لم تتوقف عن البوح بأسرارها.. 2020 عام الاكتشافات الأثرية في مصر

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

اكتشافات أثرية كانت عنوان الصحف المصرية خلال 2020 وكأن الآثار المصرية تمردت على الجدران التي تحيط بها من كل اتجاه وبحثت عن شعاع الشمس لتعود إلى الحياة من جديد وتنير الطريق لنا ولتعلن للعالم أجمع أن القاهرة بكل مامرت به لم تظهر قوتها ولا تاريخها حتى الأن .

في فبراير الماضي أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية بقيادة الدكتور خالد العناني عن أكبر كشف أثري بمنطقة آثار سقارة، وقال وزير السياحة والآثار، إن الوزارة تعلن للعام الثالث على التوالي عن كشف أثري كبير في منطقة آثار سقارة، موضحا أهمية تلك المنطقة التي كان يدفن بها الملوك، كما دفن بها المواطنون العاديون وهي جبانة منف القديمة، والتي لم تبح عن ١% من كنوزها رغم كل هذه الاكتشافات.

 من جانب آخر، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن اليوم يشهد أحد الاكتشافات الحافلة في عام ٢٠٢٠، موضحا أن اكتشافات سقارة الجديدة من الاكتشافات المهمة، حيث أننا في ظل انتشار جائحة كورونا المنتشرة في مختلف دول العالم لم نتوقف عن العمل ثانية واحدة، وتم الاستمرار في العمل مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس.

قالت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة ، إن الحفائر أسفرت عن الكشف وعن آبار جديدة مدفون بها عدد ضخم من التوابيت الآدمية الملونة والمغلقة منذ أكثر من 2500 عام، والذي يفوق عددها عدد التوابيت التي تم العثور عليها والإعلان عنها في أوائل شهر أكتوبر الماضي.

وكانت البعثة الأثرية المصرية قد أعلنت خلال السنوات الماضية، عن عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة بهذه المنطقة، كان آخرها الكشف عن 59 تابوتا آدميا ملونا بداخلها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ لكبار رجال الدولة، والكهنة من الأسرة الـ26.

بدوره، أشار الدكتور مصطفى وزيري، إلى أن عمل البعثة المصرية بدأ في أغسطس 2020، وتم الإعلان يوم 3 أكتوبر 2020 عن اكتشاف 59 تابوتا.

وتم العثور أيضًا على عدد من التماثيل مختلفة الأحجام، منها عدد كبير مذهب، عبارة عن لقى وتماثيل خشبية وأقنعة ملونة ومذهبة بحالة جيدة للغاية، كما أن التوابيت التي تم العثور عليها ملونة داخل آبار جديدة مدفون بها العدد الضخم الذي بلغ الـ100 تابوت، بخلاف الـ59 الذي تم اكتشافهم من قبل، بنفس المكان، وأنها لم تفتح على الإطلاق ومغلق منذ 2500 عام.

آثار منسية

على النقيض تماماً هناك الكثير من الآثار المهملة والمنسية لايعلم أحد عنها شئ فهي أما وراء سوق تجاري للباعة فطمست الهوية أو في المقابر بين الموتى لايعلم أحد عنها شئ سوى الأموات.

 هنا التكية السليمانية في القاهرة والمسجلة أثرًا برقم “225”، تم إنشاؤها منذ ما يزيد على 400 عام، خلف لافتة أرهقها الصدأ وتراكم عليها تراب الزمن، معلقة على يمين الشارع العتيق بـ”القاهرة التاريخية”، نقش عليها بخط لا يزال جميلًا “شارع السروجية” هناك في حي الدرب الأحمر، تنظر أمامك تجد سوقًا يحتوي كل ما لذ وطاب.

حارة بسيطة تشبه الكثير من الشوارع والحواري المصرية، ولكن المختلف فيها أنها تحتوي على العديد من الآثار والمعالم تبكي في صمت على ما يحيط بها، طمست وشوهت تحت مرأى ومسمع من المسؤولين دون أن ينتفض أحد لحماية جزء هام من تراث مصر.

