طهران تبحث عن حلول لأزماتها الاقتصادية في «فناء واشنطن الخلفي»

يوسف بنده

جولة وزير الخارجية الإيراني ومساعده في دول أمريكا اللاتينية تعكس محاولات حكومة طهران لتجاوز أزمات الاقتصاد.


جددت إيران سياستها الخارجية تجاه دول الفناء الخلفي للولايات المتحدة في مسعى لإيجاد فرص لإنقاذ اقتصادها المتدهور.

وتواجه ظهران أزمة اقتصادية بفعل العقوبات الغربية، التي اشتدت منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وهي التي استفادت لسنوات من نظام المقايضة في تبادل السلع، وتصدير منتجاتها إلى الدول الحليفة في أمريكا اللاتينية.

140111150903174926967354

جولة عبداللهيان إلى أمريكا اللاتينية

أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، جولة خارجية خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير الحالي، شملت نيكاراجوا وفنزويلا وكوبا. وأقر، خلال جولته، بأن حكومة طهران تولي اهتماما خاصًا بأمريكا اللاتينية. مجددًا بذلك سياسة إيران الخارجية، التي تعززت تجاه دول الفناء الخلفي للولايات المتحدة، خاصة في عهد الرئيس الأسبق، أحمدي نجاد.

وتشارك إيران بعض دول أمريكا اللاتينية التوجهات نحو الغرب والولايات المتحدة، ما عزز العلاقات مع هذه الدول في إطار التصدي للعقوبات وتخطيها. واهتمت طهران، خلال العام الماضي، بتوجيه صادراتها نحو هذه البلدان في إطار توسيع سياسة المقايضة، التي تعتمدها لتخطي العقوبات الغربية.

23021101000193 org

إيران تكافح الإرهاب الاقتصادي

بعد انتهاء الزيارة، كتب عبد اللهيان، على تويتر، في 6 فبراير: “خلال جولتنا في نيكاراجوا وفنزويلا وكوبا أكدنا خلال لقاءاتنا مع كبار المسؤولين على التضامن بين البلدان المستقلة في منطقتي غرب آسيا وأمريكا الجنوبية الاستراتيجيتين.

وأضاف: إن الإرهاب الاقتصادي واستخدام حقوق الإنسان كأداة، بهدف ممارسة الضغوط الاجتماعية على الشعوب في البلدان المستقلة، أصبحا عديما الأثر. لقد وصلت الأحادية إلى طريق مسدود”.

62533147

باقري في كولومبيا وبوليفيا

زار مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، العاصمة الكولومبية بوجوتا، يوم السبت 25 فبراير، على رأس وفد سياسي واقتصادي. وناقش هناك سبل تعزيز التعاون السياسي والتنمية التجارية والتعاون العلمي والتكنولوجيي والثقافي والسياحي.

ووصل المسؤول الدبلوماسي الإيراني دولة بوليفيا في 26 فبراير، ومن هناك دعا إلى تطویر العلاقات السیاسیة والتعاون الدولي بین البلدین، ومشارکة بولیفیا في إیجاد نظام عالمي جدید بناء علی التعددیة. وكذلك دعا إلى تطویر العلاقات، خاصة الاقتصادية، بين البلدين.

f7419a71c1722a6114ca1733adf3b203db539f49 1286x850 1

تجاوز الأزمة الاقتصادية

تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، خاصة في ظل الارتفاع الحاد لأسعار الدولار، الذي تجاوز حاجز 60 ألف تومان، ما يهدد باتساع رقعة الاحتجاجات والإضرابات الشعبية والنقابية. وتواجه إيران أزمة كبيرة في الحصول على النقد الأجنبي، منذ امتثال العراق لمعايير نظام التحويلات الدولي (سويفت)، وكان العراق نافذة مهمة لتخطي العقوبات الغربية.

وحسب تقرير لوكالة ارنا، في 27 نوفمبر 2022، فإن طهران تسعى لإيجاد المزيد من الشركاء في دول أمريكا اللاتينية، لا سيما ذات الحكومات اليسارية، لخلق مساحة لدعم الاقتصاد الإيراني في تلك الدول، التي تعاني أيضًا من العقوبات الأمريكية وتحديات الهيمنة الغربية.

تعزيز مصالح إيران في أمريكا اللاتينية

تسعى حكومة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى تعزيز مصالح بلاده الاقتصادية في أمريكا اللاتينية، دون الاكتفاء بالتحالفات السياسية المعارضة للسياسة الأمريكية.

03 3

ووطدت طهران علاقاتها مع فنزويلا، في السنوات الماضية، ووفرت الخام والمكثفات وكذلك قطع الغيار والمواد الأولية لشبكة مصافي النفط الفنزويلية العتيقة، التي تبلغ سعتها 1.3 مليون برميل يوميًّا. وتتعاون البلدان أيضًا لتطوير قطاع إنتاج الوقود في فنزويلا، من أجل إنهاء اعتماد فنزويلا على تكنولوجيا المصافي الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا