انقلب السحر على الساحر.. كيف ساهم نتنياهو في تقوية فصائل غزة؟

رؤية

يبدو أن محاولة نتنياهو التفريق بين الفلسطينين جاءت بنتائج عكسية


تناول مجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية ما قالت إنه دور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في دعم وتعزيز الفصائل الفلسطينية في غزة.

ووصفت المجلة، في مقال نشرته يوم الأربعاء 11 أكتوبر 2023، الصراع الدائر منذ مطلع الأسبوع بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي بـ”غير المسبوقة”، محملة نتنياهو المسؤولية عن اشتعال الموقف في نهاية المطاف.

هجوم غير مسبوق

حسب المقال، كانت المرة الأخيرة التي قاتلت فيها وحدات من المقاتلين اليهود والفلسطينيين على مثل هذه الجبهة الواسعة في عام 1948، وفي السنوات التي تلت ذلك، وقعت مشاحنات واشتباكات مستمرة بين الجانبين على أكثر من ساحة، لكن لا يوجد ما يشبه ما حدث في 7 أكتوبر 2023 على الإطلاق.

ولفت إلى أن جاء هجوم 7 أكتوبر التاريخي، جاء في قت تتجاهل إسرائيل الفلسطينيين تمامًا، ليأتي الهجوم مذكرًا العالم والإسرائيليين بنحوٍ أخص أن الفلسطينيين لا زالوا هنا، وأن الصراع المستمر منذ ما يقرب من قرن من، الزمان يجب أن يكون لهم رأيٌ فيه.

 تجنب المفاوضات

في تفسيرها لمسؤولية نتنياهو عن الوضع الحالي، قالت المجلة إنه منذ انتخابه رئيسًا للوزراء للمرة الأولى عام 1996، حاول تجنب أي مفاوضات مع القيادة الفلسطينية، وبدلاً من ذلك اختار تجاوزها وتنحيتها جانبًا.

ولطالما ادعى نتنياهو، وفق المقال، أن إسرائيل لا تحتاج إلى السلام مع الفلسطينيين لتزدهر، زاعمًا أن قوة البلاد عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا تكفي. وظنّ أيضًا أن الازدهار الاقتصادي، وتحسن المكانة الدولية، خلال سنوات حكومه تحديدًا بين 2009 و2019، دلالة على اختياره المسار الصحيح.

سياسة الفصل بين القطاع والضفة

منذ عام 2005، سعت إسرائيل لقطع الصلة بين قطاع غزة والضفة الغربية، آملة بذلك تبديد الآمال في إقامة دولة فلسطينية، واستخدمت خلال ذلك الفصائل المتصارعة لإضعاف بعضها البعض، ولم يكن نتنياهو أول من ابتدع هذه السبل، بل استخدمها سلفه آرييل شارون.

ولم يكتف نتنياهو بتبني طريقة التفكير تلك، بل أضاف إليها أيضًا الحفاظ على حكم حماس في غزة، كأداة لتعزيز الفصل بين القطاع والضفة الغربية، وفق المقال، ورأى مستشار شارون، دوف فايسجلاس، أن هذا الانفصال يضمن عدم وجود “عملية فلسطينية مع الفلسطينيين”.

موافقة على دعم سلطات غزة.. ما السبب؟

مسلطًا الضوء على نهج نتنياهو في ما يعتبره سماحًا لسلطة غزة بالاستقلال عن تلك الموجودة في رام الله، لفت المقال إلى أنه وفي عام وافق نتنياهو على تحويل قطر ملايين الدولارات سنويًّا لحكومة القطاع.

مدللاً على ذلك، ساق المقال تصريحات وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، التي أدلى بها عام 2015 حين كان عضوًا هامشيًّا في الكنسيت، ووصف السلطة الفلسطينية (بقيادة محمود عباس) بأنها بمثابة عبء، وأن حماس عامل مساعد.

نتنياهو لا يريد التخلص من حماس

كتبت وزيرة الإعلام الإسرائيلية الحالية، جاليت ديستل اتباريان، في مايو 2019: “نتنياهو يريد أن تقف حماس على قدميها، وهو مستعد لدفع ثمن لا يمكن تصوره تقريبًا مقابل ذلك، بدايةً من شل نصف البلاد وإصابة الأطفال بصدمات نفسية وقتل الناس وقصف المنازل”.

ومفسرةً هذا المنحى لنتنياهو، رأت الوزير الإسرائيلية أنه إذا تضعضت السلطات في غزة، قد يسمح ذلك بسيطرة عباس على القطاع، ومن ثمّ تعزيز الأصوات الداعية إلى المفاوضات والحل السياسي، وإنشاء دولة فلسطينية، واصفةً الأمر بأنه السبب الرئيس في عدم تخلص رئيس الوزراء منهم، وأن أي دعاوي غير ذلك “ليست سوى محض هراء”.

ربما يعجبك أيضا