إدراج مستشار «مرسي» بقوائم الإرهاب.. مصر تتعقب فلول الإخوان

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

لا تتوانى “القاهرة” عن تعقب قيادات وفلول عناصر الإخوان الذين يروجون للأفكار الهدامة أو من مارسوا العنف أو دعوا إلى التكفير والتطرف وغذوا بالقول والفعل مناخ الكراهية والدماء ضد الدولة المصرية، منذ أن لفظ المصريون الإخوان وأتباعهم في ثورة 30 يونيو.

وقبل سنوات، نشرت وزارة الداخلية المصرية، في 25 ديسمبر 2014، اعترافا مصورا للخبير الاقتصادي، ومساعد وزير المالية الأسبق، عبدالله شحاتة، بشأن قيامه بحيازة أسلحة، والتخطيط لصنع قنابل عن طريق فصل البارود من “البُمب”.

ومن آخر التحركات المصرية القانونية ضد قيادات وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، قرار “الدائرة الخامسة إرهاب”، المنعقدة في “مجمع محاكم طرة” بالقاهرة، أول أمس السبت، بإدراج عبدالله شحاتة، مستشار الرئيس الإخواني المعزول الراحل محمد مرسي و20 آخرين من عناصر “اللجان النوعية” على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات.

ووجهت النيابة للمتهمين تهم حيازة أسلحة نارية ومنشورات تحريضية، والانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، والتعدي على الحريات الشخصية للمواطنين، وتعطيل أحكام الدستور.

وفي 28 نوفمبر من العام 2014، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على عبدالله شحاتة خطاب وعلى شقيقه أسعد شحاتة الذي كان يعمل مستشارًا ماليًا لإحدى الشركات الأجنبية الكبرى فيما عُرف بقضية “الخلايا النوعية لجماعة الإخوان”. وأدين عبدالله خطاب بتهمة التحريض على الأعمال التخريبية والاغتيالات وعقد لقاءات تنظيمية لخلايا الإخوان في شقته بمنطقة الهرم بالجيزة، وجاء ترتيبه حينها بالتحقيقات كثالث متهم في القضية.

أما شقيقه أسعد، 44 عامًا، الذي أُدرج بقوائم الإرهاب أيضًا، وهو حاصل على بكالوريوس محاسبة من كلية التجارة في جامعة القاهرة، وعمل كرئيس قسم مراجعة الحسابات بمجموعة أجنبية كبرى للاستثمارات.

عناصر ضارة

ويرى الكاتب الصحفي بالأهرام والمتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، هشام النجار، أن الفترة التي حكم فيها محمد مرسي مصر تنطوي على العديد من مظاهر الخطر وتهديد الأمن القومي والإضرار بمصالح البلاد من خلال خلق بؤرة داخل مراكز الدولة ومؤسساتها العليا جرى زرع أناس بها ولاءهم لقوى خارجية معادلة ويعملون لحساب محور طامع في مصر ويسعى لإسقاط النظام العربي برمته وخطط لقلب الموازين في المنطقة لتصبح له الهيمنة على أكثر المناطق أهمية في شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر ومنطقة الشرق الأوسط.

وقال هشام النجار في تصريحات خاصة: كانت مصر هي مركز العمليات الرئيسي خلال عهد الإخوان، وبدون شك هؤلاء الذين تولوا المناصب الحساسة- ومنهم عبدالله شحاتة- خلال عهد محمد مرسي، لعبوا دورًا مهمًا في مجمل مظاهر الإضرار بمصر ومصلحتها العليا واستقرارها وأمنها ويومًا وراء الآخر تظهر خفايا وأسرار هذه المرحلة وأسماء المشاركين في هذا المخطط الذي يعد هو الأخطر خلال الخمسين عامًا الماضية بالنظر للاختراق الذي نجحت بعض القوى في إحداثه من خلال جماعة بالداخل تعمل لحسابها.

مستشار مرسي في سطور

اسمه عبدالله شحاتة خطاب، كان يعمل أستاذًا لمادة الاقتصاد بجامعة القاهرة، ومستشارًا لوزراء المالية في مصر منذ العام 2007، ثم انتقل للعمل بصندوق النقد العربي قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011.

من مواليد مدينة أشمون بمحافظة المنوفية في العام 1972، وانتقل بسبب ظروف عمل والده للإقامة في مدينة البدرشين في محافظة الجيزة. وعقب انتهاء دراسته الثانوية، التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة.

وبحسب موقع “العربية نت” الإلكتروني، حصل شحاتة على الماجستير من هولندا والدكتوراه من بريطانيا. وعقب ثورة يناير عاد من عمله بصندوق النقد العربي للعمل مساعدًا لوزراء المالية في الحكومات التي شكلها الإخوان. وترأس اللجنة الاقتصادية لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، حتى أقيل من منصبه في وزارة المالية عقب اندلاع ثورة 30 يونيو من العام 2013.

قوائم جديدة

وقال الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، عمرو عبدالمنعم: إن الدولة المصرية عازمة على التصدي لجماعة الإخوان الإرهابية؛ بشقيها الداعي إلى العنف والممارس للعنف أيضًا، لأن الاثنين يقومان مقامًا واحدًا الآن، كما يتم تعقب كل من ينتمي أو يثبت انتمائه للخلايا النوعية وخاصة الجناحين العسكري والمالي يتم إدراجه بشكل سريع وواضح.

وأضاف عبدالمنعم -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”، اليوم الإثنين- إن الإجراءات المصرية تأتي بهدف توفيت الفرصة على حكومات الدول الغربية والاتحاد الأوروبي وبعض الأصوات في الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، التي تتفاعل مع بعض الشخصيات الإخوانية.

وكشف الكاتب الصحفي أن القوائم المصرية الجديدة ستضم العديد من الأسماء الإخوانية والكوادر الجهادية التي مارست العمل النوعي والعنف ضد شخصيات ومؤسسات الدولة ومن يحملون رؤية تروج للتطرف والعنف وتقود عجلة التنمية وتدعو للتشكيك في المنجزات وتحاول إفشال مساعي مصر نحو الاستقرار.

ربما يعجبك أيضا