روسيا تعلق اتفاق تصدير الحبوب بعد «هجوم ضخم» على أسطول البحر الأسود

آية سيد
بعد الهجوم على أسطول البحر الأسود.. روسيا تعلق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب

بعد الهجوم على أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول باستخدام المسيرات، أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.. من المتهم هذه المرة؟


أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الذي ترعاه الأمم المتحدة، بعد تعرض أسطولها في البحر الأسود لهجوم “ضخم” بالمسيرات

واتهم الكرملين أوكرانيا وبريطانيا بالوقوف وراء الهجوم، الذي وقع في منطقة سيفاستوبول، أمس السبت 29 أكتوبر 2022. في حين لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم، وفق ما أوردت شبكة “بي بي سي” البريطانية.

تفاصيل الهجوم

اتهمت وزارة الدفاع الروسية الحكومة الأوكرانية بتنفيذ “هجوم إرهابي” على سفن أسطول البحر الأسود وسفن مدنية في منطقة سيفاستوبول، بشبه جزيرة القرم، باستخدام المسيرات، وفق ما أوردت وكالة “تاس” الروسية.

وقال عمدة سيفاستوبول، ميخائيل رازفوجايف: “اليوم شهدنا أضخم هجوم للطائرات المسيرة وزوارق السطح المسيرة في مياه خليج سيفاستوبول في تاريخ (العملية العسكرية الخاصة)”. وقالت الوزارة، في بيانها، إن 9 مسيرات و7 زوارق غير مأهولة شاركت في الهجوم، الذي ذكرت أنه استهدف السفن المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب، بحسب ما نقلته شبكة “بي بي سي”.

حجم الأضرار

زعم بعض المدونين العسكريين الروس أن الهجوم استهدف الفرقاطة الرئيسة لأسطول البحر الأسود، “الأدميرال ماكاروف”، وفق صحيفة “الجارديان” البريطانية. ونشر الصحفي الأوكراني، أندريه تسابليينكو، مقطع فيديو من مسيرة أوكرانية تستهدف فرقاطة روسية في البحر، ومقطعًا آخر من الغارة.

وقال إن هذه المقاطع تُظهر تدمير “الأدميرال ماكاروف”، إلى جانب سفينتين أخريين على الأقل تحملان صواريخ “كاليبر”. وكتب: “يوجد احتمال كبير بأن العديد من السفن لم تتضرر وحسب، بل غرقت”.

مشاركة بريطانية

بحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، شارك خبراء بريطانيون في تجهيز الجيش الأوكراني لتنفيذ الهجوم الإرهابي في سيفاستوبول. وذكر البيان: “جاء تجهيز هذا العمل الإرهابي، وتدريب أفراد في المركز الأوكراني الـ73 للعمليات البحرية الخاصة، تحت إشراف متخصصين بريطانيين في مدينة أوتشاكوف، بمنطقة ميكولايف”.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية الخبراء البريطانيين ذاتهم بالتورط في تخريب خطي أنابيب نورد ستريم، الذي وقع في سبتمبر الماضي. وقال البيان: “بحسب المعلومات المتوفرة لدينا، شارك ممثلون من البحرية البريطانية في تخطيط، ودعم وتنفيذ العمل الإرهابي في بحر البلطيق، يوم 26 سبتمبر، بهدف تعطيل خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2”.

رد بريطانيا على الاتهامات

ردًا على الاتهامات الروسية، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن موسكو تلجأ إلى “الترويج لادعاءات كاذبة على نطاق ملحمي لصرف الانتباه عن تعاملهم الكارثي مع الغزو غير المشروع لأوكرانيا”، وفق ما نقلته “بي بي سي”،

وأضافت: “هذه القصة المختلقة تروي المزيد عن الجدل الدائر داخل الحكومة الروسية أكثر مما تفعل عن الغرب”. وفي السياق ذاته، قالت فرنسا إنها لا تصدق المزاعم الروسية.

تعليق اتفاق الحبوب

أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق الحبوب، الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير حبوبها عبر موانئ البحر الأسود. وبحسب “بي بي سي”، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بعد ساعات من وقوع الهجوم: “لا يستطيع الجانب الروسي ضمان سلامة سفن الشحن المدنية المشاركة في “مبادرة البحر الأسود”، ويعلّق تنفيذها من اليوم لأجل غير مسمى”.

وذكر البيان أن هذه الخطوة كانت “متعلقة بأعمال القوات المسلحة الأوكرانية، التي يقودها خبراء بريطانيون”، وأن هذه الأعمال كانت “موجهة ضد السفن الروسية، التي ضمنت عمل الممر الإنساني”. وطلبت روسيا عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، يوم غدٍ الاثنين، لبحث الهجوم.

ردود الفعل على القرار

قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن قرار روسيا لم يكن وليد اللحظة، بل اتخذته في سبتمبر الماضي “عندما منعت حركة السفن التي تحمل منتجاتنا الغذائية”، وفق ما نقلته “بي بي سي”. وشدد زيلينسكي على الحاجة إلى رد دولي قوي من الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.

وعلى صعيد آخر، اتهم البيت الأبيض روسيا بـ”تسليح الغذاء”، في حين وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعليق اتفاق تصدير الحبوب بـ”الأمر الفظيع“. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إنه “من الضروري لكل الأطراف الابتعاد عن أي تصرف يعرّض مبادرة البحر الأسود للخطر”، التي قال إنها جهد إنساني ضروري لتحسين إمكانية وصول الملايين بأنحاء العالم إلى الغذاء.

ضربات أوكرانية ناجحة

لم تكن هذه المرة الأولى، التي تستهدف فيها أوكرانيا أسطول البحر الأسود الروسي. ففي إبريل الماضي، نجحت القوات الأوكرانية في إغراق الطراد “موسكفا“، في ما وُصف بأنه ضربة رمزية وعسكرية كبرى للبحرية الروسية.

وفي أغسطس الماضي، وقعت سلسلة من الانفجارات في قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، التي تسببت في تعطيل حركة القطارات وتدمير محطة كهرباء فرعية، وإجلاء أكثر من ألفي شخص. وفي الشهر ذاته، شنت كييف هجومًا آخر على مقر قيادة أسطول البحر الأسود.

وفي مطلع الشهر الحالي، وقع انفجار على جسر كيرتش، الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ويعد شريانًا رئيسًا للقوات الروسية التي تسيطر على معظم منطقة خيرسون، الواقعة جنوبي أوكرانيا، ولميناء سيفاستوبول البحري الروسي.

ربما يعجبك أيضا