مرصد مراكز الأبحاث| الحرب على غزة.. وشبكة إيران الإقليمية.. وخطورة موقف بايدن

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت 28 أكتوبر 2023، أن الحرب على قطاع غزة دخلت مرحلة جديدة.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض توقعات الخبراء لتطورات الحرب، ودور إيران في تعزيز قدرات حماس، وموقف أردوغان من حماس، وأهمية فهم الأسباب الجذرية للعنف من أجل إنهاء الصراع، وخطورة موقف بايدن تجاه الحرب.

كيف ستنتهي الحرب البرية في غزة؟

مرصد مراكز الأبحاث| الحرب على غزة.. وشبكة إيران الإقليمية.. وخطورة موقف بايدن

نشر المجلس الأطلسي توقعات خبرائه بشأن المرحلة الثانية من الحرب. وتوقعت مديرة الاستراتيجية والعمليات والتمويل ببرامج الشرق الأوسط بالمجلس، تقى نصيرات، «أيامًا مظلمة على المنطقة» في ظل سعي إسرائيل وحلفائها الغربيين لحلول عسكرية للصراع، ما سيؤدي إلى أضخم كارثة إنسانية شهدها الصراع، على غرار النكبة عام 1948.

في حين توقع مدير مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط، جوناثان بانيكوف، أن الحملة ستستغرق أسابيع أو ربما أشهر، مشيرًا إلى أن ضرب أمريكا مواقع ميليشيات مدعومة إيرانيًّا، والمناوشات بين حزب الله وإسرائيل، قد تسفر عن موجة تصعيدية غير مقصودة تؤدي إلى حرب شاملة شمالي إسرائيل.

في حين رأى الزميل غير المقيم بالمجلس، أليكس بليتساس، أنه إذا جرى تدمير حماس، قد تُنشِّط إيران حزب الله في لبنان، لكن هذا يخاطر بإضعافه في قتال مع إسرائيل والولايات المتحدة، ما يحد من قدرة إيران على الرد غير المباشر وتجنب المواجهات المباشرة، مُشبّهًا الموقف بأنه «برميل بارود غير مستقر».

شبكة إيران الإقليمية

مرصد مراكز الأبحاث| الحرب على غزة.. وشبكة إيران الإقليمية.. وخطورة موقف بايدن

قال الباحثان بمجلس العلاقات الخارجية، كالي روبنسون، وويل ميرو، إن إيران شكلت شبكة من القوات المقاتلة الحليفة في أنحاء الشرق الأوسط، ويُعد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، نقطة التواصل الرئيسة مع هذه الجماعات، ويمدها بالتدريب والسلاح والتمويل، لتعزيز أهداف إيران الإقليمية.

وتمتد هذه الجماعات عبر دول مثل العراق ولبنان وأفغانستان والأراضي الفلسطينية وسوريا، ويقع حزب الله اللبناني في قلب هذه الشبكة. وتأمل إيران تعزيز نفوذ شبكتها الإقليمية لنقل المعدات والأفراد في أنحاء الشرق الأوسط، لتعزيز سعي طهران للهيمنة الإقليمية والتخلص من القوى الغربية.

وأشار الباحثان إلى أن العمل عبر الوكلاء يُعد طريقة للتهرب من المسؤولية، مثل هجوم حماس على إسرائيل، الذي أظهر علامات على التنسيق مع إيران، والهجمات التي تعرضت لها القوات الأمريكية في سوريا والعراق، التي تشير إلى تورط قوات وكيلة لإيران.

كيف عززت إيران قدرات حماس؟

مرصد مراكز الأبحاث| الحرب على غزة.. وشبكة إيران الإقليمية.. وخطورة موقف بايدن

أشار الزميل غير المقيم ببرنامج الأمن القومي بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، كولين كلارك، إلى أن إيران قدمت التدريب والمعدات والتمويل، لحماس على مدار سنوات، ما حسّن قدرات الحركة الفلسطينية بدرجة كبيرة، كما ظهر في هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.

ولفت كلارك إلى أن توحيد شبكة وكلاء إيران تحت إشراف قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، كان عاملًا مضاعفًا للقوة ورسخ استراتيجية «وحدة الجبهات» الإيرانية كأكثر وسيلة فاعلة لتطويق إسرائيل.

وحذر الباحث من أن أي محاولة لتدمير حماس بالكامل ستأتي بتكلفة باهظة، وقد تحفز الوكلاء الإيرانيين الآخرين، مثل حزب الله، على الانضمام إلى المعركة، ما يطيل أمد الصراع ويزيد احتمالية المواجهة الإقليمية الأوسع.

