حرب الرقائق مع الصين.. كيف تضر بالمصالح الأمريكية؟

آية سيد
رئيس «إنفيديا» يحذر من خطر حرب الرقائق مع الصين

غالبية الرقائق المتطورة في العالم تُصنع في تايوان التي تزعم الصين أنها جزء من أراضيها.


حذر الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، إحدى أكبر شركات أشباه الموصلات على مستوى العالم، من تداعيات حرب الرقائق بين الولايات المتحدة والصين.

وفي تصريحات إلى صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، نشرتها يوم الأربعاء الماضي 24 مايو 2023، حذر الرئيس التنفيذي، جين سون هوانج، من أن صناعة التكنولوجيا الأمريكية معرضة لـ”ضرر بالغ” من المعركة المتصاعدة على الرقائق بين واشنطن وبكين.

إجراءات تقييدية

قال جين سون هوانج إن قيود الصادرات الأمريكية، التي طبقتها إدارة الرئيس جو بايدن بهدف إبطاء صناعة أشباه الموصلات الصينية، تركت الشركة التكنولوجية “مقيدة الأيدي” وعاجزة عن بيع الرقائق المتطورة إلى واحدة من كبرى أسواق الشركة.

وأضاف أنه في الوقت نفسه، كانت الشركات الصينية تبدأ في تطوير رقائقها الخاصة لمنافسة معالجات إنفيديا الرائدة في مجالات الألعاب، والجرافيكس، والذكاء الاصطناعي.

وقال في تصريحاته إلى فاينانشال تايمز: “إذا لم تستطع الصين الشراء من الولايات المتحدة، ستصنعها بنفسها. لذلك يجب أن تكون الولايات المتحدة حذرة، لأن الصين سوق مهمة جدًّا لصناعة التكنولوجيا”.

اقرأ أيضًا| حظر أمريكي لـ22 شركة صينية تصنع الرقائق الإلكترونية.. حرب التكنولوجيا مستمرة

جبهة في حرب باردة جديدة

حسب الصحيفة البريطانية، أصبحت الجهود الأمريكية الرامية إلى منع الصين من شراء الرقائق المتطورة أو تطويرها، الجبهة الأكثر عدوانية في حرب باردة جديدة بين القوتين.

ولفتت فاينانشال تايمز إلى أن تصريحات جين سون هوانج جاءت قبل أيام من إعلان السلطات الصينية فرض حظر على استخدام منتجات شركة “ميكرون” الأمريكية لصناعة الرقائق في البنية التحتية الحيوية، في خطوة جرى اعتبارها أول انتقام لبكين من قيود واشنطن.

اقرأ أيضًا| صراع الرقائق الإلكترونية.. اليابان وهولندا تنضمان إلى الولايات المتحدة ضد الصين

تحذير للمشرعين

وجه جين سون هوانج، الأمريكي من أصل تايواني، تنبيهًا إلى المشرعين الأمريكيين “للتفكير بتمعن” قبل فرض المزيد من القواعد التي تقيّد التجارة مع الصين. وقال إنهم إذا لم يفعلوا “سيضرون بصناعة التكنولوجيا”.

وأضاف أن منع صناعة التكنولوجيا الأمريكية من دخول الصين “سيحبط مساعي قانون الرقائق“، في إشارة إلى حزمة التمويل بقيمة 52 مليار دولار التي خصصتها إدارة بايدن لتشجيع بناء المزيد من منشآت تصنيع أشباه الموصلات.

ووفق فاينانشال تايمز، قال رئيس شركة إنفيديا: “إذا كانت صناعة التكنولوجيا الأمريكية تتطلب طاقة أقل بمقدار الثلث (بسبب خسارة السوق الصينية)، فلن يحتاج أحد إلى منشآت التصنيع الأمريكية”، التي سيصبح عددها زائدًا على الحاجة.

لا بديل عن الصين

أوضح جين سون هوانج أن الصين تمثل ثلث سوق صناعة التكنولوجيا الأمريكية، وسيكون من المستحيل إيجاد بديل لها كمصدر للمكونات وسوق نهائية للمنتجات. وقال: “إذا حُرمنا السوق الصينية، لا نملك خطة طوارئ لذلك. لا توجد صين أخرى”.

وأشارت فاينانشال تايمز إلى أن غالبية الرقائق المتطورة في العالم تُصنع في تايوان، التي تزعم الصين أنها جزء من أراضيها. وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستتدخل إذا نفذت أقدمت الصين على عمل عسكري ضد الجزيرة. ويخشى المحللون من أن الصراع سيؤدي إلى اضطراب عالمي في إنتاج كل شيء من السيارات إلى الحواسيب.

وفي هذا السياق، قال جين سون هوانج: “يمكننا نظريًّا صناعة الرقائق خارج تايوان، هذا ممكن. لكن لا يمكن تعويض السوق الصينية. هذا مستحيل”.

اقرأ أيضًا| «TSMC»التايوانية.. السيطرة على العالم عبر الرقائق الإلكترونية «بروفايل»

خسائر لإنفيديا

وفق فاينانشال تايمز، رسخت إنفيديا مكانتها في قلب السباق العالمي لتطوير الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، لتصبح المصدر الأساسي للرقائق المستخدمة لتدريب “النماذج اللغوية الكبيرة” التي تشغل روبوتات الدردشة، مثل “أوبن إيه آي” و”شات جي بي تي”.

إلا أن الشركة الأمريكية مُنعت من بيع رقائقها الأكثر تطورًا، وهي إتش 100 وإيه 100، إلى العملاء الصينيين منذ أغسطس الماضي، عندما فرضت الولايات المتحدة قيود صادرات على التكنولوجيا المستخدمة في الذكاء الاصطناعي. واضطرت إنفيديا إلى تعديل بعض رقائقها لتمتثل للقواعد الأمريكية التي تحد من أداء المنتجات المبيعة في الصين.

ربما يعجبك أيضا