«ربط النقاط».. هذا ما يُمكن أن تتعلمه روسيا من أمريكا بعد «11 سبتمبر»

«النهج الأمريكي».. هل تلوم روسيا نظام كييف على هجوم موسكو؟

محمد النحاس
هجوم موسكو

مع انعدام ثقة روسيا العميق في أوكرانيا والولايات المتحدة، فسوف يجد المحققون الروس حافزًا لـ "ربط النقاط" في هذه القضية بطريقة تدين البلدان.


إن الفشل والإحباط الذي يشعر به المسؤولون الأمنيون الروس لابد أن يكون مألوفًا تمامًا بالنسبة للأمريكيين الذين كانت مهمتهم اكتشاف ومنع هجمات 11 سبتمبر التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في 2001.

وتساءل الجمهور الأمريكي المصدوم عن سبب فشل وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في “ربط النقاط” التي كان من الممكن أن تكشف المؤامرة، حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل هاتفيًا بالرئيس بوش قبل أيام قليلة من الهجمات ليحذره من أن الاستخبارات الروسية رصدت دلالات تشير إلى وجود حدث إرهابي وشيك “شيء يجري الإعداد له منذ وقت طويل”، قادم من أفغانستان.

صعوبة التعامل مع الهجمات الإرهابية

في أعقاب هجوم موسكو الإرهابي، سخّرت الكثير من وسائل الإعلام الغربية من الحكومة الروسية بسبب فشلها في الاستفادة من تحذير أمريكي مماثل من هجمات محتملة، لكن تجربة 11 سبتمبر أظهرت أن “الربط بين النقاط” أسهل بكثير عند النظر إلى الماضي منه إلى المستقبل.

كما أن ترجمة التحذيرات إلى تدابير أمنية فعالة غالبًا ما تكون مسعى شديد التعقيد، بحسب مقال لمحلل الاستخبارات جورج بيبي في مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية.

وفي واقع الأمر، فقد أعلن بوتن بعد التحذير الأمريكي أنه يضع الأجهزة الأمنية الروسية في حالة تأهب قصوى، رغم وصف ذلك التحذير بأنه “استفزاز”، وفي حالة أحداث 11 سبتمبر، دفع هذا البيت الأبيض إلى حث وكالة الاستخبارات المركزية على الحصول على أدلة تربط تنظيم القاعدة بالعراق، الأمر الذي كان لفترة طويلة بمثابة عدو لكبار المسؤولين في إدارة بوش، وفق المقال المنشور 26 مارس 2024.

مواقف مُشابهة

يُشير المقال إلى أنه إذا كان هناك وقت يمكن فيه لمسؤولي الاستخبارات الأمريكية أن يتعاطفوا مع نظرائهم الروس، فهو الآن، في أعقاب الهجوم الإرهابي المروع على رواد الحفلات الموسيقية في موسكو قبل بضعة أيام.

ويستطيع المحللون الأمريكيون أن يقدروا الضغوط السياسية والنفسية الهائلة التي يتعيّن على نظرائهم الروس مواجهتها الآن، بطبيعة الحال هناك ميل بشري لمحاولة التوفيق بين الأحداث الجديدة والروايات الموجودة مسبقًا، فضلًا عن الميل إلى “إرجاع الصدمات الكبيرة إلى أسباب كبيرة”.

هل تلوم روسيا أوكرانيا؟

بحسب المقال، فمن الواضح أن بوتين “يسعى لإلقاء اللوم على أوكرانيا وداعميها الغربيين”، وذلك رغم إقراره أن “إسلاميين متطرفين” هم من أقدموا على الهجمات، ومع انعدام ثقة روسيا العميق في أوكرانيا والولايات المتحدة، فسوف يجد المحققون الروس حافزًا لـ”ربط النقاط” في هذه القضية بطريقة تدين البلدان.

ويمكن أن ينظر الروس هنا إلى التحذير الأمريكي قبل الهجوم على أن واشنطن كانت تحاول إخفاء مؤامرة كييف، وليس دليلًا على أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتابع تورط داعش منذ البداية، حال تصديق الروس ذلك، سيكون هناك تبعات خطيرة على أوكرانيا.

وفق المقال، يمكن للجيش الروسي أن يشن ضربات جوية واسعة النطاق ضد المناطق السكنية في كييف أو غيرها من المدن الكبرى، وهي الخطوة التي تجنبها بوتين حتى هذه المرحلة من الحرب، ويكاد يكون من المؤكد أن رغبة روسيا التوصل إلى ستتراجع بشكل أكبر إذا اقتنع الروس بأن أوكرانيا هي التي دبرت الهجوم.

ربما يعجبك أيضا