المقاتلة F-35.. ما سر التكلفة الباهظة؟

ستُكلف الطائرة الأمريكية المقاتلة F-35 الواحدة على مدار دورة حياتها أكثر من 2 تريليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ما يجعله واحد من أغلى برامج الأسلحة في تاريخ الولايات المتحدة. وذلك حسب مكتب محاسبة الحكومة، وهو هيئة رقابية أمريكية.

في تقرير له، بيّن مكتب محاسبة الحكومة أن كلفة الاستدامة لبرنامج المقاتلة F-35  قفزت في العام الماضي بلغ حوالي 1.58 مليار دولار، بدلًا من 1.1 تريليون دولار في عام 2018، وستتجاوز التكلفة مستقبلًا 2 تريليون دولار، وفق ما نقلت مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية.

ميزانية ضخمة

تأتي هذه الأنباء، في الوقت الذي ينظر فيه الكونجرس في اقتراح ميزانية للعام القادم، قدمه الرئيس جو بايدن، والذي يطلب تمويلًا عسكريًا قياسيًّا بقيمة 895 مليار دولار.

بالإضافة لطلب حزمة إضافية منفصلة عن الميزانية، بمبلغ 106 مليارات دولار لتمويل إمدادات الأسلحة والتعاون الأمني مع إسرائيل وتايوان وأوكرانيا، والتي لا تزال قائمة في مجلس النواب بعد تمرير مجلس الشيوخ لها في وقت سابق من هذا العام، وفق تقرير المجلة المنشور 17 أبريل 2024.

ما سر التكلفة الكبيرة؟

هذه التكلفة الإضافيّة سوف تستخدم لمعالجة مشكلات المقاتلة الأمريكية مثل عيوب تصميم المحرك التي تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الطائرة وإتلاف أجزاءها وزيادة تكاليف الصيانة، وغيرها من المتطلبات.

بالإضافة إلى ذلك، يأتي معظم الارتفاع من تكاليف الاستدامة، ومدد البنتاجون العمر المتوقع للطائرة إلى عام 2088 بدلًا من 2077، حسب ما نقل تقرير “ريسبنسبول ستيت كرافت”.

مساع لخفض التكلفة

رغم التكلفة الكبيرة، خفّض البنتاجون التكلفة المقدرة على مدار فترة عمل المقاتلة، من خلال شراء المزيد منها وتقليل عدد ساعات الطيران التي من المتوقع أن تؤديها كل عام، وفي حين يُعد ذلك أمرًا إيجابيًا من الناحية المالية، إلا أنّه ليس كذلك من الناحية الحربية.

وأفاد تقدير التكلفة السنوية لعام 2023، أن ساعات الطيران الثابتة تراجعت بحوالي 82000 ساعة سنويًّا إلى 300524، في انخفاض يُقدر بـ21٪.

ونتيجة غياب المقدِرة على البقاء في الهواء، زادت الصعوبات المرتبطة بتلقي تدريب كافٍ للطيارين في السيناريوهات الواقعية، ما يزيد من احتمالية وقوع حوادث مُكلِفة.