موقف أردوغان من حماس

مرصد مراكز الأبحاث| الحرب على غزة.. وشبكة إيران الإقليمية.. وخطورة موقف بايدن

أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تأييده لحماس، وضاعف انتقاداته لسلوك إسرائيل. وفي تحليل نشره موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، قال أستاذ التاريخ المساعد بجامعة ماري ماونت، مارك إبيسكوبوس، إن أفعال أردوغان تشير إلى أنه يمنح الأولوية لتنمية نفوذه في العالمين العربي والإسلامي على أي تقارب مع إسرائيل.

وجاء هذا في وقت تُظهر الجبهة الأوروبية الأطلسية الموحدة بشأن إسرائيل علامات على التمزق الداخلي، لأن رسائل أوروبا المشتركة ضد حماس ولصالح إسرائيل تتناقض مع الاختلافات السياسية المتزايدة مع دخول الصراع مرحلة متقلبة جديدة.

ورأى الباحث أن موقف أردوغان بشأن حماس، حتى لو كان تكتيكيًا، يشدد على نمط أوسع من التوترات المتصاعدة بين إسرائيل والكثير من الفاعلين الإقليميين الرئيسين في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، لافتًا إلى وجود خطر حقيقي بأن تتحول هذه التوترات إلى صراع إقليمي أوسع.

وعلى الرغم من صعوبة تخيل تورط تركيا مباشرة في الصراع، أشار إبيسكوبوس إلى أن عداء أردوغان يُسهم في خلق حالة مزاجية إقليمية مشؤومة قد تشجع القادة الإقليميين المجاورين، الذين يتعرضون لضغوط من المحتجين في بلادهم، على لعب دور أكثر نشاطًا في الصراع.

سُبل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

مرصد مراكز الأبحاث| الحرب على غزة.. وشبكة إيران الإقليمية.. وخطورة موقف بايدن

نشرت مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية تحليلًا للباحثين، حيدر الشاكري، وتيم إيتون، ورناد منصور، لفتوا فيه إلى أن فهم جذور الصراع الحالي يستلزم فهم أشكال العنف المتعددة التي يتعرض لها الفلسطينيون، ومنها قصف المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وإجبار مئات الآلاف على مغادرة منازلهم، وتوسيع المستوطنات، وحصار غزة.

ولفت الباحثون إلى أن هذه الحقائق تُعد دليلًا على العنف الهيكلي في حق الفلسطينيين، الذي يُعد سببًا جذريًا لاستمرار الصراع. ولهذا فإن استخدام القوة العسكرية الساحقة، وحصار قطاع غزة، وإغلاق الضفة الغربية لن يعالجوا جذور الصراع.

ولإنهاء هذه المعاناة، رأى الباحثون أنه ينبغي على المجتمع الدولي فعل كل ما بوسعه لوقف إطلاق النار، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين، وإعادة إحياء العمليات السياسية سعيًا لإيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وينبغي على العمليات المستدامة الهادفة إلى حل الصراع أن تأخذ في الاعتبار مجمل أعمال العنف التي تعرض لها الجانبان. وبخلاف ذلك، فإن الحل العسكري، الذي يتبعه وهم آخر بالاستقرار، قد ينهار مرة أخرى، ما يؤدي إلى مقتل الآلاف.

موقف بايدن الخطير تجاه حرب إسرائيل وغزة

مرصد مراكز الأبحاث| الحرب على غزة.. وشبكة إيران الإقليمية.. وخطورة موقف بايدن

نشرت مؤسسة بروكنجز تحليلًا للزميل غير المقيم بمركز سياسة الشرق الأوسط، شبلي تلحمي، رأى فيه أن الكثير من مواقف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تجاه الصراع بين إسرائيل وحماس كانت مضللة وخطيرة، ولا تخدم المصالح الفلسطينية أو الإسرائيلية على المدى البعيد، كما أنها تهدد بتقويض المصلحة القومية الأمريكية.

ولفت تلحمي إلى أن عزوف بايدن عن إدانة الأعمال الإسرائيلية في غزة، ودعمه العلني لإسرائيل، أدوا إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في أعين الشعب الأمريكي، مشيرًا إلى أن العنف لن ينتهي حتى ينال الفلسطينيون حريتهم.

وأشار الباحث إلى أن هدف إسرائيل المعلن بتدمير حماس بأي ثمن وضع الصراع في مسار تصعيدي قد يجر واشنطن إلى حرب إقليمية. وإذا كان تدمير حماس ممكنًا، فربما سيستلزم تدمير غزة نفسها، ما يجعل التداعيات الأخلاقية سببًا كافيًا لرفض هذه المهمة.

وحذر تلحمي من أن قرارات بايدن قد تطلق العنان لعملية تصعيد لن يستطيع السيطرة عليها. ولتجنب الانجرار إلى حرب مدمرة وغير ضرورية في الشرق الأوسط، يتعين على بايدن أن يغير مساره ويبدأ بالسعي لوقف إطلاق النار.