مستجدات جبهة تيجراي الإثيوبية المشتعلة.. هل تنتقل المعارك إلى إريتريا؟

حسام السبكي

حسام السبكي

11 يومًا تقريبًا، مروا على بدء الصراع -أو إن شئنا التصدع- السياسي والأمني، في إثيوبيا، والذي أتى هذه المرة، من شمال البلد، حيث إقليم تيجراي، الساعي إلى الانفصال عن السلطة المركزية في البلاد، وهو ما تواجهه أديس أبابا، بحزم يصل إلى العنف غير المسبوق، في ظل الحديث عن «حرب أهلية وشيكة»، في البلاد، التي لم تهنأ طويلًا بفرحة دخول “سد النهضة” المثير للجدل، إلى مرحلة متقدمة، أتت، بعد وصول رئيس الوزراء آبي أحمد، إلى سدة الحكم، مع أحلام ربما ترقى إلى الأوهام، من قبل آبي أحمد، الحاصل على جائزة نوبل للسلام في العام الماضي، في إحلال السلام الدائم والشامل في البلاد، بعد حقبة زمنية طويلة، من الصراعات السياسية في بلاد “الحبشة” سابقًا.

خلفية الصراع

مع حلول الرابع من شهر نوفمبر الجاري، أعلنت الحكومة الإثيوبية بدء عملية عسكرية محدودة لإعادة السيطرة على إقليم تيجراي الواقع شمالي البلاد، بعد أن أمر آبي أحمد رئيس الوزراء، بشن ضربات جوية وإرسال قوات برية إلى الإقليم الذي يشهد توترات ازدادت حدتها خلال الفترة الماضية.

وقال رئيس إقليم تيجراي: إن الضربات الجوية التي شنتها قوات الحكومة الاتحادية أدت إلى مقتل عدد لم يحدده من المدنيين في الأيام القليلة الماضية، وتعهد الدفاع عن شعبه حتى تدرك السلطات الاتحادية أنه “لا يمكن إخضاعنا بسكينهم”، بحسب وكالة “رويترز”.

وتحدثت قوات الأمن ووسائل الإعلامي الحكومية عن مقتل المئات في الولاية الجبلية التي يعيش بها أكثر من خمسة ملايين حيث تقصف الطائرات الاتحادية مستودعات الأسلحة فيما يحارب الجنود على الأرض.

وسائل إعلام أمريكية، علقت على الأزمة، حيث أشارت إلى أنه عندما وصل آبي أحمد إلى السلطة في عام 2018، وعد بتوجيه إثيوبيا إلى حقبة جديدة من السلام والازدهار والمصالحة الوطنية، لكن في 4 نوفمبر، أرسل الجيش إلى تيجراي، وهي واحدة من 10 مناطق شبه ذاتية الحكم في البلاد ويقطنها ما يقرب من 6% من السكان، واتهم قادتها -الذين تشاجر معهم بشكل متزايد- بمهاجمة موقع دفاع حكومي ومحاولة سرقة المعدات العسكرية.

وفي الأيام التي تلت ذلك، فرض آبي أحمد حالة طوارئ لمدة ستة أشهر على تيجراي، وأعلن أن الهيئة التشريعية باطلة ووافق على بديل مؤقت. مع احتدام القتال، وتم إغلاق شبكات الإنترنت والهاتف ورد أن المئات لقوا مصرعهم.

وحول الصراع القائم حاليًا في تيجراي، فإن الإقليم الواقع فى شمال إثيوبيا، ويحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان ومن الشرق عفر ومن جنوبها إقليم أمهرة، يمتلك أحلامًا انفصالية، تحدث عنها رئيس جبهة تحرير تيجراي في الذكرى 45 لتأسيس جبهته بالاحتفالات التي تميزت بعسكرة واضحة وغاب عنها الفيدراليون، وهدد بانفصال الإقليم عن إثيوبيا.

ونحن في شبكة رؤية، قمنا بتغطية مستوفية لأحداث الأيام الماضية، لاضطرابات تيجراي، يمكن الاطلاع عليها عبر سلسلة التقارير التالية:

* إثيوبيا.. احتدام المعارك في «تيجراي» ومجازر تطال المدنيين.

* إثيوبيا.. احتدام المعارك في إقليم تيجراي واعتقالات في صفوف الجيش.

