد القوات الأمريكية الموجودة على الجزيرة.

وكانت الحكومة المركزية وضعت خطة لنقل قاعدة “فوتينما” الجوية التابعة لقوات المارينز الأمريكية إلى منطقة أقل ازدحامًا، بعد إدانة 3 جنود أمريكيين باغتصاب فتاة محلية في 1995. لكن الخطة تأجلت لسنوات بسبب معارضة مواطني أوكيناوا، الذين يريدون إغلاق القاعدة وإبعادها عن الجزيرة.

وفي هذا الشأن، قال تاماكي: “إن التزامي بحل مشكلة القاعدة العسكرية الأمريكية من أجل مستقبل أوكيناوا لم يتزعزع”، موضحًا أنه سيواصل مسعاه لتوصيل رغبة مواطني الجزيرة إلى الحكومة المركزية.

استياء من الوجود العسكري الأمريكي

أوكيناوا التي تمثل 0.6% فقط من الأراضي اليابانية، والتي شهدت واحدة من المعارك الأكثر دموية في الحرب العالمية الثانية، خضعت للاحتلال الأمريكي حتى عادت تحت سيطرة اليابان في 1972. واليوم، لا يزال على جزيرة أوكيناوا معظم القوات الأمريكية المتمركزة في اليابان بموجب معاهدة أمنية ثنائية، والبالغ عددها 50 ألفًا، و70% من المنشآت العسكرية الأمريكية.

ووفق “أسوشيتد برس”، يخيّم الاستياء والإحباط على أوكيناوا بسبب الوجود الأمريكي الكثيف، ونقص جهود طوكيو للتفاوض مع واشنطن على كيفية موازنة عبء استضافة القوات الأمريكية بين البر الرئيس لليابان ومجموعة الجزر الجنوبية. وفي هذا السياق، قال تاماكي إنه بسبب القواعد الأمريكية، صارعت أوكيناوا مع الضوضاء، والتلوث، والحوادث والجرائم المرتبطة بالقوات الأمريكية.

مخاوف يابانية

في السنوات الأخيرة، نقلت حكومة اليابان موقفها الدفاعي إلى جنوب غربي اليابان، وأوكيناوا وجزرها البعيدة، حسب “أسوشيتد برس”. وتضغط من أجل تعزيز القدرة والميزانية العسكرية لليابان على مدار ما بين 5 و10 سنوات مقبلة، متعللةً بالتهديدات المتزايدة من الصين وكوريا الشمالية وروسيا.

وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أن الكثيرين في أوكيناوا قلقون من النشر المتزايد للدفاعات الصاروخية والقدرات البرمائية اليابانية على الجزر الخارجية القريبة من بؤر التوتر، مثل تايوان. ويخشى شعب أوكيناوا أنهم سيصبحون أول من يتورط في الصراع على تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها، وهددت باستخدام القوة لفرض السيطرة عليها.

أوكيناوا

الأهمية الاستراتيجية لأوكيناوا

تقع جزر ريوكيو، التي تشكل محافظة أوكيناوا، بين اليابان والبر الرئيس الآسيوي، وفق تقرير لمجلس العلاقات الخارجية. وبسبب التوترات العسكرية المتنامية في شمال شرق آسيا، تزداد القيمة الاستراتيجية لأوكيناوا لكل من واشنطن وطوكيو. فجزيرة يوناجوني، الواقعة أقصى جنوبي أوكيناوا، تقع على بعد 110 كيلومترات فقط من تايوان.

ولفت التقرير إلى أن القوات الأمريكية واليابانية المتمركزة في أوكيناوا، ستكون مهمة في الرد المشترك عند اندلاع أزمة في مضيق تايوان.

وفي أوكيناوا، تُبقي الولايات المتحدة على قاعدة كادينا الجوية، أكبر قواعدها في الهندوباسيفيك، إضافة إلى مرافق بحرية لتزويد أساطيل سفن السطح والغواصات. وكذلك تُبقي قوات المارينز الأمريكية على قوة الاستطلاع البحرية الثالثة، وهي قوة انتشار سريع تستطيع الانتشار عبر الهندوباسيفيك.

التوترات مع بكين

تحظى جزر الجنوب الغربي لليابان بقدر كبير من الاهتمام الأمريكي والياباني، لأن أكبر جيوش المنطقة تعمل في مياهها، وفق التقرير. وتعبر البحرية الصينية المضائق في المنطقة للوصول إلى غرب الباسيفيك، وكذلك يجري الجيشان الأمريكي والياباني تدريبات منتظمة في المنطقة الجنوبية الغربية.

وأشار التقرير إلى وقوع اشتباكات بين طوكيو وبكين على جزر سينكاكو غير المأهولة، التي تبعد 400 كيلومتر عن عاصمة أوكيناوا. وتُبقي اليابان على أسطول من خفر السواحل على جزيرة إشيجاكي، لمراقبة الأنشطة الصينية بالقرب من هذه الجزر المتنازع عليها. وكذلك أرسلت الصين دوريات خفر سواحل.

وعلاوة على هذا، تعمل القوات البحرية والجوية اليابانية والصينية في بحر الصين الشرقي، حيث يوجد نزاع على الحدود البحرية أيضًا. وأعادت اليابان نشر قوات الدفاع الذاتي الجوية والبرية إلى المنطقة الجنوبية الغربية، لضمان الرصد المبكر للعمليات الصينية بالقرب من مياه اليابان ومجالها الجوي.

تدريبات مشتركة بين أمريكا واليابان

يجري الجيش الأمريكي تدريبات مشتركة مع اليابان في جزيرة أمامي أوشيما، الواقعة على حافة بحر الصين الشرقي، وتبعد عن جزيرة تشيجيانج الصينية 715 كيلومترًا. ونشر الجيش الأمريكي معدات عسكرية في القاعدة البرية اليابانية، منها منظومة “هيمارس” التي يمكنها إطلاق مقذوفات لمسافة تصل إلى 500 كيلومتر.

وصرح قائد الجيش الأمريكي في الباسيفيك، الجنرال تشارلز فلين، بأن الجيش الأمريكي ليست لديه نية لإزالة المعدات التي نصبها في الجزيرة، لوجود تدريبات مشتركة مقبلة. وشدد فلين على أن التدريبات فرصة لمواصلة تطوير قدرات الجيشين الأمريكي والياباني.

ربما يعجبك أيضا