اغتيال الوزاني.. إيران المتهم الأول في إسكات أصوات العراقيين

يوسف بنده

رؤية

أثار اغتيال الناشط العراقي، إيهاب الوزاني، غضب العراقيين على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الساحات أيضاً ودعا ناشطون لإحياء الثورة العراقية من جديد بعد مقتله.

وقد تعرضت القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء لهجوم من قبل عدد من المتظاهرين العراقيين مساء أمس الأحد 9 مايو/أيار، حيث تم إضرام النار في جدار القنصلية وغرفة حراستها.

وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، نقلًا عن وسائل إعلام عراقية، أن المتظاهرين تجمعوا أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، ردًا على اغتيال الناشط المدني إيهاب جواد.

وكان المعارض العراقي البارز، إيهاب جواد الوزاني، قد قُتل في مدينة كربلاء يوم الأحد. ووفقًا لمسؤولين أمنيين عراقيين، أطلق العديد من سائقي الدراجات النارية النار على “الوزاني” خارج منزله، والتقطت كاميرات المدينة صورًا لراكبي الدراجات النارية.

وأثار الحادث رد فعل عنيفًا من أنصار إيهاب جواد الوزاني الذين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بوقف قتل الشخصيات المعارضة والشخصيات المناهضة للفساد في العراق.

وأفادت وكالة أنباء “فارس”، نقلًا عن وسيلة إعلام عراقية أخرى، أن قوات الأمن في كربلاء قامت بقمع المتظاهرين. وأصيب عدد من المتظاهرين.

وقدر التقرير عدد المتظاهرين بالعشرات، وقال إنهم أشعلوا أيضًا إطارات سيارات حول القنصلية الإيرانية.

وكانت القنصلية الإيرانية في كربلاء قد وصفت في وقت سابق اغتيال إيهاب جواد الوزاني بالحادثة “الإرهابية” واستنكرتها.

وقالت القنصلية في بيان إن مثل هذه الأعمال تأتي في إطار “انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار” في العراق.

يذكر أنه تم تشكيل ما يسمى بـ “حركة الاحتجاج الوطنية” في العراق قبل عامين؛ ردًا على الفساد المستشري وعدم كفاءة الحكومة العراقية. وقُتل نحو 600 من أعضاء الحركة منذ ذلك الحين. وكان العديد منهم قد تم استهدافهم في منازلهم.

وتعد إيران من أكثر الحكومات نفوذًا في العراق، ولديها علاقات كثيرة خاصة مع الحكومات الشيعية. وخلال هذين العامين هتف المتظاهرون العراقيون مرارًا وتكرارًا بشعارات مناهضة لإيران.

كما تعرضت القنصلية الإيرانية في مدينة النجف لهجوم من قبل متظاهرين في ديسمبر (كانون الأول) 2019، وأضرموا فيها النيران.

إيهاب الوزاني

إيهاب الوزني من أبرز الأصوات المناهضة للفساد وسوء إدارة الدولة والمنادية بالحدّ من نفوذ إيران والجماعات المسلّحة في المدينة المقدّسة لدى الشيعة. وأحدث اغتيال الوزني صدمةً بين مؤيّدي “ثورة تشرين” الذين خرجوا على الإثر في تظاهرات احتجاجية في كربلاء ومدن جنوبية أخرى بينها الديوانية والناصرية. ومساء الأحد تجمهر متظاهرون غاضبون أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء حيث أحرقوا إطارات وأضرموا النار في أكشاك مثبتة أمام المبنى.

ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن اغتيال الوزني، وهو أمر تكرّر في هجمات سابقة اختفى بعدها الفاعلون تحت جنح الليل في بلد تفرض فيه فصائل مسلّحة سيطرتها على المشهدين السياسي والاقتصاد.

وحسب تقرير شبكة دوت فيليه: قال ناشط مقرّب من الوزني متحدثاً في الطبابة العدلية في كربلاء “إنّها مليشيات إيران، اغتالوا إيهاب وسيقتلوننا جميعاً، يهدّدوننا والحكومة صامتة”. وكان الوزني نجا قبل نحو سنتين، في كانون الأول/ ديسمبر 2019، من مصير مماثل قُتل خلاله أمام عينيه رفيقه فاهم الطائي الذي فقدته أسرته وهو في الثالثة والخمسين من عمره، برصاص أطلقه مسلحون على دراجات نارية من مسدّسات مجهزة بكواتم للصوت.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق في تشرين الأول / أكتوبر 2019، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة. والأحد أعلنت شرطة كربلاء أنّها لن تدّخر جهداً للعثور على “الإرهابيين” الذين قتلوا الوزني. بدوره أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان أنّ “قتلة الناشط الوزني موغلون في الجريمة، وواهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتصّ من كل مجرم سوّلت له نفسه العبث بالأمن العام”.

ربما يعجبك أيضا