مرصد مراكز الأبحاث| الانتشار الأمريكي بالخليج.. والاستهداف السيبراني لواشنطن.. ومنافسة القطب الشمالي

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث المخاطر التي تواجهها واشنطن نتيجة تصعيد وجودها العسكري في الخليج، والمنافسة المتزايدة في القطب الشمالي.


تدرس إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نشر جنود على متن السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز، إلى جانب تصعيد الوجود العسكري في الخليج العربي.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض المخاطر التي تواجهها واشنطن نتيجة هذا القرار، وخيارات الفلبين لتأكيد سيادتها في بحر الصين الجنوبي، وسيناريو استهداف البنية التحتية للولايات المتحدة، والمنافسة المتزايدة في القطب الشمالي.

الانتشار الأمريكي في الخليج العربي

مرصد مراكز الأبحاثحسب تحليل نشره موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، فإن أحد الأسباب المعلنة للانتشار العسكري الأمريكي في الخليج العربي هو اعتراض إيران لبعض ناقلات النفط التي تعبر مضيق هرمز، أو الاستيلاء عليها.

لكن سلوك طهران رد فعل، لأن واشنطن هي من استولت أولًا على ناقلة نفط إيرانية، وفق الزميل غير المقيم بمركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، بول بيلار، الذي لفت إلى أن هذا الانتشار يجعل القوات الأمريكية هدفًا للنيران المعادية، ويخاطر بجر الولايات المتحدة إلى صراعات مسلحة أكبر.

وأشار الباحث إلى أن نشر القوات الأمريكية على السفن يحتاج إلى معالجة بعض التساؤلات والمخاطر، أهمها الخطر المتمثل في وقوع حوادث في البحر تؤدي إلى حرب أوسع بين الولايات المتحدة وإيران، وكذلك آلية اختيار السفن التي يحميها الجنود، ومن يتولى المسؤولية في حالة التعرض لخطر في البحر.

وأضاف بيلار أن تصعيد الوجود العسكري في منطقة الخليج العربي يتعارض مع الاتجاه الترحيبي الحديث لدول المنطقة بخفض تصعيد التوترات.

اقرأ أيضًا| قوات أمريكية ضخمة بالشرق الأوسط.. حرب ناقلات جديدة أم رسائل سياسية؟

خيارات الفلبين في بحر الصين الجنوبي

مرصد مراكز الأبحاثبعد التوترات الأخيرة بين الفلبين والصين في منطقة سكند توماس شول، رأى المحلل بمركز ذا استراتيجيست الأسترالي، يوان جراهام، أن مانيلا تحتاج إلى قبول بعض المخاطرة المحسوبة للحفاظ على سيادتها ببحر الصين الجنوبي.

وقال إن رد فعل واشنطن على الحادثة الأخيرة كان مذهلًا في سرعته وتعبيره عن الهدف المشترك مع حليف معاهدة، لكن الصين قد تواصل اختبار الالتزام الأمريكي. واقترح المحلل أن تبدأ مانيلا وواشنطن دوريات بحرية مشتركة، وأن تشمل مرافقة سفن السطح الأمريكية لمهام إعادة تزويد سفينة سييرا مادري.

ويمكنهما أيضًا إعلان التشاور بموجب المادة 3 من معاهدة الدفاع المشترك لعام 1951، ما يعزز رسالة الردع لبكين. ويمكن لدول، مثل أستراليا واليابان، تقديم الدعم الدبلوماسي للفلبين، والتفكير في المساهمة في الدوريات البحرية المشتركة.

وتستطيع الفلبين اللجوء إلى الخيارات القانونية، إذا استمرت الصين في مضايقة سفنها داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة. ووفق جراهام، إذا لم تستبدل مانيلا «سييرا مادري» بسفينة مشاطئة أو هيكل أكثر متانة، ستضطر للانسحاب في حالة المواجهة مع الصين.

اقرأ أيضًا| خلاف جديد بين مانيلا وبكين.. هل يشتعل بحر الصين الجنوبي؟

هل نجح انقلاب النيجر؟

مرصد مراكز الأبحاثنشر المجلس الأطلسي آراء خبرائه بشأن انقلاب النيجر. وقال الزميل بمركز أوروبا بالمجلس، جيرارد آرود، إن الانقلاب نجح، لأن فرنسا لم تتدخل في ساعاته الأولى، وإن الانقلاب يعكس انهيار سياسة فرنسا في منطقة الساحل، مستبعدًا التدخل العسكري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، بسبب نقص القدرات.

واتفق معه الزميل غير المقيم بمركز إفريقيا، مايكل شوركين، الذي رأى أن الأمل الوحيد لتغيير الوضع هو الثورة المحلية والحرب الأهلية المحتملة. وأضاف أن فرنسا تلقت ضربة لمكانتها ونفوذها في المنطقة، وحان الوقت كي تغادر إفريقيا وتغلق قواعدها هناك، لافتًا إلى أنه يتعين على واشنطن التدخل عبر تقديم المساعدات.

وقال الزميل بمركز إفريقيا، بيتر فام، إن ما وصفه بـ«اللحظة الذهبية» لإخماد الانقلاب كانت في يوميه الأولين، على أقصى تقدير، مرجحًا أن تضطر فرنسا إلى سحب قواتها من النيجر، ما يمثل ضربة جديدة لطموحاتها في تولي دور خاص في مستعمراتها السابقة. وأشار إلى أن إيكواس ارتكبت خطأً عندما هددت بالتدخل العسكري وهي ليست مستعدة لذلك.

