الجزائر تستذكر مجازر 8 مايو.. وسط حملة رسمية على فرنسا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

في الثامن من مايو/ أيار 1945، ارتكبت قوات الاحتلال الفرنسي مجازر بشعة شرق الجزائر العاصمة وبالتحديد في مناطق سطيف وقالمة وخراطة، ذهب ضحية تلك المأساة حسب تقديرات رسمية 45 ألف شهيد، لمجرد أنهم خرجوا بمظاهرات للمطالبة باستقلال بلادهم.

ووجه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسة الذكرى الـ75 للمجزرة، التي ارتكبها جيش الاستعمار الفرنسي بحق متظاهرين جزائريين خرجوا للاحتفال بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، حيث وعدت فرنسا الشعب الجزائري بأنه سيحصل على استقلاله بمجرد انتهاء الحرب، فما كان من فرنسا إلا أنها نكثت بوعودها وارتكبت مجزرة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث.

الجزائر منذ عقود تطالب فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها، لكن الحكومات الفرنسية المتعاقبة دائمًا ما تطالب في كل مرة بطي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.

خطاب تبون

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في رسالته، إن الاستعمار الفرنسي قتل على مدار 132 عامًا (1830- 1962)، نصف سكان بلاده (قبيل الاستقلال)، “في جرائم لا تسقط بالتقادم، وإن القمع الدموي الوحشي للاحتلال الاستعماري الغاشم، سيظلّ وصمة عار في جبين قوى الاستعمار التي اقترفت في حقّ شعبنا طيلة 132 سنة، جرائم لا تسقط بالتقادم، رغم المحاولات المتكررة لتبييضها”.

وتابع: “عدد ضحايا جرائم الاستعمار تجاوز 5 ملايين ونصف مليون ضحية من كل الأعمار، أي ما يمثل أكثر من نصف سكان الجزائر (في ذلك الوقت)”.

ووصف الرئيس الجزائري “جرائم الاستعمار” بأنها “ضد الإنسانية، وتخالف القيم الحضارية لأنها قامت على التطهير العرقي لاستبدال السكان الأصليين واستقدام غرباء”.

واعتبر أن هذه الجرائم “قامت على فصل الإنسان الجزائري عن جذوره، ونهب ثرواته، ومسح شخصيته بكلّ مقوماتها”.

صحوة ضمير

فيما تأسف الجامعي أوليفييه لو كور غراندميزون “لصمت فرنسا” على مجازر 8 مايو 1945، مشيرا إلى أن “أبناء هؤلاء الضحايا ما زالوا ينتظرون اعتراف فرنسا بهذه الجرائم”.

وفي هذا السياق أشار بحسب “وكالة الأنباء الجزائرية” إلى أنه “لا فرنسوا هولاند (الرئيس الاسبق لجمهورية فرنسا) ولا ايمانويل ماكرون (الرئيس الحالي) التزما بهذا النهج (أي الاعتراف) “، مذكرا في هذا الشأن بأن ماكرون كان قد صرح خلال زيارة له إلى الجزائر كمترشح للانتخابات الرئاسية (في فبراير 2017)، “أن الاستعمار هو جريمة ضد الإنسانية”.

وذكر المؤرخ بأقوال سفير فرنسا بالجزائر، هوبر كولين دو فرديار سنة 2005 في ولاية سطيف حيث وصف مجازر 8 مايو 1945 “بالمأساة التي لا تُغتفر”، وبأقوال السفير الذي جاء بعده بيرنار باجولي في ولاية قالمة ثلاث سنوات من بعد حيث تطرق إلى “مسؤولية السلطات الفرنسية آنذاك الثقيلة جدًا في ذلك اهتياج الجنون القاتل” الذي أدى إلى سقوط الآلاف من الضحايا الأبرياء.

ربما يعجبك أيضا