لماذا منحت واشنطن إجازة لمبعوثها الخاص إلى إيران؟

آية سيد
لماذا منحت واشنطن مبعوثها الخاص لإيران «إجازة»؟

في الأشهر الأخيرة لعب روبرت مالي دورًا بارزًا في العمل على تأمين إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في إيران.


منحت الولايات المتحدة مبعوثها الخاص إلى إيران، روبرت مالي، إجازة غير مدفوعة الأجر.

ووفق ما أوردت عدة وكالات إخبارية، أمس الخميس 29 يونيو 2023، يخضع مالي للتحقيق بسبب تعامله مع المعلومات السرية، ما أدى إلى تعليق تصريحه الأمني مطلع العام الجاري.

تحقيق أمني

نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول أمريكي أنه جرى تعليق تصريح مالي وسط تحقيق أمني دبلوماسي لوزارة الخارجية بشأن سوء التعامل المحتمل مع المعلومات السرية. وقال مصدر آخر مطلع إنه مُنح إجازة غير مدفوعة الأجر أمس الخميس.

وفي هذا الشأن، قال روبرت مالي للشبكة الأمريكية: “جرى إبلاغي أن تصريحي الأمني قيد المراجعة، من دون تزويدي بأي معلومات أخرى، لكنني أتوقع أن ينتهي التحقيق بنحو إيجابي وسريع. وفي هذه الأثناء، أنا في إجازة”.

وكشف موقع أكسيوس الأمريكي عن أن وزارة الخارجية أقرت للمرة الأولى أن مالي في إجازة في مايو الماضي، عندما لم يشارك في الإحاطة السرية لمجلس الشيوخ بشأن إيران. ولم تفصح الوزارة عن الأسباب، لكنها قالت حينها إن مالي كان “لا يزال مشاركًا في القضية”.

تعليق التصريح 

أفاد المسؤول الأمريكي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المسألة، لشبكة “سي إن إن” أن مالي ظل في وظيفته لفترة بعد تحقيق وزارة الخارجية، لكن لم يُسمح له بالوصول إلى المعلومات السرية.

وقال مصدران مطلعان إن تحقيق وزارة الخارجية حدد مشكلة في التصريح الأمني لمالي. وأضاف المصدران أن وزارة الخارجية كثفت تحقيقها، بداية هذا العام، في تعامل مالي مع المعلومات السرية، ما أدى إلى تعليق تصريحه خلال آخر شهرين.

ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مات ميلر، أن مالي في إجازة، وقال للشبكة الأمريكية: “روبرت مالي في إجازة، وأبرام بيلي هو القائم بأعمال المبعوث الخاص إلى إيران، ويقود عمل الوزارة في هذا المجال”.

اقرأ أيضًا| اتفاق غير رسمي بين واشنطن وطهران.. هل يكبح نووي إيران؟

أسباب مجهولة

حسب “سي إن إن”، ليس من الواضح ما كُشف عنه بالتحديد وأدى إلى تعليق تصريح روبرت مالي الأمني. ولم يكن لدى المصادر أي مؤشر على وجود أي تحقيق جنائي مرتبط بالمسألة.

ولم تعلن الخارجية أو إدارة الرئيس جو بايدن خطوة تعليق التصريح الأمني لمالي على نطاق واسع، لأن الوزارة أبقته في منصبه ولم تُصدر أي إعلان رسمي بشأن تغييره.

ووفق مسؤولين اثنين ومصدر مطلع، جرى إخبار مسؤولين في وزارة الخارجية أن مالي يتعامل مع الأمور الشخصية، ولهذا السبب اتخذ مقعدًا خلفيًا في ملف إيران.

دور بارز

في الأشهر الأخيرة، لعب مالي دورًا بارزًا في العمل على تأمين إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في إيران. ووفق ما أفاد مصدران لـ”سي إن إن”، كان مالي على تواصل مستمر مع عائلات المحتجزين، آخرها الأسبوع الماضي.

وتعاون مالي كذلك مع السفير الإيراني في الأمم المتحدة مطلع العام الجاري، لكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك قبل تعليق تصريحه الأمني أم بعده. وحسب الشبكة الأمريكية، جرى تهميش مالي في الجهد الحاسم لوضع قيود على برنامج إيران النووي، وأسندت إدارة بايدن الدور إلى بريت ماكجورك.

اقرأ أيضًا| وساطة عمانية.. إيران والولايات المتحدة تقتربان من إتمام اتفاق تبادل السجناء

الاتفاق النووي

بعد أسبوع من تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة في 2021، جرى اختيار روبرت مالي مبعوثًا خاصًّا إلى إيران، وشارك في جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني منذ بداية عهد بايدن. لكن الجهود المكثفة، التي شملت سفره المستمر من وإلى الشرق الأوسط والعمل مع حلفاء واشنطن للتواصل مع إيران، لم تثمر أي تقدم.

وحسب “سي إن إن”، عمل مالي على ملف إيران خلال إدارتي بيل كلينتون وباراك أوباما. وخلال عهد أوباما، كان جزءًا من فريق التفاوض الدبلوماسي الذي ساعد في صياغة الاتفاق النووي الإيراني، وأصبح هدفًا للمتشددين الذين صوروه على أنه متعاطف مع إيران.

ولفتت الشبكة الأمريكية أيضًا إلى أن مالي صديق مقرب من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، منذ عقود، وتعود صداقتهما إلى أيام دراستهما في باريس.

اقرأ أيضًا| بين الخلافات وتسريبات إسرائيل.. اتفاق واشنطن وطهران معطل؟

ربما يعجبك أيضا