الخلايا النائمة والضعف الأمني.. رأس حربة داعش لتخريب سوريا والعراق

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

لا يزال خطر تنظيم داعش الإرهابي قائمًا ومستمرًا، فعملياته التي يرتكبها في شكل خاطف بين الحين والآخر في سوريا والعراق تحديدًا لم تتوقف، رغم الإعلان عن سقوطه وانتهائه على الأرض في العراق رسميًا منذ شهور، فضلًا عن أفول نجمه في الأراضي السورية. ورغم هذا التراجع اعتمد التنظيم المتطرف على آليات ووسائل تضمن له البقاء على أمل العودة وأهمها الخلايا النائمة.

كانت قوات سوريا الديموقراطية قد أعلنت في 23 مارس 2018 القضاء على ما سميت بـ”خلافة” التنظيم بعد تجريده من مناطق سيطرته في بلدة الباغوز في محافظة دير الزور، إثر أشهر من المعارك بدعم من التحالف بقيادة واشنطن. ورغم تجريده من مناطق سيطرته شرقي سوريا، لا يزال داعش ينتشر في البادية السورية المترامية الممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود العراقية.

توقعات بالعودة

وأعلن مفتش عام في وزارة الدفاع الأمريكية في تقرير، أمس الثلاثاء، أن تنظيم داعش “يعاود الظهور” في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قوّاتها من البلاد، وأنه “عزز قدراته” في العراق.

وقال التقرير: “رغم خسارته (خلافته) (على المستوى) الإقليمي، إلا أن تنظيم داعش في العراق وسوريا عزز قدراته في العراق واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي” من السنة.

وأضاف، أن التنظيم استطاع “توحيد ودعم عمليات” في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلية “غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو شن عمليات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي” التي استعادتها.

ضغف أمني

قال منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، إن تنظيم داعش الإرهابي لم ينته حتى نتحدث عن عودته مرة أخرى، وخطر التنظيم المتطرف لا يتمثل في سقوط مملكة الخلافة التي بناها طالما أنه ما زال قادرًا على تحريك خلاياه النائمة في الأماكن التي خرج منها أو سقط فيها على الأرض.

وأضاف أديب -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”- أن تعقد المشهد السياسي في المنطقة العربية وراء ترجيحات عودة التنظيم المتطرف، فضًلا عن ضعف قوات الأمن المحلية في عدد من العواصم في مواجهته.

وتابع: يضاف لهذا وذاك أن خطر التنظيم لا يتمثل في سيطرته على الأرض كما كان، وإنما في اختفاء قواته المقاتلة وتشكلها في خلايا نائمة ومختبئة.

أهداف سياسية

وقال يوسف بدر -الباحث في الشأن الدولي- إن تنظيم داعش يحاول لملمة نفسه، والانسحاب إلى المناطق الرخوة والنائية ليشكل هناك مناطق قوة؛ وذلك في ظل الانقسامات بين الأطراف التي كانت تحاربه سواءً الأجنبية أو الحكومة السورية أو القوات الكردية.
وأضاف بدر -في تصريحات خاصة– لا يمكن أن يعمل داعش وحده، واشنطن نفسها التي تحذر منه، هي تعمل على دعمه ليبرر مهمات مستقبلية لها في سوريا والعراق.

وأكد الباحث في الشأن الدولي، أن تركيا تلعب دورًا مهمًا في دعم داعش والفصائل الجهادية والإسلامية الأخرى التي تستفيد منها أنقرة في إحداث التغيير الديموغرافي للمناطق الكردية وحربها مع الأكراد في سوريا والعراق.

واختتم بأن داعش هو أشبه بالقطيع الذي ليس له صاحب، الجميع يحركه إلى أرض الغير، وهناك من يستفيد من الخراب الذي يسببه هذا القطيع. ولذلك، تحذيرات واشنطن تقف وراءها أهداف سياسية تتعلق بخطورة الانسحاب الأمريكي، وبالضغط على القوى الإقليمية لدفع المزيد مقابل الحماية الأمريكية.

ما يعزز فرص داعش في الاستىمرار قائمًا على الأرض وإن كان بشكل متخطف في عمليات سريعة بسوريا والعراق تمهيدًا للانقضاض مجددًا، يعود إلى الأموال الضخمة التي غنمها التنظيم المتطرف وشبكات التجنيد للأفراد والموالين التي تعمل في فضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي وأهمها موقع “تليجرام”، حيث بلغ إجمالي ثروة داعش حوالي 300 مليون دولار، بحسب تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة.

ربما يعجبك أيضا