الإعلامية ريم الشاذلي: في زمن الإرهاب الأطفال بلا مستقبل ولا حقوق

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – في زمن العنف والحرب والإرهاب كيف يمكن أن يشعر أطفال العالم بالأمن والأمان؟ و كيف يتمكن العالم من الحتفال بالذكرى الـ63 لتأسيس يوم الأمم المتحدة العالمي للطفل، والذي تأسس عام 1954، ويحتفل به العالم يوم 20 نوفمبر من كل عام، لتعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، لكن اليوم في ظل الحرب والإرهاب والعنف والفقر وعدم الأمان أصبح أطفال العالم بلا حقوق ولا مستقبل.

لا شك أن المنظمات العالمية  لحقوق الطفل، تحرص على التأكيد على حصولهم على حقوقهم في هذا اليوم، ولكن هل يمكن تحقيق ذلك وهناك مئات آلاف الأطفال في مناطق النزاع والحروب حول العالم، ممن تشهد بلادهم نزاعات وحروب داخلية أو تواجه الإرهاب، ويعيش أطفال تلك البلاد، وسط أنقاض القصف والمواجهات المسلحة، ما يعكس لنا مدى المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال، وحتى من ذهب كلاجئ  لبلد ما، وحده أو مع اهله، بعضهم لم يشعر بالأمان. وللأسف كثير من الأطفال بلا مأوى ولا تعليم ولا رعاية صحية، ولا أسرة ولا جواز سفر و لاشعور بالأمان؟

وفي حوار خاص مع الإعلامية اللامعة ريم الشاذلي الصحفية المتميزة بالأمم المتحدة والتي تعد من أفضل عشر إعلاميين كتبوا عن ملف اللاجئين وخاصة العنف الجسدي والنفسي الذى تتعرض له اللاجئات السوريات، وكذلك أطفال اللاجئين.

بداية، هل يمكننا القول ان الأزمة الاقتصادية خلقت جيل من الأطفال مسلوب الحقوق؟

بالتأكيد اثرت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم حاليا نتيجة للحروب والإرهاب والعنف علي نفسية  معظم أطفال العالم فخلقت أجيال مسلوب حقها في العيش بطريقة آدمية حرمتهم من التعليم الذي هو ابسط حقوق الطفل حرمتهم من العيش داخل اسرة سوية قادرة علي تربية الطفل بشكل صحيح.

هل لعبت وسائل الإعلام المختلفة دورا في التأثير سلباً علي الطفل؟

كيف لا والطفل يرى الحروب والدماء والقتل والإرهاب في كل مكان حوله  علي مدار اليوم .. بداية من التلفزيون والانترنت وحتي العاب الأطفال حاليا كلها تدعو للعنف فكيف رغم كل هذا ان يخرج طفل سوي وشاب صالح في المستقبل.

وأين دور الأسرة من ذلك؟

للأسف نجد ان معظم الأسر في العالم اصبحت مشتتة لا توجد قيم ولا مبادئ سامية يتربى عليها الطفل منذ نشأته  الأولى، حتى عندما نتحدث عن الطفل في المجتمع الأوروبي نجده أيضا مشتت رغم القوانين التي يفرضها دستور هذه البلاد لرعاية الأطفال لكن هذا لم يمنع تشتت الأطفال، لأن الأب والأم معظم اليوم خارج المنزل للعمل والطفل يجلس لوقت طويل مع التكنولوجيا والإنترنت الذي تبث للطفل بشكل او بآخر العنف حتي لو كان علي هيئة  لعبة يلعبها الطفل.

ما رأيك في الأفلام التي تقدمها السينما العالمية للطفل؟

السينما العالمية أثرت على الأطفال بشكل سيء فالطفل دائما يتأثر بالمادة الإعلانية المرئية أكثر من أي شيء آخر، وهي تقدم له العنف والشر والمافيا وغيرها من أفلام لا تصلح لخلق جيل سوي.

