بعد القصف الإيراني.. ما الخطوة التالية لإسرائيل في حرب غزة؟

إسراء عبدالمطلب

ينقسم المحللون العسكريون حول ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع إيران قد تغير الحرب أو تؤثر على قرار غزو مدينة رفح الجنوبية.


بعد لحظات من إطلاق إيران العديد من المسيرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، أول من أمس السبت 13 إبريل 2024، تساءل الكثير عما سيعنيه التبادل الأخير بين إسرائيل وإيران بالنسبة للحرب في قطاع غزة.

وجاء القصف الإيراني ردًا على هجوم إسرائيل هذا الشهر على مبنى السفارة إيرانية في في دمشق ما أدى إلى مقتل 7 مسؤولين إيرانيين، من بينهم 3 من كبار القادة في القوات المسلحة الإيرانية.

عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل

مواجهة مباشرة

حسب صحيفة نيويورك تايمز، انقسم المحللون العسكريون الإسرائيليون حول ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع إيران ستغير الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السادس. ويمكن أن تتوقف نقطة الارتكاز التالية في تلك الحرب على ما إذا كانت إسرائيل ستقرر ملاحقة حماس في مدينة رفح الجنوبية، حيث فر أكثر من مليون فلسطيني وسط أزمة إنسانية متصاعدة.

ويرى بعض المحللين أن التداعيات على غزة ستعتمد على ما إذا كانت إسرائيل سترد بهجوم مضاد كبير ضد إيران. وأكد آخرون أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة لن تتأثر.

تشتيت إسرائيل

قال العميد المتقاعد والمدير السابق لقسم التخطيط الاستراتيجي بجيش الاحتلال الإسرائيلي، شلومو بروم، إنه إذا ردت إسرائيل بقوة كبيرة على الهجوم الإيراني، فقد يؤدي ذلك إلى إشعال حرب متعددة الجبهات من شأنها أن تجبر القيادة الإسرائيلية على تحويل انتباهها بعيدًا عن غزة.

وقال الجنرال بروم إنه في حالة حدوث حريق إقليمي كبير، فإن إسرائيل قد تختار تأجيل خططها لغزو رفح، التي يصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها آخر معقل لحماس. مضيفًا: “ليس من المريح بالنسبة لنا أن نخوض حروبًا متزامنة وعالية الكثافة في مسارح متعددة”.

غزو رفح

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإرسال قوات برية إلى رفح، رغم الضغوط الدولية للتراجع عن العملية. وقال مسؤول إسرائيلي، إن الهجوم الإيراني لن يكون له أي تأثير على خطة الجيش لغزو رفح.

وقال بروم إن المواجهة المباشرة واسعة النطاق مع إيران يمكن أن تضع نهاية للحرب في غزة. ولكن لكي تنتهي الحرب بهذه الطريقة، فإن الأمر يتطلب وقفًا أوسع لإطلاق النار يشمل عدة أطراف، بما في ذلك إسرائيل وإيران والجماعات المسلحة المدعومة من إيران مثل حماس وحزب الله.

حل الأزمة

أضاف بروم أنه “يوجد فكرة مفادها أنه من أجل حل الأزمة، يجب أولاً أن يصبح الوضع أسوأ”، موضحًا أن التصعيد الذي يتبعه وقف شامل لإطلاق النار مع إيران قد يدفع تلك الدولة إلى دفع وكلائها الإقليميين لوقف القتال مع إسرائيل.

في حين أن أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لم يصدروا بيانًا رسميًا بعد اجتماعهم يوم أمس الأحد 14 إبريل 2024، وأشار مسؤول إسرائيلي، إلى أن البلاد سترد على الهجوم الإيراني ورغم وجود تحركات كبيرة. يوجد عدم يقين بشأن متى وكيف.

هجوم إيران وحرب غزة

نفى خبراء عسكريون آخرون الصلة بين الهجوم الإيراني والحرب في غزة. وقال اللواء المتقاعد الذي خدم في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، عاموس جلعاد، “ليس هناك أي صلة على الإطلاق”. مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي لديه موارد كافية للقتال ضد إيران ومواصلة شن الحرب ضد حماس في غزة.

وأعرب محللون آخرون عن نقطة مماثلة، قائلين إن الموارد اللازمة لمحاربة إيران تختلف عن تلك المطلوبة في غزة. وأن إسرائيل تحتاج إلى طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لمواجهة إيران. وأنه في المقابل، يحتاج الجيش بشكل أساسي إلى قوات برية وطائرات بدون طيار ومروحيات هجومية لمحاربة حماس في غزة.

إنهاء حرب غزة

على الرغم من أن الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، أيدت على نطاق واسع قرار إسرائيل بخوض الحرب في غزة، فقد أعربت بشكل متزايد عن استيائها إزاء ارتفاع عدد القتلى وحذرت من شن هجوم بري كبير في رفح. والدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل يوم الأحد في إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية قد يمنحها المزيد من النفوذ على نظيراتها الإسرائيلية.

ومثل هذه النتيجة يمكن أن تساعد إسرائيل على تطوير حسن النية في المجتمع الدولي والمساهمة في التوصل إلى حل لإنهاء الحرب في غزة والمناوشات مع حزب الله، الميليشيا المدعومة من إيران في لبنان.

ربما يعجبك أيضا