أمراض العين الوراثية المسببة للعمى تبدأ من الأمعاء

دراسة تكشف عن أن فقدان البصر بسبب طفرة جينية موجودة في الأمعاء

بسام عباس
قاع عين مصاب بالتهاب الشبكية الصباغي

توصل باحثون بريطانيون إلى أن البكتيريا الموجودة في أمعاء الشخص قد تكون مسؤولة عن العمى الذي تسببه بعض أمراض العيون الوراثية.

وكشفت الدراسة عن أنه في العيون التي تعاني من فقدان البصر بسبب طفرة جينية معينة، والتي تسبب أمراض العين المرتبطة بالعمى، كانت بكتيريا الأمعاء موجودة بالفعل داخل المناطق المتضررة من العين.

طفرة جينية

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الثلاثاء 27 فبراير 2024، أن دراسة أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن، بالتعاون مع فريق من العلماء الصينيين، كشفت أن الطفرة الجينية قد تعمل على استرخاء أو تثبيط دفاعات الجسم الطبيعية، ما يسمح للبكتيريا الضارة بشق طريقها إلى أعلى العينين، مسببة العمى.

وأضاف أن الباحثين بدأوا في تحليل تأثير جين Crumbs Homolog 1 (CBR1)، المعروف بإظهار التعبير داخل شبكية العين، وهي الطبقة الرقيقة من الخلايا الموجودة في الجزء الخلفي من العين، وهو جين ضروري لبناء حاجز الدم في شبكية العين الذي ينظم ما يتدفق داخل العين وخارجها.

Gut microbiome and digestive system concept

فقدان البصر ناجم عن طفرة جينية موجودة في الأمعاء

تؤدي إلى العمى

ذكر الموقع أن الباحثون اكتشفوا أن (CRB1) جين حيوي للتحكم في سلامة الجهاز الهضمي السفلي، مشيرًا إلى أن الجزء السفلي من الجهاز الهضمي يحارب مسببات الأمراض والبكتيريا الضارة عن طريق تنظيم كل شيء يمر بين محتويات الأمعاء وبقية الجسم.

ولاحظ مؤلفو الدراسة أنه عندما يتميز الجين بطفرة معينة تثبط تعبيره، وتقلل من تأثيره، فإن تلك الحواجز الموجودة في شبكية العين والأمعاء يمكن أن تتعرض للاختراق، ما يؤدي إلى انتقال البكتيريا الموجودة في الأمعاء عبر الجسم إلى العين، وبدوره ينتج آفات في شبكية العين قد تؤدي إلى العمى.

أمراض عيون وراثية

أشارت الموقع إلى أن علاج البكتيريا بمضادات الميكروبات مثل المضادات الحيوية أدى إلى الوقاية من فقدان البصر بين مجموعة من فئران التجارب، على الرغم من أن هذه العلاجات لم تعد بناء حواجز الخلايا المتضررة في العين.

وأضاف أن بداية مرض العين الوراثي تختلف من شخص لآخر، فقد يصاب أحد الأفراد بالأعراض في وقت مبكر جدًا من مرحلة الطفولة بينما لن يلاحظ الآخرون المشكلة حتى مرحلة البلوغ، وبغض النظر عن وقت حدوثه، فإن التدهور لا رجعة فيه وله آثار مدى الحياة.

وأوضح أن تطوير العلاجات ذات الصلة ركز على العلاجات الجينية، وتشير هذه الدراسة إلى أن استخدام مضادات الميكروبات قد يساعد في منع تدهور أمراض العيون الوراثية المرتبطة بـ (CRB1) تهدف الدراسات المستقبلية إلى تقييم ما إذا كان هذا ينطبق على البشر أيضًا.

ربما يعجبك أيضا