تريد إيران الحصول على أموالها المجمدة في العراق، وبغداد تنتظر الموافقة الأمريكية أولاً.
بسبب عقود من الصراع والعقوبات، اعتمد العراق على واردات الغاز من إيران في سد الجزء الأكبر من احتياجات محطات إنتاج الكهرباء.
وترك هذا الوضع العراق في وسط الصراع بين إيران والولايات المتحدة، وفي الوقت الذي تطالب طهران حكومة بغداد بسداد مستحقاتها من صادرات الغاز، تنتظر الأخيرة الحصول على إعفاء من القيود التي تفرضها العقوبات الأمريكية.
اقرأ أيضًا: لأغراض إنسانية.. إفراج متتالٍ عن أموال إيران المجمدة بالخارج
قطع الغاز بسبب الديون
قطعت إيران صادراتها من الغاز عن العراق، خلال الأيام الماضية، ما تسبب في أزمة كهرباء، في ظل اشتداد درجة حرارة الصيف، في حين اتهم السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، وفي تغريدة له، يوم الثلاثاء الماضي 11 يوليو 2023، الولايات المتحدة بتسييس ملف الطاقة بالعراق.
وتبنت أحزاب ما يسمى الإطار التنسيقي في العراق، والمدعومة من إيران، نفس الرواية، وأصدرت بيانًا يوم الأحد، طالبت فيه الحكومة بمخاطبة الجانب الأمريكي لإطلاق مستحقات استيراد الغاز الايراني، وعدم استخدام هذا الملف سياسيًّا.
اقرأ أيضًا: هل تجبر الأزمة الاقتصادية طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات؟
النفط مقابل الغاز
حسب تقرير لوكالة الأنباء العراقية (واع)، الثلاثاء الماضي، فإن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، كشف عن عدم ورود الموافقات الأمريكية على تحويل المبالغ لإيران، ومن ثم إيقاف إمدادات الغاز في وقت سابق، وانحسارها بما تتجاوز 50%. وأوضح السوداني أن هذه الأزمة انتهت بعد اتفاق ثنائي مع إيران لمقايضة النفط بالغاز، ما يضمن استمرارية توريد الغاز.
وتشير بعض الآراء إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء كانت بالتنسيق بين الحكومة العراقية والنظام الإيراني، حتى تتمكن طهران من تلقي ديونها بنحو أسرع، بعد الضغوط التي واجهتها حكومة السوداني من أحزاب الإطار التنسيقي.
اقرأ أيضًا| بعد اتفاق المصالحة.. تجارة إيران الخارجية تواجه معضلة «فاتف»
اتفاق سئ
وصف موقع الساعة 24 التحليلي الإيراني، اتفاق النفط مقابل الغاز بالسيء، موضحًا أن إيران ليست بحاجة إلى النفط، ولا تستطيع بيعه بسبب العقوبات الغربية، إنما تواجه أزمة في إنتاج الغاز وارتفاع استهلاكه في فصل الشتاء، ما يعني أن هذه المقايضة غير مربحة.
وحسب موقع المعلومة العراقي، حذر المحلل السياسي، حازم الباوي، من تحركات وردة فعل أمريكية، بعد اتفاقية المقايضة تلك، مستبعدًا سكوت واشنطن حيال الاتفاقية، التي قال إنها أطاحت بالدولار الأمريكي.
اقرأ أيضًا: ماذا وراء السماح بحصول إيران على أموالها من العراق؟
هدف واشنطن
تضغط واشنطن على طهران بملف تحرير أموالها المجمدة في الخارج، في إطار المحادثات النووية وكذلك مفاوضات الإفراج عن السجناء الأجانب، وكانت الصفقة تنص على حصول واشنطن على سجنائها، مقابل حصول إيران على أموالها، لكن الصفقة نعطلت حتى الآن.
وحسب تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني، تأجلت المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، بسبب الخلاف بشأن السجناء الأمريكيين. وتريد واشنطن الإفراج عن سجين أمريكي رابع معتقل في إيران، لكن مؤسسات طهران تختلف في ما بينها بهذا الشأن.
اقرأ أيضًا: 3 خيارات أمام الاتفاق النووي.. هل تحقق إيران رغبتها؟
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1562016