رواج مواضيع غير هادفة تحت رعاية «التريند»

رؤية

كتب- فوزية طاهر حسوبة

في ظل الانتشار الكبير لوسائل التكنولوجيا الحديثة وامتلاك الجميع للهواتف المحمولة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، المختلفة أصبح من السهل على الجميع إبداء رأيه في الأحداث الجارية بل وصنع هذه الأحداث، لم يَعُد الأمر مقصورًا على الصحافة والإعلام التي توجه الأخبار للجمهور، بل أصبحت للمواطن فرصة التأثير وإبداء الرأي وصنع الحدث.

سيطرة التريند على العقول

نجد أن العديد من الأشخاص ينساقون خلف القضايا غير المهمة، وبمشاهدتها والتعليق عليها إبداءً للرأي، وهذا يجعل من القضايا والأشخاص غير الهادفة وغير المهمة مجال حديث للكثير من ذوي العقول الفارغة، وغير المهتمة بمعرفة حقيقة ما يجري تداوله إذا كان صحيحًا أم غير ذلك، كل ما يهم الكثير هو الانسياق وراء “التريند”.

وأصبح الهدف إثارة البلبلة على وسائل التواصل المختلفة، وزيادة أعداد المشاهدات والتفاعل عليها، وجعل هذه النماذج السلبية منتشرة بقدر كبير يجعل صغار السن من الأطفال والشباب يعتقدون بأن هذه القضايا المعروضة هي المهمة، ويجب الاهتمام بها ومتابعتها، ويعمق لديهم الإحساس بضرورة عمل أشياء غير مألوفة وغير هادفة حتى يصبحوا مجال المشاهدة والحديث كما يرون.

دور منصات التواصل الاجتماعي

إنها كارثة بجميع المقاييس، فعند الاهتمام بما لا يهم يتعمق لدى الكثير إحساس بالسلبية، وبأن عليهم الخروج عن المألوف حتى يصبحوا حديث الساعة ومجال الاهتمام، ما يجعل الأجيال الحالية مهتمة أكثر ما تهتم بالتريند، وكيف يظهر بقدر كبير، وينال الكثير من المشاهدات والمتابعات فقط. وللمنصات المختلفة الدور الأساسي في هذا الشأن مثل “تطبيق تيك توك”.

الأمر يحتاج إلى دراسة وتدخل سريع وعاجل في رواج مثل هذه الأمور غير الهادفة، وتوقف وسائل الإعلام المختلفة عن تداول مثل هذه النماذج السلبية، حتى لا تتعمق لدى الكثير دوافع ورغبات للخروج عن المألوف، سواء بارتكاب جرائم أو أعمال فاضحة أو أعمال عنف وغيرها، ما قد يؤدي إلى مشكلات وعواقب وخيمة يدفع ثمنها أجيالنا وشبابنا ومجتمعنا كله مستقبلًا.

ربما يعجبك أيضا