فايننشيال تايمز: الاقتصاد الأمريكي يشهد تحولًا جذريًّا

قالت الكاتبة الأمريكية، رنا فوروهار، إن الولايات المتحدة تمر بمرحلة من التحول الاقتصادي الجذري تحت إدارة الرئيس جو بايدن.

وشبّهت الكاتبة، في مقال نشرته صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، ما تشهده الولايات المتحدة بما حدث في عهد رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارجريت تاتشر، والرئيس الأمريكي السابق، رونالد ريجان، في تسعينات القرن الماضي.

تحول اقتصادي أمريكي

رأت فوروهار أنه يوجد عدة علامات يمكن التأكد من خلالها أن واشنطن تمر بعصر جديد من التحول الاقتصادي، كخطاب بايدن إلى الكونجرس، الذي أعلن فيه نهاية ما يسمى بالاقتصاد المتدفق.

كذلك أشارت إلى خطاب مدير مجلس الأمن القومي، جيك سوليفان، في إبريل الماضي، بشأن هذا الأمر، وحديث الممثلة التجارية، كاثرين تاي، في واشنطن، التي أعلنت أنها تريد “إعادة الولايات المتحدة إلى ما يسمى بالتمثيل التجاري”.

اقرأ أيضًا: مؤسس «بريدجووتر» يحذر من أزمة تواجه الاقتصاد الأمريكي

وقالت الكاتبة إن هذه المؤشرات جميعها تمثل تغييرًا جذريًّا في الاقتصاد السياسي للولايات المتحدة، موضحة أن الدافع وراء ذلك سيكون المخاوف الاقتصادية في المستقبل، خاصة تلك المتعلقة بالعمال الأمريكيين.

فايننشيال تايمز: الاقتصاد الأمريكي يشهد تحولًا جذريًا

الأمر قد يستغرق وقتًا

أشارت فوروهار، في مقالها، إلى ما حدث خلال الثورة الاقتصادية في عهد ريجان، وقالت إن التغيرات الحالية في واشنطن قد تستغرق وقتًا، وفي ما يتعلق بطموحات السياسة التجارية، أشارت إلى 3 استنتاجات قالت إنها يمكن استخلاصها من خطاب كاثرين تاي، وينبغي على جميع حلفاء الولايات المتحدة وخصومها الانتباه لها.

ولفتت في الاستنتاج الأول إلى أن خطاب تاي يحمل بعض الرسائل القوية نحو الاقتصاد الصيني، وتحدثت عن ما يسمى بـ”نقاط الاختناق” التي يجب معالجتها، مثل التجارة الصينية التي تتلخص في المعادن الأرضية النادرة، أو الجانب الروسي من جهة المحاصيل الغذائية والأسمدة، أو قوة الشركات متعددة الجنسيات في مجالات مثل التجارة الرقمية.

اقرأ أيضًا: الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.3% في الربع الأول

فايننشيال تايمز: الاقتصاد الأمريكي يشهد تحولًا جذريًا

انفجار بالبيت الأبيض

تطرق المقال إلى ما صرح به وزير المستشار السابق للشؤون الاقتصادية بالسفارة الفرنسية في الولايات المتحدة، والمدير التنفيذي لمعهد جاك ديلور، رينود لاسوس، حين قال:” تعرضنا لانتقادات شديدة من قبل البيت الأبيض، عندما حاولنا هيكلة وتنظيم جوجل”.

وأوضح أنه البعض في دوائر الأمن القومي الأمريكي وفي وزارة التجارة يعتقد أن شركات التكنولوجيا الأمريكية يجب أن تكون فاعلة بقدر أكبر إذا أرادت التنافس مع كيان مثل الصين، خاصة في ظل جهود بكين في مجال الذكاء الاصطناعي.

اندماج شركات التكنولوجيا الأمريكية

أشارت الكاتبة أيضًا إلى تساؤل رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، السناتور مارك وارنر، في مؤتمر الذكاء الاصطناعي الأخير بواشنطن، عن مصلحة البلاد حال دمج شركات مثل أوبن أيه آي، ومايكروسوفت، وأنثروبك، وجوجل، وربما أمازون.

ورفضت تاي هذا الاقتراح، وأعربت عن أسفها لنمو القوة المركزة على مدار 20 عامًا الماضية، مدفوعة جزئيًّا بنظام تجاري وضع أولوية لتعزيز مصالح الكبار، ولمواجهة ذلك، قالت إنها كانت تقضي وقتًا كبيرًا في التحدث إلى الشركات الصغيرة ورجال الأعمال، لتقييم احتياجاتهم التجارية الخاصة.

فايننشيال تايمز: الاقتصاد الأمريكي يشهد تحولًا جذريًا

الابتعاد عن اتفاقيات التجارة الحرة التقليدية

الاستنتاج الثاني، وفق فوروهار، هو أدارة بايدن تعتقد أن السياسة التجارية يجب أن تفعّل حتى تعمل دول أمريكا الوسطى، وهذا يعني الابتعاد عن اتفاقيات التجارة الحرة التقليدية، التي كما قالت عنها تاي تعزز سلاسل التوريد الحالية الهشة، وتجعل واشنطن عرضة للخطر.

وأضافت تاي أن هذا يعني أيضًا الضغط من أجل المزيد من تدابير حماية العمال على غرار الأحكام الواردة في اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، والتي تسمح بفرض عقوبات على الشركات التي لا تحترم اتفاقيات المفاوضة الجماعية.

تقييد واشنطن

أشار المقال إلى أن منتقدي الولايات المتحدة بشأن مفاوضات الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ من أجل الازدهار يخشون من أنهم قد يقيدون واشنطن في صفقات تجارية رقمية جديدة مع البلدان التي تسجن أو تقتل الأشخاص.

وأكد المقال أن تدخل مكتب الممثل التجاري الأمريكي (USTR) الأخير أحدث دليل على أن التقارير التي تنشر حول التجارة الحرة في الولايات المتحدة تتغير بشكل جذري، حتى لو كان هذا الأمر سيستغرق وقتًا ليس بالقليل.