اقرأ أيضًا| كيف يهدد انقلاب النيجر المصالح الأمريكية في إفريقيا؟

سيناريو الهجوم السيبراني على الولايات المتحدة

مرصد مراكز الأبحاثفي تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أوضح مدير برنامج التكنولوجيات الاستراتيجية، جيمس أندرو لويس، أنه في حالة توسيع الصراع على تايوان، قد تقرر الصين استهداف البنية التحتية المدنية في الولايات المتحدة بهجمات سيبرانية، لقطع الاتصالات وتدفق المواد اللازمة للعمليات العسكرية.

وقسّم لويس الأهداف المحتملة إلى 3 فئات. الأولى منشآت الطاقة الكهربائية، والثانية خطوط الأنابيب والسكك الحديدية في أمريكا القارية، التي تتصل بهذه المواقع، والثالثة هي شبكات اللوجيستيات والاتصالات.

وقد تستخدم الصين المعلومات الشخصية الخاصة بملايين المسؤولين والمدنيين والجنود الأمريكيين لإرسال رسائل أو منشورات ترهيبية لهم ولعائلاتهم. وقد تنشر معلومات مضللة في وسائل الإعلام العالمية بشأن الخسائر الأمريكية، حسب التحليل.

وقد تلجأ الصين لاستخدام الحرب الإلكترونية، والعمليات النفسية، وأدوات الذكاء الاصطناعي ضد شعب تايوان لخلق الارتباك وتأكيد عدم جدوى المقاومة. ووفق الباحث، تحتاج الولايات المتحدة إلى الاستعداد للهجمات السيبرانية المحتملة، وتحسين الدفاعات السيبرانية للأهداف المحتملة، واختبار قدرتها على الرد والتعافي.

اقرأ أيضًا| الأمن القومي في زمن العولمة.. ما مدى خطورة الهجمات الإلكترونية؟

الصين تشق طريقها في القطب الشمالي

مرصد مراكز الأبحاثقال الباحث في الشؤون الأوروبية بمؤسسة هيرتيج الأمريكية، دانيال كوتشيس، إن الصين تكثف جهودها لتشق طريقها في القطب الشمالي منذ سنوات، وتجلى ذلك مؤخرًا في الدورية البحرية المشتركة مع روسيا، وإعلان معهد الأبحاث القطبية الصيني خططه لنشر أجهزة تنصت على نطاق واسع في المحيط المتجمد الشمالي.

ولأن الصين ليست دولة قطبية، تستثمر بكين في القطب الشمالي عبر موسكو. لكن روسيا تحتفظ باليد العليا في تعاملاتها مع الصين في القطب الشمالي، وتظل حذرة من السماح لبكين بالوصول المفرط إلى المنطقة، التي تعتبرها حيوية لأمنها القومي.

ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتدهور وضع موسكو، تعتمد الأخيرة على بكين للحصول على التكنولوجيا والتمويل اللازمين لتطوير مشروعاتها في القطب الشمالي، وفي المقابل تجني الصين العديد من الفوائد.

ورأى كوتشيس أنه للدفاع عن السيادة الأمريكية في المنطقة يجب أن يعمل صناع السياسة لزيادة الوعي العام بالتهديدات الأمنية، وضمان امتلاك الولايات المتحدة الموارد اللازمة للدفاع عن سيادتها القومية.

اقرأ أيضًا| بدورية بحرية ضخمة.. روسيا والصين تشعلان منافسة القوى العظمى بالقطب الشمالي

ماذا يعني استقلال جرينلاند للقطب الشمالي؟

مرصد مراكز الأبحاثفي إبريل 2023، قدمت لجنة دستورية مسودة أول دستور لجرينلاند، التي تتمتع بالحكم الذاتي منذ 1979. وحسب تحليل لمجلس العلاقات الخارجية، يُعد هذا أقوى مؤشر على انفصال الجزيرة الوشيك عن الدنمارك. وفي حين يسرّع تغيّر المناخ المنافسة الجيوسياسية في القطب الشمالي، قد تلعب جرينلاند دورًا مهمًا في السنوات المقبلة.

ووفق التحليل، يُعتقد أن احتياطيات ضخمة من المعادن الأرضية النادرة موجودة تحت جليد جرينلاند. وأن المحيط المتجمد الشمالي يحمل من 10% إلى 30% من الوقود الأحفوري غير المكتشف في العالم. ويفتح الارتفاع السريع في درجات الحرارة ممرات ملاحية جديدة، خاصة في مضيق بيرنج وممر «جرينلاند-آيسلندا-بريطانيا» الاستراتيجيين.

وحسب التحليل، لعبت الولايات المتحدة أكبر دور في جرينلاند بعد الدنمارك، وتحتفظ بوجود عسكري هناك منذ الحرب العالمية الثانية، لذلك يستبعد الخبراء أن يؤثر الاستقلال في العلاقات.

وأعربت القوى الغربية عن قلقها بشأن النفوذ الروسي والصيني المتزايد في المنطقة. ويرى بعض الخبراء أن جرينلاند قد تستغل هذا القلق للحصول على دعم أكبر من القوى الغربية.

اقرأ أيضًا| الجيش الأمريكي يحدث معدات الاتصالات العسكرية في القطب الشمالي.. لماذا؟

ربما يعجبك أيضا