مصالح مشتركة.. لماذا تراهن روسيا على أردوغان في الانتخابات التركية؟

عمر رأفت
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان

تراهن روسيا على فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية المنعقدة الآن، من أجل استمرار التعاون مع أحد حلفائها المقربين.


أثارت تصريحات زعيم المعارضة التركية والمرشح الرئاسي، كمال كليتشدار أوغلو، بخصوص روسيا الجدل، خلال الأيام الماضية.

وحذر كليتشدار أوغلو من تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية، وقال في تصريحات صحفية: “إذا أرادت روسيا صداقتنا بعد 15 مايو، فلترفع يديها عن الدولة التركية”، وهو ما نفاه منافسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

تصريحات كليتشدار أوغلو بخصوص روسيا

قال الكاتب الإسرائيلي، زڤي بارئل، في تحليل لصحيفة هارتس العبرية، إن مرشح المعارضة بالانتخابات الرئاسية محق في تلك التصريحات، لخوفه من حدوث هجوم إلكتروني يشوه نتائج الانتخابات في تركيا، أو يتسبب في التزوير لصالح طرف معين.

ونفى أردوغان في وقت سابق تصريحات منافسه، قائلًا: “لا يمكنني السماح بذلك، وأعلن أن علاقاتنا مع روسيا لا تقل أهمية عن علاقاتنا مع واشنطن”.

اقرأ أيضًا| مشاركة تاريخية في الانتخابات التركية.. وأردوغان يتصدر

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، في تحليله لهارتس، أن تصريحات كليتشدار أوغلو تأتي بعد وجود تقارير تفيد بوجود عملاء روس داخل المخابرات التركية، ولديهم علاقات وثيقة مع أجهزة الإعلام التركية، يمكنهم من خلالها التأثير على الرأي العام.

روسيا تراهن على أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية .. ما الأسباب؟

روسيا تراهن على أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية .. ما الأسباب؟

اهتمام روسيا بالانتخابات التركية

أشار بارئل إلى المعلومات التي تفيد التدخل الروسي في تركيا، لافتا إلى أن جهاز المخابرات الروسي يخصص مبالغ كبيرة لرشوة الصحفيين لخلق رأي عام مؤيد لموسكو، خاصة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.

وأظهر استطلاع للرأي العام أجرته شركة متروبول التركية، أن حوالي 48% ممن جرى سؤالهم يعتقدون أن الناتو والولايات المتحدة مسؤولتان عن الحرب، مقابل 33% ألقوا باللوم على روسيا، ويعتقد 7.5% أن أوكرانيا هي التي تسببت في الحرب.

اقرأ أيضًا| نتائج أولية.. أردوغان يتقدم في سباق الانتخابات التركية

وقال الكاتب الإسرائيلي إنه ليس هناك شك في اهتمام روسيا بالانتخابات التركية، وحرصها على استمرار أردوغان في الحكم، في حين أن النظرة مختلفة في واشنطن وبروكسل الذين سيكونون سعداء بسقوط الرئيس التركي المنتهية ولايته.

الانتخابات الرئاسية التركية

الانتخابات الرئاسية التركية

صدام مستمر بين واشنطن وأنقرة

رفض أردوغان المصادقة على انضمام السويد إلى حلف الناتو، طالما أنها ترفض تسليم الأكراد المطلوبين من أنقرة، وعلى الرغم من اعتبار تركيا حليفًا للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أنها لم تتبنَّ العقوبات على موسكو في أعقاب غزو أوكرانيا، واستمرت في التعاون مع الكرملين.

وأشار بارئل إلى الصدام المستمر بين واشنطن وأنقرة في سوريا، بسبب الدعم الأمريكي للأكراد السوريين، الذين تعتبرهم تركيا منظمات إرهابية، في حين ينسق أردوغان نشاطه العسكري في سوريا مع بوتين، ويريد توطيد العلاقات مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، عكس إدارة واشنطن.

اقرأ أيضًا| بعد انتهاء التصويت.. كيف سار الاستحقاق الانتخابي في تركيا؟

وقال الكاتب الإسرئيلي، في تحليله لهارتس، إن أردوغان بالنسبة لبوتين حليف حيوي يمكّنه من تجاوز العصوبات والآراء المناهضة لروسيا من قبل الناتو، وتعتمد تركيا أيضًا اقتصاديًّا على النفط والغاز الروسيين، وعلى عائدات الصادرات الزراعية إلى روسيا، وبلغت حجم التجارة بين البلدين 62 مليار دولار في عام 2022، مقارنة بـ35 مليار دولار مع الولايات المتحدة.

الانتخابات الرئاسية التركية

الانتخابات الرئاسية التركية

خطط كليتشدار أوغلو لا تلقى ترحيبًا من موسكو

أعلن كيليتشدار أوغلو بالفعل أنه في حالة انتخابه، فسيعلن تطبيق العقوبات الغربية على روسيا، وسيصدق على انضمام السويد إلى الناتو، وسيسعى إلى إعادة مشروع إنتاج طائرات F-35 إلى تركيا.

وذكر الكاتب الإسرائيلي أن خطط كليتشدار أوغلو لا تلقى ترحيبًا من موسكو، ولكن تصريحات مرشح المعارضة التركية من المحتمل ألا يوفي بها بشكل كامل، خاصة أنه قالها وهو بعيد عن صناعة القرار.

ربما يعجبك أيضا