مشروعات عالمية

بخصوص قطاع السياحة والآثار، يتم تنفيذ مشروع المتحف المصري الكبير بتكلفة مليار دولار وبلغت نسبة تنفيذه 96%، بجانب تنفيذ المتحف القومي للحضارة والذي بلغت تكلفة تنفيذه حتى الآن 1.5 مليار جنيه، وبنسبة تنفيذ 92%، وكذلك تم تطوير قصر البارون بتكلفة ترميم 175 مليون جنيه، حيث تبلغ مساحته 24 ألف متر مربع، وتم افتتاحه في يونيو 2020، وأخيراً تطوير ميدان التحرير بتكلفة تقديرية تبلغ حوالي 150 مليون جنيه، وقد استغرقت عملية تطويره 10 أشهر منذ سبتمبر 2019.

وفيما يتعلق بقطاع الطيران المدني، تم افتتاح مطار العاصمة الدولي في يونيو 2020 والذي يقع على طريق (القاهرة– العين السخنة)، بسعة استيعابية 300 راكب/ساعة، بعدد رحلات 20 رحلة يوميا، حيث يخدم سكان شرق القاهرة، ومدن الشروق وبدر وهليوبوليس، ومدن ومحافظات القناة، هذا بجانب مساهمته في تخفيف الضغط الكبير على رحلات مطار القاهرة.

وعلى صعيد متصل، تم افتتاح مطار سفنكس الدولي، الذي يقع غرب القاهرة، في يونيو 2020، بطاقة استيعابية 300 راكب/ساعة، وبعدد رحلات 20 رحلة يومياً، لخدمة مدينتي الشيخ زايد و6 أكتوبر ومحافظات الفيوم وبني سويف والمنيا، حيث يساهم في تخفيف الضغط الكبير على رحلات مطار القاهرة.

ويمكنكم الاضطلاع على تغطية كاملة لملف الاكتشافات الأثرية في مصر والذي رصدته رؤية على مدار عام في الروابط الآتية: –

في قبر ليس قبرها.. رحلة إلى رابعة العدوية

بين التكريم والإهمال.. ابن حجر العسقلاني تاريخ عظيم خارج تصنيف “الآثار”

قصر البارون.. قصة الأسطورة المعمارية والمليونير البلجيكي عاشق مصر

مقياس النيل.. عندما أغلق أبوابه للأبد في وجه “حابي”

الاكتشافات الأثرية في صعيد مصر تتوالى.. دفائن الفراعنة كنوز تنطق بالتاريخ

الباسطي.. الجامع الباهي الزاهي

قمائن الجير المصرية.. تراب الإهمال يطمس وجه التاريخ

مصلى الأموات.. فكرة المماليك لتكريم وفيات الطواعين والأوبئة

في التكية السليمانية.. غبار الزمن يمحو جزءًا من التاريخ المصري

السياسة خدعة.. “غدارات” محمد علي تقبر المماليك خلف باب العزب

بيت الكريتلية .. هنا حضارات العالم تتبادل التحية كل صباح

“سقارة” المصرية تُخرج كنوزها.. اكتشاف حجرة دفن أثرية جديدة

بموكب مهيب.. متحف الحضارة المصرية يستعد لاستقبال الملوك

حامل المياه والأخبار.. حكاية “السقايين” في شوارع المحروسة

“أبونا يوسف” نافذ البصيرة.. تراث حي على أرض المحروسة

أرض الاكتشافات والكنوز الأثرية.. “سقارة” المصرية لم تبح بكل أسرارها

منطقة سقارة الأثرية.. سحر الفراعنة يُبعث من جديد

100 تابوت مغلق منذ 2500 عام.. مصر تعلن تفاصيل أكبر كشف أثري بسقارة

حوش عُطي بالقاهرة.. لمحة من عبق الماضي المنسي

ربما يعجبك أيضا