اكتشاف وجود دلافين عملاقة كانت تعيش بمنطقة الأمازون في العصور القديمة

يعد الدلفين الذي سبح في مياه حوض الأمازون منذ 16 مليون سنة، منافسًا لأكبر حوت مسنن للمياه العذبة شهده العالم على الإطلاق.

ووصل طول الوحش القديم إلى 3.5 متر، وهو أكبر بكثير من دلافين نهر الأمازون الوردية التي يبلغ طولها 2.7 متر، والتي تتغذى على أسماك الضاري المفترسة في موطنها اليوم.

تنوع بيولوجي قديم

أوضح موقع (Science Alert)، في تقرير نشره أمس السبت 23 مارس 2024، أن تلك الدلافين كانت أقصر من أكبر دولفين في محيطات اليوم، إلا أن الأنواع المكتشفة حديثًا تسلط الضوء على التنوع البيولوجي القديم الموجود في تاريخ الممر المائي.

وأضاف أن نوع الدلافين، المسمى (Pebanista yacuruna)، المكتشف حديثًا لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بدلافين الأمازون الحالية، ولكنه وجدت في نصف العالم بعيدًا في نهري الجانج والسند في الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش.

وقال عالم الحفريات من جامعة زيوريخ في سويسرا، ألدو بينيتس بالومينو إن حجمها ليس هو الجانب الوحيد الملحوظ، فمن خلال هذا السجل الأحفوري المكتشف في منطقة الأمازون، توقعنا العثور على أقرباء قريبين لدلفين نهر الأمازون الحي، ولكن بدلاً من ذلك فإن أقرب أبناء عمومة بيبانيستا هم دلافين نهر جنوب آسيا (جنس بلاتانيستا ).

دلفين نهر السند، والذي يبدو أن الأنواع الجديدة مرتبطة به ارتباطًا وثيقًا

 دلافين من سلالة الحيتانيات

أفادت الدراسة، التي نشرتها مجلة (Science Advances)، بأن دلافين المياه العذبة والدلافين البحرية متشابهان إلى حد كبير، وهما ينحدران من سلالات الحيتانيات المتميزة إلا أن لون دلافين المياه العذبة يميل للوردي وخطمها أطول، ما يساعدها على اصطياد الأسماك التي تتغذى عليها في الغالب والإيقاع بها.

واكتشف علماء الحفريات بيبانيستا من جمجمة واحدة عثر عليها مدفونة في تكوين بيباس، وهي طبقات أحفورية من عصر الميوسين تحافظ على بقايا العديد من الحيوانات القديمة التي كانت تجوب حوض الأمازون في الماضي السحيق، ولكن تلك الجمجمة كانت كافية لاستنتاج الكثير عن شكل الحيوان أثناء حياته.

الجمجمة التي يعتمد عليها وصف بيبانيستا ياكورونا

وأوضح الباحثون أن هذه النتيجة لا تؤكد فقط انتقال الحيتانيات البحرية إلى المياه العذبة في أمريكا الجنوبية فحسب، بل تؤكد أيضًا أن هذا التنوع في نظام الأراضي الرطبة الضخمة في بيباس ربما استفاد بشكل كبير من الظروف المناخية الأكثر دفئًا في العصر الميوسيني الأوسط في المنطقة.