الأردن يقاتل كورونا على جبهتين.. داخلية وأخرى عابرة للحدود

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق               

عمّان – يستعد الأردن خلال الأسابيع المقبلة لتصدير المعدات الطبية والكمامات وإرسال الأطباء إلى العديد من دول العالم التي تفشى بها كورونا، فيما تواصل الحكومة جهودها للتعامل مع أزمة كورونا وتداعياتها على الجبهة الداخلية.

وخلال مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأمريكية، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني: إن بلاده، ستبدأ تصدير المعدات الطبية والكمامات وإرسال الأطباء في الأسابيع المقبلة إلى دول تكافح فيروس كورونا، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأوضح الملك، أن فيروس كورونا تحدٍّ تواجهه جميع الدول، كونه يخترق الحدود، وبالتالي فإنه عدو خفي يستهدف الدول المتقدمة والنامية على حد سواء بغض النظر عن اختلاف الأديان والأعراق.

وقال الملك: “إننا في الأردن تصرفنا في وقت مبكر جدا، وساعدنا ذلك في تسوية منحنى الفيروس”، و”نعامل كل شخص داخل حدودنا مواطنا كان أم لاجئا بالطريقة نفسها”.

وأكد أنه “لا يمكن مواجهة الموجة التالية من المرض إلا بالاتحاد والتعاون بين الدول”.

وقال الملك: “نبقي مؤسساتنا وشعبنا في حالة مرونة تتيح لنا أن نكون قادرين على مواجهة تحديات لم نكن نتوقعها”.

رواتب القطاع العام .. الحكومة تطمئن 

استيقظ الأردنيون فجر اليوم، على مقالة لكاتب محلي مقرب من دوائر صنع القرار، نشرتها صحيفة الغد أشار فيها إلى عدم قدرة الدولة على دفع الرواتب لموظفيها في المرحلة المقبلة، وهو ما سبب حالة من الذعر في الشارع الأردني.

وجاء في مقالة الكاتب ماهر أبوطير: “مشاكل الخزينة لا يتوفر فيها دينار واحد من رواتب شهر أيار”.

لكن وزير المالية، محمد العسعس خرج على الأردنيين خلال الإيجاز اليومي للحكومة وطمأن بأن وضع خزينة الدولة مطمئن.

وقال الوزير إنه سيتمّ صرف رواتب شهر نيسان غدا الإثنين لموظفي القطاع العام، وأن رواتب شهر أيار ستصرف قبل عيد الفطر.

وأضاف: أعدنا تخطيط بعض إجراءاتنا الاقتصاديّة لمواجهة تداعيات الأزمة، راجيا عدم الالتفات إلى الشائعات والمعلومات غير الدقيقة فيما يخص الحديث عن السياسات المالية العامّة للدولة.

إنتاج مليون كمامة في اليوم الواحد

في سياق جهود الدولة لاحتواء وباء كورونا وما أفرزه من ضغط وتحديات على الملف الاقتصاد المأزم في الأردن، كشف وزير الصحة سعد جابر، عن رفع إنتاجية صناعة الكمامات في الأردن بنحو 10 أضعاف عما هي عليه الآن.

وقال الوزير -خلال إيجاز صحفي- “ننتج حاليا 150 ألف كمامة طبية في اليوم الواحد، سيتم رفع الطاقة الإنتاجية فيها لصنع مليون كمامة طبية في اليوم الواحد خلال عشرة أيام من الآن”.

وعلى الصعيد الداخلي، قررت الحكومة السماح بالعمل في بعض القطاعات التجاريّة بنسبة 30% اعتبارًا من الثلاثاء المقبل.

والمحال التي سيسمح لها بالعمل هي ضمن قطاعات المساندة المختلفة مثل “البنشرجي والكهربائي ومحلات بيع وصيانة أجهزة الكمبيوتر، الأجهزة الخلوية، المجوهرات، قطاع الألبسة، قطاع مواد البناء، قطاع الأثاث المنزلي، المكتبات والقرطاسية، بيع السماعات الطبية، محال بيع النظارات والعدسات، الكهربائيات والإلكترونيات، الإنتاج التلفزيوني، قطاع شركات الطاقة المتجددة وجباة الكهرباء، الأدوات المطبعية والمطابع والدراسات والأبحاث والصحف الورقية”.

وأوضح وزير الصناعة والتجارة والتموين طارق الحموري أن فترات العمل للقطاعات المصرّح لها بالعمل من العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً.

انطلاقة جديدة من الجنوب

قررت الحكومة تعديل إجراءات حظر التجوّل في محافظات الكرك والطفيلة ومعان “جنوب المملكة”، وبنفس الإجراءات المتّبعة في محافظة العقبة.

وسيتمّ إغلاق كلّ محافظة عن الأخرى بموجب القرار الذي أعلنه وزير الإعلام أمجد العضايلة، والسماح للمواطنين فيها بالحركة ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً.

وأوضح العضايلة أنه سيتمّ تقييم تجربة تعديل إجراءات حظر التجوّل في المحافظات الأربع لمدّة ثلاثة أيّام، مؤكّدين على أهميّة التزام المواطنين بتعليمات السلامة العامّة والصحّة والانضباط.

وشدد العضايلة على أن أي مظاهر في المحافظات الأربع تخالف التعليمات والإجراءات الصادرة عن الجهات المختصّة سيتم التعامل معها بحزم، وسيتم تشديد الإجراءات والعودة إلى الوضع السابق.

وحتى يوم الأحد، سجل الأردن، 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالي الحالات إلى 417، تعافى منهم 276 شخصًا، فيما لا يزال 134 مريضا يتلقون العلاج داخل المستشفيات.

وإلى الآن، أصدرت الحكومة الأردنية 9 أوامر دفاع خاصة بمواجهة وباء كورونا المستجد.

وفي يوم 18 من آذار الماضي تقرر تعطيل عمل الوزارات والدوائر والمؤسسات والمدارس، وأغلقت جميع منافذ العاصمة عمان، فيما انتشر الجيش في جميع محافظة المملكة للإشراف على سير الإجراءات ومتابعتها.

ربما يعجبك أيضا