سامية صولحو.. رئيسة تنزانيا التي تحاول التخلص من إرث الماضي

هالة عبدالرحمن

منذ توليها المنصب، انطلقت الرئيسة التنزانية سامية حسن، في مسار مختلف عن الرؤساء السابقين للبلاد.


في إحدى ليالي ربيع عام 2020، ظهرت سامية صولحو حسن، التي كانت آنذاك أول نائبة لرئيس تنزانيا، على شاشة التلفزيون لتعلن وفاة الرئيس جون ماجافولي.

وفاة الرئيس جون، دفعت سامية إلى منصب تاريخي كأول رئيسة لتنزانيا لتبدأ البلاد معها مرحلة جديدة في تاريخها، تبحث خلاله عن مسار مختلف في القيادة الإفريقية وإنهاء معاناة بلادها من أزماتها الاقتصادية المستمرة.

sam harris

نشأة سامية صولحو

ولدت سامية حسن صولحو، 62 عامًا، في أرخبيل زنجبار قبالة ساحل تنزانيا القارية لأم ربة منزل وأب يعمل كمدرس، وبعد المدرسة الثانوية، أكملت درجتي البكالوريوس والدراسات العليا في الاقتصاد والإدارة العامة في مدارس تنزانيا وبريطانيا.

في عام 2015، انتخبت للمرة الأولى كنائبة لماجافولي، وأعيد انتخابها معه في 2021، ووفقًا للدستور يجب أن تقضي ما تبقى من فترة السنوات الخمس في أعلى منصب في البلاد، لتصبح بذلك أول رئيسة مسلمة في البلاد، وتنضم لقائمة قصيرة من النساء في القارة اللائي أدرن بلادهن، خصوصًا أن رئيسة إثيوبيا، سهلورق زودي، دورها شرفي، بحسب بي بي سي.

الفوز بجائزة بناة الطريق في إفريقيا

اختيرت الرئيسة التنزاني للفوز بجائزة بناة الطرق الكبرى “باباكار ندياى” لعام 2022، والتي تُمنح لشخصيات بارزة في إفريقيا أثبتت التزامها بتطوير البنية التحتية للنقل في القارة. وأشادت لجنة اختيار الجائزة بسامية حسن لقيادتها الشخصية واستثماراتها الضخمة والتزامها بمد الطرق وشبكة السكك الحديدية في تنزانيا، قائلةً: “نوجه تهانينا الحارة إلى الرئيسة وشعب تنزانيا”، وفقًا لمجلة “أفريقان بيزنس”.

merlin 205345296 fff28480 c513 4ad7 82d3 4d89d4550136 superJumbo 1

المرأة لا تستطيع قيادة تنزانيا

منذ توليها المنصب، انطلقت سامية حسن في مسار مختلف عن الرؤساء السابقين للبلاد، فرفعت الحظر المفروض على الفتيات الحوامل في المدارس وبدأت في تعديل بعض اللوائح الاقتصادية لجذب المستثمرين للعودة إلى البلاد، وشجعت التطعيمات ضد كوفد 19

وقالت السيدة حسن في مقابلة نشرتها “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي من مقر الولاية بالعاصمة دودوما، إن التحدي الأول لها هو التغلب على فكرة أن المرأة لا تستطيع قيادة تنزانيا، مضيفةً: “معظم الناس لم يصدقوا أنه يمكن أن يكون لدينا رئيسة قادرة على أداء مهامها، كان التحدي هو خلق ثقة للأشخاص أنه يمكنني فعل ذلك”.

دعم القيادات النسائية

أوضحت سامية إن القيادات النسائية الإفريقية الأخريات دعموها وساندوها، بما في ذلك رئيسة ليبيريا، إيلين جونسون سيرليف، ورئيس إثيوبيا سهلورق زودي، اللائي سرعان ما قدمن الدعم لها، لحثها على البقاء في منصبها، والثقة من نفسها، وطلب المشورة والاستماع إلى صوتها الداخلي.

وواصلت: “منحوني جميعًا الشجاعة حتى أتمكن من القيام بذلك”. منذ وصولها إلى السلطة في مارس من العام الماضي، وضعت رئيسة تنزانيا نفسها كشخصية وطنية موحدة مستعدة لتحدي المؤسسة ومصممة على إخراج بلدها من العزلة، بعد 5 سنوات من الانعزال تحت حكم السيد ماجوفولي، الذي نادرًا ما سافر إلى الخارج، وفقًا لـ”نيويورك تايمز”.

418

تحديات تواجهها سامية صولحو

يُنظر إلى تنزانيا البالغ عدد سكانها نحو 60 مليون نسمة، وتحدها 8 دول أخرى في شرق ووسط وجنوب إفريقيا، منذ فترة طويلة على أنها حصن من الاستقرار في منطقة مزقتها الصراعات العرقية والحرب الأهلية.

لكن السيدة حسن، المتوقع أن تترشح للرئاسة في عام 2025، تتولى قيادة دولة مستقطبة مع اقتصاد منهك وبطالة متزايدة، ووتيرة بطيئة في نشر اللقاح وصخب متزايد لإجراء إصلاحات دستورية، بحسب “نيويورك تايمز”.

استثمارات بقيمة مليار دولار

زارت الرئيسة التنزانية الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، والتقت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، وفقًا للموقع الرسمي “للبيت الأبيض”، وأعلنت سامية خلال اللقاء عن شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة بقيمة مليار دولار، مبينةً أن الاستثمارات ستساهم في تحقيق نمو اقتصادي كبير في تنزانيا، وأيضًا النمو الاقتصادي والوظائف  في الولايات المتحدة.

موقف رئيسة تنزانيا من الحرب في أوكرانيا

رئيسة تنزانيا، أعلنت استعداداها لمقابلة المستثمرين وطلب المساعدة في تحسين شراكات الصحة العامة والترويج لتنزانيا كوجهة سياحية نابضة بالحياة، إلا أن موقف بلادها من الحرب الروسية الأوكرانية من أهم العقبات التي قد تواجهها.

وكانت تنزانيا من بين الدول الإفريقية التي امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة الحربـ وهي خطوة قالت السيدة حسن إنها تتماشى مع موقف تنزانيا الطويل الأمد بعدم الانحياز، متابعة: “لا نعرف لماذا يتقاتلون؟، ويجب على روسيا وأوكرانيا الجلوس للحديث، وعلى العالم إقناع الرئيس الروسي فلاديمير، بوتين بعدم القتال”، وفقًا لـ”نيويورك تايمز”.

فرصة لن تتكرر لتنزانيا ولرئيستها

قالت المحامية التنزانية البارزة فاطمة كرومي، في تصريحات لـ”نيويورك تايمز”، إن الرئيسة سامية حسن لديها فرصة لاستعادة إيمان التنزانيين بالديمقراطية وتحويل البلاد، وأنه يمكنها أن تترك وراءها إرثًا لم ينجح في إدارته سوى قلة من الرؤساء الآخرين، مكملةً: “تخيلوا أن هذا كان نتيجة حدث تاريخي، وسيكون رائعًا”.

ربما يعجبك أيضا