هل تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط؟

المخاوف تزداد من تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب إقليمية أوسع

آية سيد
هل تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط؟

قد تتدخل الولايات المتحدة إذا عجزت إسرائيل عن صد الهجمات على جبهات متعددة.


وصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى إسرائيل، أمس الأربعاء 18 أكتوبر 2023، لإظهار التضامن مع تل أبيب.

لكن الهجوم على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، قبيل ساعات من وصول بايدن، أشعل الغضب في عموم المنطقة، وفاقم المخاوف من أن الصراع بين إسرائيل وحماس قد يتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع.

تصاعد التوترات الإقليمية

في تحليل نشره موقع إنسايدر الأمريكي، اليوم الخميس، لفت الكاتب توم بورتر إلى تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية قصف مستشفى المعمداني، الذي تسبب في استشهاد مئات الفلسطينيين.

ودعا حزب الله اللبناني إلى “يوم غضب” في المنطقة، في أعقاب الهجوم الدامي، وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن “لهيب نيران الهجوم على المستشفى سيلتهم إسرائيل قريبًا”.

جبهات جديدة لحرب غزة

وفق التحليل، شهدت الأيام الأخيرة تزايدًا في الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، وكذلك ارتفعت التوترات في الضفة الغربية، بمقتل 60 شخصًا تقريبًا، وتفاقمت المخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة.

ونشرت إسرائيل معظم قواتها على حدود قطاع، غزة في علامة على استعدادها لاجتياح بري، حسب التحليل. لكن بعض المحللين يحذرون من أنها قد تجهد نفسها لدرجة تمنعها عن صد الهجمات على جبهات متعددة.

إسرائيل تُستدرج إلى فخ

أعرب محللون، من بينهم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6)، عن مخاوف من أن إسرائيل تُستدرج إلى فخ قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية أوسع.

وأوضح التحليل أنه إذا اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة، قد تتورط في حرب حضرية طاحنة بخسائر كبرى، قبل أن تتعرض لهجوم من حزب الله من الشمال.

وفي هذا السياق، توقع مستشار الأمن القومي لإسرائيل أن الولايات المتحدة قد “تتدخل” إذا تصاعدت حرب غزة وتدخلت إيران وحزب الله. وكذلك رأى المحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، مايكل ديمينو، أن احتمالية التدخل المباشر أصبحت الآن “أعلى مما يدرك الكثيرون”.

كيف تنجر أمريكا إلى الصراع؟

هل تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يستقبل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في تل أبيب

رأى المحلل بمركز ستيمسون الأمريكي، مات بوروز، أن الولايات المتحدة قد تنجر إلى الحرب إذا صارعت القوات الإسرائيلية لصد الهجمات على جبهات متعددة.

وقال لموقع “إنسايدر”: “أرى أن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريًا فقط إذا تعرضت إسرائيل نفسها للخطر بوضوح”، مفسرًا ذلك بأن يغزوها حزب الله من الشمال، في الوقت الذي تتعامل مع انتفاضة حادة في الضفة الغربية، وعملية غير مكتملة في غزة.

ترسانة حزب الله

حسب تقييم لموقع ميسيل ثريت، التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، يمتلك حزب الله قرابة 130 ألف صاروخ، منها صواريخ بعيدة المدى يمكنها اختراق منظومة القبة الحديدية وضرب المدن الإسرائيلية.

ووفق ما أفاد خبراء لوكالة فرانس برس، قد يكون تدمير القاذفات، التي يستخدمها حزب الله لإطلاق الصواريخ، من ضمن المهام الأساسية للولايات المتحدة إذا اختارت التدخل للدفاع عن إسرائيل.

استغلال الوضع

رغم أنه من المستبعد أن إيران تريد التدخل في صراع مباشر مع الولايات المتحدة، رجح تحليل إنسايدر أن طهران سترغب في استغلال الفوضى، التي تسببت بها هجمات حماس، لإلحاق المزيد من الضرر بإسرائيل.

هل تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط؟

محتجون يشتبكون مع قوات الأمن اللبنانية خارج السفارة الأمريكية

وفي هذا الشأن، قال بوروز: “إنهم يريدون الضغط على إسرائيل عبر حزب الله، في الوقت الذي تعاني من الإجهاد والتشتيت”، لافتًا إلى أن هجماتهم من لبنان وهجمات إسرائيل المضادة “قد تتصاعد إلى مستوى الحرب الشاملة، ما يؤدي إلى التدخل الأمريكي”.

أطراف مستفيدة

قال محللون إن روسيا والصين، لديهما الكثير ليكسبانه من تجدد الصراع في الشرق الأوسط، فالكرملين حريص على تشتيت الانتباه الغربي عن الحرب في أوكرانيا، والصين تضمر طموحات قديمة بالسيطرة على تايوان.

وفي تصريح لموقع إنسايدر، قال الخبير في الشؤون الاستخباراتية والأمنية بجامعة هال، روبرت دوفر: “بينما تمتلك إيران علاقات جيدة تنطوي على تبعية متقلبة على روسيا والصين، يبدو أنه واجب عليها أن تبالغ في ردة الفعل على أي تدخل أمريكي”.

وأوضح أن هذا قد يحدث في صورة تزويد حزب الله والضغط عليه، لتأكيد وجوده على الجبهة اللبنانية. وأضاف: “التدخل الإيراني يبدو مستبعدًا حاليًا، لكن إذا وصلنا إلى المرحلة التي يمكن فيها نقض الإنكار المعقول للتدخل الإيراني، سيخرج الوضع في الشرق الأوسط عن السيطرة، إن لم يكن خرج بالفعل”.

ملاذ أخير

في الوقت الحالي، استبعد بوروز نشر قوات أمريكية في إسرائيل، بسبب المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة لأي تدخل آخر في عملية عسكرية مكلفة بالشرق الأوسط.

ولفت تحليل إنسايدر إلى أن ضرب أهداف لحزب الله في سوريا قد يدفع روسيا للانتقام، بصفتها حليف دمشق. وكذلك قد تحاول الجماعات الموالية لإيران، في دول مثل العراق وسوريا واليمن، مهاجمة المواقع والمصالح الأمريكية في المنطقة.

كارثة محتملة

رأى محلل «سي آي أيه» السابق، ديمينو، أن هذا التصعيد قد يدفع إسرائيل للضغط على الولايات المتحدة كي تضرب إيران نفسها.

وقال: “هذه ستصبح كارثة على كل الأطراف، لا سيما الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن الإدارة الأمريكية الحالية تريد فعل ذلك، لكن مع تطور الأحداث والحاجة إلى اتخاذ قرارات في نطاق زمني محدود “يمكن أن تحدث أمور كهذه”.

ربما يعجبك أيضا