هل علاج أمراض القلب ينهي اضطرابات النوم؟

دراسة ألمانية تكشف علاقة مباشرة بين أمراض القلب واضطرابات النوم

بسام عباس

حدد العلماء، للمرة الأولى، علاقة مباشرة بين أمراض القلب واضطرابات النوم، في دراسة جديدة أجروها على الفئران والأنسجة البشرية.

ويعتقد فريق العلماء، الذي يقوده أستاذ علم العقاقير والسموم في الجامعة التقنية في ميونيخ، ستيفان إنجلهارت، أن أبحاثهم الجديدة ستمهد الطريق لتطوير عقاقير جديدة، لعلاج اضطرابات النوم التي تسببها أمراض القلب.

انحراف عن المسار

كشفت الدراسة التي نشرتها مجلة ساينس، الخميس 15 فبراير 2024، عن أن أمراض القلب تعرقل إنتاج هرمون النوم الميلاتونين في الدماغ، بسبب تلف مجموعة من الأعصاب التي تتصل بكلا العضوين، وهي أعصاب العقدة الرقبية العلوية (SCG).

ولأن الأعصاب التي تنشأ من العقدة الرقبية العلوية تتصل بكل من القلب والغدة الصنوبرية في الدماغ والمسؤولة عن إنتاج الميلاتونين، فإن المشكلات المتعلقة بالقلب يمكن أن تفسر سبب انحراف الميلاتونين عن مساره الصحيح في الجسم.

يعاني نحو 73% من المصابين بقصور القلب من أعراض الأرق

يعاني نحو 73% من المصابين بقصور القلب من أعراض الأرق

مزيد من الدراسات المستقبلية

قال موقع (ديلي ساينس) إن المعاناة من أجل الحصول على نوم هادئ مريح تعد أحد الآثار الجانبية الشائعة لأمراض القلب، ويعاني نحو 73% من المصابين بقصور القلب من أعراض الأرق، ووجدت دراسات سابقة مستويات منخفضة للميلاتونين لدى المصابين بأمراض القلب، دون معرفة السبب.

وأشادت الأستاذة المساعدة في العلوم الطبية في جامعة كولومبيا، بروك أجروال، بالدراسة، مشيرة إلى أنها تقدم آلية جديدة تساعد على تفسير كون المصابين بأمراض القلب أكثر عرضة لاضطرابات النوم، داعية إلى المزيد من الدراسات والتجارب السريرية للعلاجات الناشئة عن هذه الآلية.

تجارب على الفئران

حلل فريق البحث عينات من أنسجة المخ البشري، مأخوذة من مرضى القلب المتوفين ومن أشخاص غير مصابين بأمراض القلب، وكشف هذا التحليل عن انخفاض عدد الألياف العصبية، أو المحاور العصبية في العقدة الرقبية العلوية، وتضخمها لدى من يعانون أمراض القلب مقارنة مع مجموعة التحكم.

وفي تجارب الفئران، وجد الفريق أن خلايا البلاعم المناعية، التي تلتهم الخلايا المريضة والمتضررة، كانت موجودة في العقدة الرقبية للفئران المصابة بأمراض القلب، وأصيبت أعصابها بالالتهاب، وكان لدى الفئران أيضًا عدد أقل من المحاور في غددها الصنوبرية وكمية أقل من الميلاتونين بدمائها.

هل سيكون العلاج فعَّالًا؟

قال موقع ديلي ساينس إن النتائج تتطلب مزيدًا من الدراسات، للكشف عن الآليات التي تدفع الخلايا المناعية إلى العقدة الرقبية العلوية، ويتضمن ذلك دراسة الخلايا العصبية التي تربط القلب والحبل الشوكي، إضافة إلى بروتينات النقل التي تسمى السيتوكينات.

وأوضح إنجلهاردت أن من المهم الحصول على دليل في تجربة سريرية عشوائية لتحديد ما إذا كان الميلاتونين العلاجي فعَّالًا في علاج اضطرابات النوم لدى مرضى القلب المزمن. وإذا ثبتت فاعليته، سيتخلص العديد من المرضى من الآثار الجانبية غير الضرورية للحبوب المنومة العادية.

ربما يعجبك أيضا