من وراء تجنيد عقول الشباب في أوروبا من الجنسين للانضمام لداعش؟

كما أعلنت الأمم المتحدة فإن نسبة كبيرة من الشباب الأميركي والأوروبي ينضم لتنظيم داعش الإرهابي كل عام، يعد بالمئات، وفي تخيلي البسيط أن السبب الرئيس لهذا هو انبهار الأطفال بكمّ مشاهد العنف والقتل التي يشاهدها الطفل في الأفلام والألعاب وما تقوم به داعش من قتل وعنف أيضاً وبشكل او بآخر هناك ربط في مخيلة الطفل بين هذا وذاك.

وماذا عن الطفل العربي؟
الطفل العربي حينما فرضت عليه ظروف صعبة، مثل انهيار المنظومة التعليمية؛ إذ يعاني قطاع التعليم في ظل استمرار الحروب والصراعات ليس فقط في مناطق النزاع بل أثرت أكثر على المناطق الآمنة التي أصبحت مركزا جديدا لملايين اللاجئين.

وما هي الحلول المقترحة لإنقاذ أطفال العالم من كل أنواع العنف والاغتصاب وغيره؟

لابد من تكاتف المجتمع الدولي لمناقشة أوضاع الأطفال وسنّ قوانين حقيقية لحمايتهم من المخاطر التي تتمثل في العنف والعمل المبكر، ربما تصل أيضا إلى التحرش، فكما أعلنت الأمم المتحدة أن واحدا من عشرة أطفال يتعرضون للعنف الجسدي في مخيمات اللاجئين.

وهل هناك مشاكل أخرى بعاني منها أطفال العالم؟

حسب تقرير الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” فإن الصراعات في الوطن العربي وشمال أفريقيا تحرم اكثر من 14 مليون طفل من الذهاب للمدرسة، وبذلك تتحطم آمالهم وطموحاتهم للمستقبل، وتناول أيضاً التقرير الذي حمل عنوان “التعليم على خط النار” تأثير العنف علي تلاميذ المدارس في أكثر من منطقة حرب من بينها سوريا واليمن والعراق وليبيا حيث يتربى جيل كامل خارج النظام التعليمي وبذلك يكون هؤلاء الأطفال عرضة للاستقطاب والتجنيد في المنظمات الإرهابية التي من بينها “داعش” وقد أعلنت ايضا المفوضية الدولية للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 3 ملايين طفل من أصل 6 ملايين طفل لاجئ محرومون من التعليم في السن الدراسي.

كيف يمكننا أن نجد الحلول المناسبة لكل هذه المشاكل؟

علينا جميعا أن نعي أن تربية الأطفال ونشأتهم هي مسؤولية مشتركة بين الأسر والحكومات والمنظمات الدولية المسؤولة عن الطفل لأن تربية الطفل على التطرف سيعاني منها لاحقا العالم كله أو كما يحدث الآن بالفعل فالإرهاب يضرب الجميع دون تفرقة.

وفي النهاية يمكننا القول إن الظروف الأمنية و الاقتصادية الصعبة عالميا خلقت جيل من الأطفال مسلوب حقه في الحصول على خدمات صحية ونفسية وعلمية واجتماعية واقتصادية وثقافية مميزة وبالتالي اسر منهكة لا تقدم له اسلوب تربوي او حتى تلبية مطالبة البسيطة توفر له  تعليم جيد ومدارس جيدة ورعاية اجتماعية واسرية وصحية وهى ابسط حقوق الطفل حسب المواثيق الدولية.

كما تحرِّم القوانين والأعراف الدولية تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، أو تكليفهم بأعمال تندرج في سياق دعم أعمال عسكرية، ورغم ذلك فإن هذه الظاهرة آخذة بالاتساع في بعض البلدان العربية التي تشهد صراعات.

تواجه العديد من الجماعات المسلحة في سورية واليمن وليبيا والعراق والسودان اتهامات بتجنيد أطفال في المعارك، وأحياناً يتم التحايل على تجنيدهم بادعاء تقديم تعليم لهم، ووثقت تقارير صادرة عن جهات دولية ومنظمات تدافع عن حقوق الإنسان وقائع وشهادات تدين تلك الجماعات.

ربما يعجبك أيضا