عدوك الأسود الخفي

رؤية
عدوك الخفي الأسود

كتبت – ولاء الوجيه

كثيرًا ما يراودك عزيزي القارئ اليأس، وتصورات عن مستقبلك الأسود في عينيك، وكثيرًا من أصدقائي يكتبون عبارات ومنشورات عن ذلك مثلًا: (أهلي رافضين يخلوني أكمل تعليمي بعد ما خلص الثانوية العامة، خايفة من الامتحانات، الناس مؤذية).. إلى آخره من التصورات المخيفة عن مستقبلك داخلك التي قد تكون لها دلائل أمام عينك، أو مجرد إحساس في نفسك لتجارب سابقة مررت بها، أو أحد أصدقائك مر بها أو تمر بها الآن.

وفي الحقيقة عزيزي القارئ، كل تلك التصورات التي يراها عقلك وتجعلك تتشبث في مكانك، وكل هذا الذعر بسبب معتقداتك وأفكارك التي هي المحرك الرئيس لك في الحياة، فهي التي توجه أنظارك لترى الجنة أو لترى أبواب الجحيم.

فلو آمنت أن كل شيء بيد الله، وأنه لا يستطيع أحد أن يصيبك بشيء إلا بإذن الله، وأن كله خير، لكان الأمر هينًا عليك، حين تهاجمك الوساوس، وربما لا تستطيع أن تقترب منك، وكنت في مأمن منها.

ومن الجيد حين تخطر في ذهنك، أن تُسرع إلى قراءة سورة من القرآن تحبها أو ذكر تحبه، وكلما خطرت على بالك، افعل ذلك، كأنك طفل يخرج لسانه ليغيظ أحد المارة السيئين من شرفته.

ولكن حتى يكون الأمر أكثر قوة، عليك أن تعرف لماذا تزورك تلك المخاوف، هل يتطلب الأمر منك شيء كالمذاكرة بجد، لتجنب مخاوف الامتحان، عليك فقط أن تفعل ما بوسعك فعله، وما هو مطلوب منك فقط، واترك الباقي على الله واسترح.

عزيزي القارئ من الطبيعي أن تراودك تلك المخاوف، ولكن احذر منها، وتصدَّ لها بجهازك المناعي، فأفكارك وقوة إيمانك ومعتقداتك، هي سلاحك تجاه كل تلك الوساوس، عليك أن تغذيه، من خلال تقربك من الله عز وجل.

ركعتان عزيزي القارئ في جوف الليل بالدنيا وما فيها، قل فيها كل ما يتعبك دون عناء في التفكير، أو ترتيب في الكلمات، ورؤيتك لأحداث حياتك الصعبة التي مررت بها، وكيف أخرجك الله منها، وكيف كانت خيرًا لك في المستقبل، وستساعدك في تقويتك، وزيادة قوة إيمانك، فكل منا مر عليه موقف صعب وألم داخله، استطاع أن يجتازه بفضل الله أولًا وبصبره وعزيمته، حين تهاجمك تلك الأفكار والمخاوف الشريرة، تصدَ لها بما في داخلك الموجهة لأفعالك، كما ذكرنا في السابق.

وأعلم عزيزي القارئ أنه إذا تولى الله أمرك، فما استطاع مخلوق أن يطير خصلات شعرك بهواء أنفاسه.

ربما يعجبك أيضا