* إقالات مفاجئة.. «إقليم تيجراي» يُشعل فتيل «حرب أهلية» في إثيوبيا.

* بعد إعلان الحرب.. معارك ضارية بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير تيجراي.

* عصيان في «تيجراي».. و«آبي أحمد» يتوعد ويعلن الطوارئ.

* كيف ضيع صاحب نوبل السلام في إثيوبيا؟.

مستجدات الأزمة

خلال الساعات الـ24 الماضية، دخلت الأزمة في تيجراي، منعطفًا خطيرًا، ربما يودي بالبلاد -في نهاية المطاف- إلى نقطة اللاعودة، في ظل تحذيرات دولية، وتحليلات سياسية وعسكرية، عن انتقال الأزمة إلى مرحلة «الخروج عن السيطرة»، في الأسابيع وربما الأيام القليلة المقبلة.

في آخر مستجدات التصعيد العسكري المتبادل، بين سلطات إقليم تيجراي، والحكومة المركزية في أديس أبابا، ما أعلنته الأخيرة، عن وقوع هجوم بالصواريخ على مطارين في ولاية أمهرة المجاورة لمنطقة تيجراي الشمالية، التي تقاتل فيها الحكومة قوات إقليم «تيجراي» المحلية، التي قالت بدورها إن القصف استهدف قواعد عسكرية للجيش الإثيوبي.

واتهمت الحكومة الإثيوبية الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، التى تحكم تيجراى، بشن الهجوم. وقالت قوة الطوارئ التابعة للحكومة، على تويتر: «الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى تستغل آخر أسلحة فى ترساناتها».

وقال دبرصيون جبراميكائيل، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، إن المطارين من الأهداف المشروعة. وأضاف لرويترز فى رسالة نصية: «أى مطار يستخدم لمهاجمة تيجراى سيكون هدفا مشروعا، وليس مدن أمهرة».

وقالت حكومة إقليم تيجراى: إن الضربات الصاروخية على موقعين إثيوبيين كانت ردا على ضربات جوية نفذتها الحكومة الاتحادية فى الآونة الأخيرة فى منطقة تيجراى الشمالية. وأضافت أن الضربات استهدفت قواعد عسكرية.

وإلى جانب التوتر في إثيوبيا، فمن الشمال، وجه قادة إقليم تيجراي، تهديدًا صريحًا، بشن هجوم وشيك، يستهدف بقعة سابقة من أرض إثيوبيا، متمثلة في دولة إريتريا.

فقد ذكرت وكالة إعلامية، مساء اليوم السبت، أن قادة إقليم تيجراي في ​إثيوبيا​ هددوا بمهاجمة إريتريا.

وأفادت وكالة “الأنباء الفرنسية”، مساء السبت، بأن قادة إقليم تيغراي في ​إثيوبيا​ هددوا بمهاجمة إريتريا، في حالة من تأزم الوضع في الإقليم.

في غضون ذلك، أفادت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر دبلوماسية إقليمية، السبت، بسقوط عدة صواريخ على عاصمة إريتريا أسمرة، أطلقت من داخل أراضي إثيوبيا.

ونقلت الوكالة عن 5 دبلوماسيين إقليميين أن أسمرة تعرضت لقصف بـ3 صواريخ على الأقل في تصعيد حاد للنزاع المستمر منذ 11 يوماً بين الجيش الاتحادي الإثيوبي والقوات المحلية في ولاية تيغراي شمال إثيوبيا على الحدود مع إريتريا.

وأوضحت 3 مصادر دبلوماسية، حسب “رويترز”، أن صاروخين من أصل الـ3 على الأقل أصابا مطار أسمرة.

ومع ما تعانيه إثيوبيا حاليًا، وما قد يطال كلًا من إريتريا وجيبوتي، تبقى السودان أيضًا في مرمى الخطر، خاصةً مع حالات النزوح المتزايدة، منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري، الأمر الذي قد يُقحم السودان، بما يمر بها من استقرار سياسي “هش” نسبيًا، في الأزمة، فإلى أي وجهة ستسير الأمور؟.. ربما تحمل الأيام والساعات المقبلة إجابة واضحة عن السؤال.

ربما يعجبك أيضا