رئيسي يزور الصين.. هل تلعب بكين دورًا في الحوار بين إيران ودول الخليج؟

يوسف بنده

يأتي التحضير لزيارة الرئيس الإيراني للصين تزامنًا مع تحركات متتابعة لاستئناف الحوار بين إيران والسعودية ومن ثم بقية دول الخليج.


يستعد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لزيارة الصين، تزامنًا مع مساعي استئناف الحوارين الإيرانيين الإقليمي والنووي.

وتحتاج طهران للوسيط الصيني في مفاوضاتها النووية، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، في ظل القطيعة الأوروبية مع موسكو، التي لعبت دورًا بارزًا في الوساطة مع الغرب. وكذلك قد تلعب الصين دورًا في التقارب مع دول الخليج، في ظل علاقاتها مع كلا الطرفين.

بن فرحان العراق 1

استمرار الوساطة العراقية

تستخدم حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ورقة التقريب بين طهران والرياض، من أجل تحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية، وهي نفس الورقة، التي استخدمتها حكومة سلفه، مصطفى الكاظمي. وأعلنت حكومة السوداني، منذ تشكيلها في أكتوبر 2022، عزمها الاستمرار بمبادرة الحوار بين الرياض وطهران.

وقبل أسبوع، حذر رئيس الوزراء العراقي من أن أي توتر بين إيران وأمريكا، أو مع ‏دول المنطقة سينعكس سلبًا على بلاده، معربًا عن أمله عقد اجتماع جديد بين السعودية وإيران في بغداد، خلال الأسابيع المقبلة. وحسب ما نقلته وكالة أنباء “فارس”، شدد السوداني على حرص الدولتين على استئناف هذه الاجتماعات، برعاية العراق.

download 51 2

خطوة قطرية

حملت زيارة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن، طهران، في 29 يناير الماضي، بعد ساعات من هجوم استهدف منشأة أصفهان العسكرية الإيرانية، رسائل للحوار مع النظام، وشدد الوزير القطري على أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمسك بضرورة حل الخلافات مع إيران عبر الدبلوماسية، وترفض أي تصعيد بالمنطقة. وأشار إلى أن الدوحة مستعدة لترتيب حوار خليجي إيراني، قد يضم دولًا عربية أخرى، مثل مصر والأردن.

وزار وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، العاصمة العراقية، بغداد، في 2 نوفمبر 2022، مشددًا على ضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة، وتخفيف التوتر بالحوار، وعلى أن البلدين يعملان معًا لتخفيف التوتر بالمنطقة وتعزيز استقرارها، ما عزز من إمكانية استئناف المحادثات مع إيران، مستقبلًا.

39

تصريحات إيرانية إيجابية

من جانب طهران، شدد المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، أمس الاثنين، على أن بلاده تركز على المسار الدبلوماسي في العلاقات مع السعودية، وتلتزم باصلاح واعادة العلاقات للمسار الصحيح، انطلاقًا من النهج القائم على الدبلوماسية، حسب ما ورد في تقرير لوكالة “تسنيم” الإيرانية.

وأشار كنعاني إلى الجهود العراقية، قائلًا: “نرحب بأي جهد يتسم بحسن نية من أي دول صديقة، بينها العراق، تجاه العلاقات بين إيران والسعودية”. وخلال هذه التصريحات ذكّر المتحدث باسم الخارجية بزيارة مقررة للرئيس الإيراني لبكين.

118244644 118236620 d4cc9518 90d2 403d bbfb 7d8856509393

وساطة صينية

خلال مشاركة الرئيس الصيني، شي جين بينج، في القمة العربية الصينية، التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، في 8 ديسمبر 2022، ورغم بيان القمة، الذي طالب طهران بالالتزام بسياسة حسن الجوار، دار الحديث عن إمكانية أن تلعب بكين دورًا فاعلًا في التقريب بين إيران ودول الخليج، خاصة أن لديها علاقات إيجابية مع كلا ضفتي الخليج.

وعززت هذه الرؤية تصريح وزير الخارجية السعودي بعدها بأن “إيران جزء من المنطقة وجارة، وسنستمر في مد اليد، سعيًا لعلاقة إيجابية تخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبنا”، ما شحذ تكهنات بشأن إمكانية أن تلعب الصين دورًا في الحوار السعودي الإيراني، في ظل مساعيها لتدعيم نفوذها في المنطقة، بعد تراجع الاهتمام الأمريكي بالمنطقة.

الصين وخامنئي

مبادرة على مرحلتين

نقلت صحيفة الجريدة الكويتية عن مصدر في الخارجية الإيرانية، أن الصين بدأت مساع وتحركات دبلوماسية على خط تلك الوساطة، من خلال مبادرة على مرحلتين، تهدف الأولى إلى تهيئة الأرضية لعقد لقاء بين وزيري خارجية إيران والسعودية، وفي الثانية على دعوة بقية دول مجلس التعاون إلى قمة خليجية إيرانية بالصين.

وأشار المصدر، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، إلى أن بكين عبّرت عن رغبتها في وضع هذه المبادرة على جدول أعمال الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني، خلال الأسبوعين المقبلين. وأضاف أن مساعد وزير الخارجية وكبير المفاوضين النوويين، علي باقري كني، سيستمع لرأي الصين بهذا الخصوص، خلال زيارته بكين في اليومين المقبلين، للتحضير لجدول أعمال زيارة رئيسي.

ربما يعجبك أيضا