بولندا وبيلاروسيا.. هل تشتعل جبهة حرب جديدة؟

محمد النحاس

تتزايد المخاوف من اشتعال جبهة جديدة في أوروبا بين بيلاروسيا وبولندا.. ما أبعاد ذلك؟


مع تواصل الحرب الروسية الأوكرانية، اتسع نطاق التوتر مع انتقال عناصر من مجموعة فاجنر إلى بيلاروسيا، القريبة من جناح حلف شمال الأطلسي الشرقي.

وبدأ جيش بيلاروسيا تدريبات على طول حدوده مع بولندا وليتوانيا، العضوين بـ«الناتو»، في حين يوجد ما يزيد على 10000 مقاتل من فاجنر في مينسك، حسب ما أعلن قائد المجموعة، يفجيني بريجوجين، فهل يلوح صراع جديد في الأفق؟

توترات حدودية بين بيلاروسيا وبولندا

على مقربة من حدود الحلف، يشرع أعضاء المجموعة العسكرية الروسية الخاصة في تدريب القوات البيلاروسية، وفق ما أفاد به تقرير نشرته مجلة ريسبنسبول ستيتكرافت الأمريكية، في تقرير يوم أمس الأربعاء 9 أغسطس 2023.

ولم تقف التوترات عند هذا الحد، فقبل نحو أسبوع، اتهمت بولندا جارتها بيلاروسيا بانتهاك مجالها الجوي عن طريق طائرات مروحية عسكرية، في حين ردّت بيلاروسيا باتهام بولندا باختلاق الحادثة، لتبرير حشد الجيش على طول الحدود، ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية، أناتولي جلاز، آنذاك وارسو إلى “عدم تصعيد الموقف وعدم عسكرة المنطقة الحدودية”.

توعد بولندي

قال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، قبل أسبوع: “سنرد على الاستفزاز بزيادة تعداد القوات البولندية على الحدود الشرقية للبلاد، من خلال إعادة نشر القوات المتوضعة غربًا”.

ويوضح المسؤول الدفاعي البولندي في نبرة تهديد واضحة أن جنوده بإمكانهم استخدام السلاح “في ملابسات معينة”، مشيرًا إلى أن قواته ليست عُزّل، حسب ما أورده التقرير.

إغلاق الحدود

وفقًا للتقرير، تدرس بولندا في الوقت الحالي إغلاق حدودها مع بيلاروسيا جزئيًّا، بسبب القلق من تسلل مقاتلي فاجنر إلى البلاد، متنكرين بهيئة مهاجرين، أو استخدام اللاجئين لتنفيذ استفزازات حدودية.

وتحذّر روسيا من أي هجمات ضد بيلاروسيا، وقال الرئيس فلاديمير بوتين “إن أي عدوان ضد بيلاروسيا يعني عدوانًا على روسيا الاتحادية.. وسنرد بكل ما أمكنا”.

مع ذلك، يعتقد الخبراء أن أيًا من الجانبين لا يريد المضي قدمًا في هذا المسار، ويرى أستاذ التاريخ العسكري، ألكسندر هيل، إنه بناءً على المعلومات المحدودة المتوفرة، فمن غير المرجخ أن تتورط فاجنر في نوع من التوغل ضد بولندا.

تحالف لدعم أوكرانيا

اقترح الرئيس السابق لحلف الناتو والمستشار الحالي للرئيس الأوكراني، أندرس راسموسن، تدشين تحالف من دول منضوية ضمن الحلف لمساعدة أوكرانيا.

وقبل قمة الناتو في فيلنيوس، يوليو الماضي، قال راسموسن: “إذا لم يتمكن الناتو من الاتفاق على مسار واضح، لمضي أوكرانيا قدمًا في سبيل الانضمام، فلدينا احتمال قوي أن تتخذ بعض الدول إجراءات فردية”.

وأوضح “نعلم أن بولندا منخرطة في تقديم مساعدة ملموسة لأوكرانيا، ولن أستبعد احتمال انخراطها بنحو أقوى في هذا المسار، وتتبعها دول البلطيق، وقد يتضمن ذلك إمكانية وجود قوات على الأرض.”

الخطوة الأولى

رجح مدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي، أناتول ليفين، أن بولندا لن تتخذ الخطوة الأولى، لافتًا إلى أن هذا الرأي شائع لدى معظم دول الناتو الأخرى.

في حين عبر الأستاذ الفخري للتاريخ في جامعة كوليدج كورك، جيفري روبرتس، عن اعتقاده بأنه من الصعوبة بمكان رؤية بولندا تقدم على خطوة مماثلة دون كامل الدعم، وتمام الموافقة من الولايات المتحدة.

رسائل ردع

أشار التقرير إلى أنه بالنظر إلى أن أيًّا من الجانبين ليس بصدد شن الضربة الأولى، يوجد احتمال أن تكون تحركات القوات، والبيانات المتبادلة، والتدريبات، بمثابة رسائل ردع ليس إلا.

ويأمل تقرير المجلة ختامًا ألا يؤدي سوء الفهم إلى وقع حادثة قد تشعل شرارة صراع بين “الجانبين المسلحين الذيّن يصوبان سلاحمها تجاه بعضمها البعض على طول كيلومترات من الحدود”.

اقرأ أيضًا| 3 سيناريوهات لحماية أوكرانيا بعيدًا عن عضوية الناتو

اقرأ أيضًا|البحر الأسود.. الموانئ الروسية في مرمى نيران أوكرانيا

ربما يعجبك أيضا