مخطط روسي لإضعاف الهيمنة الأمريكية على العالم.. ما هو؟

كشفت وثيقة سرية أن وزارة الخارجية الروسية تضع خططًا لإضعاف خصومها الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، والاستفادة من الحرب في أوكرانيا لتشكيل نظام عالمي خال مما تعتبره هيمنة أمريكية.

وورد في ملحق سري آخر كُتب تحت عنوان “مفهوم السياسة الخارجية للاتحاد الروسي” أن الوزارة تدعو لـ”حملة إعلامية هجومية”، وغيرها من التدابير التي تشمل “المجالات النفسية العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والإعلامية” ضد “تحالف الدول غير الصديقة” بقيادة الولايات المتحدة.

إضعاف معارضي روسيا

وكانت قد كشفت وثيقة تابعة لجهاز استخبارات أوروبي لعام 2023، أن روسيا تسعى لإنشاء آلية لإيجاد نقاط الضعف في سياسات الدول غير الصديقة بهدف تطوير خطوات عملية لإضعاف معارضي روسيا، وذلك حسب مانشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم 17 أبريل 2024.

وتقدم الوثيقة للمرة الأولى تأكيدًا رسميًا وتدوينًا لما يقول الكثيرون في النخبة الروسية إنه أصبح حربًا هجينة ضد الغرب، وتسعى روسيا إلى تقويض الدعم الغربي لأوكرانيا وتعطيل السياسة الداخلية للولايات المتحدة والدول الأوروبية، من خلال الحملات الدعائية الداعمة للسياسات الانعزالية والمتطرفة، بحسب وثائق الكرملين التي سبق أن نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”.

تهديد موسكو

باستخدام لغة أكثر صرامة وصراحة من وثيقة السياسة الخارجية العامة، يزعم الملحق السري، المؤرخ في 11 أبريل 2023، أن الولايات المتحدة تقود تحالفًا من “الدول غير الصديقة” يهدف إلى إضعاف روسيا، لأن موسكو “تشكل تهديدًا للعالم الغربي”.

وتقول الوثيقة إن نتيجة حرب روسيا في أوكرانيا ستحدد إلى حد كبير الخطوط العريضة للنظام العالمي المستقبلي، وهي إشارة واضحة إلى أن موسكو ترى نتيجة حربها مرتبطة بشكل لا ينفصم بقدرتها على  فرض إرادتها على المستوى العالمي.

الصراع الأوكراني

إن مفهوم السياسة الخارجية للاتحاد الروسي، الذي نُشر في 31 مارس 2023، ووافق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستخدم لغة دبلوماسية لطيفة للدعوة إلى “دمقرطة العلاقات الدولية”، و”المساواة في السيادة” وتعزيز موقف روسيا على الساحة العالمية.

من ناحية أخرى، يتهم مفهوم السياسة الخارجية  الولايات المتحدة و”أتباعها” باستخدام الصراع الأوكراني لتصعيد السياسة المناهضة لروسيا منذ سنوات عديدة، لكنه ينص أيضًا على أن روسيا لا تعتبر نفسها عدوًا للولايات المتحدة والغرب وليس لديها نوايا سيئة تجاهه.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

عالم متعدد الأقطاب

جاء في الوثيقة العامة أن روسيا تأمل أن يدرك الغرب عدم وجود أي مستقبل في سياسة المواجهة وطموحات الهيمنة، وأن يتقبل الحقائق المعقدة للعالم متعدد الأقطاب.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها لم تعلق “على وجود أو عدم وجود وثائق لوزارة الداخلية” وعلى تقدم العمل بشأنها، وأضافت الوزارة: “كما قلنا عدة مرات على مستويات مختلفة، يمكننا أن نؤكد أن المزاج العام هو التصدي بشكل حاسم للخطوات العدوانية التي اتخذها الغرب الجماعي كجزء من الحرب الهجينة التي شنها ضد روسيا”.

خلق صعوبات

قال مسؤول روسي بارز رفض الكشف عن هويته، إنه يمكن لروسيا أن تخلق صعوبات للولايات المتحدة في العديد من المناطق المختلفة في العالم، والأمر يتعلق الأمر بالشرق الأوسط وشمال شرق آسيا والقارة الإفريقية وحتى أمريكا اللاتينية.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن موسكو تثير الصراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان للتقريب بين روسيا والصين، وكذلك تصعيد الوضع في الشرق الأوسط حول إسرائيل وإيران وسوريا، لإلهاء الولايات المتحدة عن مشاكل هذه المنطقة.