كيف عكست قمة نيودلهي ملامح نظام عالمي جديد؟

محمد النحاس

تبدو الهند ماضية قدمًا في سبيل حيازتها لدور أكبر وأكثر فعالية على الساحة الدولية والإقليمية، مدفوعةً بتنامي النزعة القومية وبالتنافس الإقليمي المحموم مع الصين.


أصبح الاتحاد الإفريقي أخيرًا عضوًّا كامل العضوية في مجموعة الـ20، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال قمة نيودلهي.

وحسب تحليل نشره موقع إفريقيا بيزنس، فإن انضمام الاتحاد للتكتل دلالة على نفوذه المتزايد على الساحة الدولية، وذهب عدد من الخبراء الغربيين إلى أن الخطوة بمثابة تأكيد على نفوذ دول الجنوب العالمي المتزايد وإن كان ببطئ في السياسات الدولية.

ثقل مالي للقارة السمراء

يمكن القول إن انضمام الاتحاد الإفريقي يعطي القارة مزيدًا من الثقل المالي على الساحة الدولية، إذ كان لا يمثل القارة السمراء سوى جنوب إفريقيا فحسب، وبالمثل، فقد أعطت الخطوة مزيدًا من الشرعية لمجموعة الـ 20 كمنتدى أكثر شمولًا، وتعبيرًا عن العالم بتنوعاته كافة، وذلك في أعقاب قمة نيودلهي في الـ9 والـ10 من سبتمبر 2023.

سلطت الباحثة السياسية، نورهان أبو الفتوح في حديثها مع شبكة رؤية الإخبارية، الضوء على تغير الفواعل الدولية على مدار السنوات الماضية، خاصةً مع جملة الأزمات الأخيرة التي بينت دور دول الجنوب العالمي والتي كانت مهمشة إلى حدٍ كبير من نظام عالمي تتربع الولايات المتحدة على قمته.

وفي تعليقها على مخرجات القمة، قالت خبيرة العلاقات الدولية والباحثة المتخصصة في الشؤون السياسية “جاء البيان الختامي لقمة مجموعة الـ20، ليؤكد مجددًا على ملامح النظام العالمي الجديد الآخذة في التشكل، وهو ما أوضحته الحرب الروسية الأوكرانية، والقمم المتتالية للقوى الدولية والإقليمية، والتي كان آخرها قمة بريكس في جنوب إفريقيا”.

الهند لاعب دولي

تبدو الهند ماضية قدمًا في سبيل حيازتها لدور أكبر وأكثر فعالية على الساحة الدولية والإقليمية، مدفوعةً بتنامي النزعة القومية وبالتنافس الإقليمي المحموم مع الصين، كما أنها تمكنت من بناء رؤية سياسية خاصة بها مع تحقيق أكبر قدر من المكاسب عند طريق توزان السياسات الخارجية مع مختلف القوى.

وكذلك في ما يتعلق بدعم دول ما يسمى بـ”الجنوب العالمي” واستخدام نفوذها في دعم هذا التوجه، وبالإضافة إلى النمو الاقتصادي والتأثير السياسي، هناك أيضًا صعود ديموجرافي وعسكري وتقني لا يمكن إغفاله.

اقرأ أيضًا| خبير يوضح لـ«رؤية» أبعاد الربط الاقتصادي بين الهند وأوروبا والشرق الأوسط

ملامح نظام عالمي جديد

ووفق خبيرة الشأن الدولي، جاءت قمة مجموعة الـ20 المنعقدة في العاصمة الهندية، لتتناول عددًا من القضية الملحة الخاصة بالجنوب العالمي، والدول النامية، مشيرةً إلى إبداء المجموعة “دعم الدول النامية بـ2 مليار دولار لدعم استثمارات الطاقة الخضراء”.

لا تقف الفوائد عند القارة الإفريقية فحسب، بل إن “الجميع تقريبًا رابح”، من شأن التحاق الاتحاد الإفريقي بالمجموعة أن يمنح الهند وغيرها من دول مجموعة الـ20 إمكانية الوصول إلى نظم التعريفات الجمركية، وحقوق الملكية الإفريقية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية ( AfCTA)، دونًا عن ذلك ستبدد الفكرة القائلة بأن القارة “منطقة نفوذ صيني خالص”.

صعود الاتحاد الإفريقي

رأت الباحثة نورهان أبو الفتوح، أن انضمام الاتحاد الافريقي البالغ تعداد دوله 55، للكتلة العالمية يظهر الأهمية الحيوية التي تمثلها القارة للنظام الاقتصادي العالمي، واصفةً الخطوة بأنها “فرصة كبيرة للدول الإفريقية للمشاركة في صنع القرارات التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي، والقضايا المهمة ذات التأثير المباشر على الدول الإفريقية.

ومن بين هذه القضايا التغير المناخي، والهجرة، والأمن الغذائي، والطاقة، فضلًا عن قضية الديون التي تعاني منها عديد الدول الافريقية، وإصلاح المنظمات الدولية، وهي قضايا لطالما نادى بها الاتحاد الإفريقي.

وذهبت الباحثة نورهان أبو الفتوح إلى الإشادة بالقمة التي اعتبرتها “مبشرة بمستقبل أفضل للجنوب العالمي”،  مضيفةً: “خاصةً بعد تسلم البرازيل رئاسة المجموعة فضلًا عن التحاق الاتحاد الإفريقي بالمجموعة، وهو ما سيكون له تداعياته على الصعيد العالمي”.

اقرأ أيضًا| هل تصبح مجموعة الـ20 داعمة لدول الجنوب العالمي؟

ربما يعجبك أيضا