مشروع قرار أمريكي وفيتو روسي صيني.. ما دلالات التصويت الأخير بمجلس الأمن؟

خبير حقوقي: نص مشروع القرار الأمريكي أحجم عن استخدام لغة قوية

آية سيد
مشروع قرار أمريكي وفيتو روسي صيني.. ما دلالات التصويت الأخير بمجلس الأمن؟

يُعد مشروع القرار الأمريكي آخر علامة على التحول الطفيف في موقف إدارة جو بايدن تجاه الحرب في غزة.


استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن، أمس الأول الجمعة 22 مارس 2024.

ويُعد مشروع القرار الأمريكي، الذي حث على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح كل الأسرى، آخر علامة على التحول الطفيف في موقف إدارة جو بايدن تجاه الحرب في غزة، وفق تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي”، الجمعة 22 مارس.

تفاصيل مشروع القرار

دعا نص مشروع القرار، الذي دعمه 10 آخرين من أعضاء مجلس الأمن الـ15، كل أطراف الصراع إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، ورفض أي جهود لتقليص أراضي غزة عبر إقامة منطقة أمنية عازلة، الفكرة التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطته لمستقبل غزة بعد الحرب.

وتاريخيًا، استخدمت الولايات المتحدة موقعها كعضو دائم في مجلس الأمن للدفاع عن إسرائيل، من خلال استخدام الفيتو، وكان التصويت الأخير هو الرابع على مشروع قانون لوقف إطلاق النار منذ بدء الحرب.

وحسب التحليل، استخدمت واشنطن الفيتو في الـ3 مرات السابقة بسبب عدم الإشارة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والدعوة لوقف إطلاق نار غير مشروط بإطلاق سراح الأسرى لدى حماس.

الفيتو

الفيتو سلاح أمريكا بمجلس الأمن

تغيّر الموقف الأمريكي

أشار مدير مجموعة الأزمات الدولية بالأمم المتحدة، ريتشارد جوان، إلى أن الولايات المتحدة “لم تكن تحاول إحداث تحول هائل في سياستها بالأمم المتحدة تجاه الحرب”.

وكانت الرعاية الأمريكية لمشروع القرار الأخير تهدف على الأرجح لإرسال رسالة إلى حكومة نتنياهو، وقال جوان: “إن حقيقة أن الولايات المتحدة مستعدة لفعل أي شيء في مجلس الأمن كانت إشارة صغيرة للإسرائيليين كي يتوخوا الحذر”.

ولفت التحليل إلى أن إدارة بايدن وقفت بجانب إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، واستمرت في تقديم الدعم العسكري لها في وجه الانتقادات الداخلية والدولية المتصاعدة، لكن الرئيس بايدن أصبح محبطًا بنحو متزايد من الطبيعة “العشوائية” لحملة القصف الإسرائيلية على غزة وخنق دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.

هل كان سيُحدث فرقًا؟

يرى مدير منظمة “هيومان رايتس ووتش” بالأمم المتحدة، لويس شاربونو، أن مشروع القرار، حتى لو جرى تمريره، كان سيُحدث “تأثيرًا عملياتيًا” ضئيلًا، لافتًا إلى أن النص أحجم عن استخدام لغة قوية مثل تلك الموجودة في قرارات مجلس الأمن الأخرى.

وقال: “إذا كنت تريد لغة إلزامية قوية، كان القرار سيقول ’يطالب بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار‘، لكنه لم يقل ذلك”.

ووفق التحليل، اللغة المستخدمة في قرارات مجلس الأمن تكون محسوبة بعناية، لأن حتى أبسط التحولات في اللهجة واختيار الكلمات قد يكون لها معنى دبلوماسي كبير، وقال مشروع القرار الأمريكي الأخير، الذي ذكر اسم إسرائيل مرة واحدة فقط، إن مجلس الأمن “يحدد ضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار”.

اعتراضات روسية وصينية

تعللت روسيا والصين بالصياغة المُميَّعة كسبب لاستخدام الفيتو، حسب تحليل “فورين بوليسي”. وقبل التصويت، قال سفير روسيا بالأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو تدعم وقف إطلاق النار، لكنه وصف مشروع القرار الأمريكي بأنه “ممارسة خطابية فارغة”.

وأصدر سفير الصين بالأمم المتحدة، جانج جون، تصريحات مُشابهة، وقال: “إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن وقف إطلاق النار، لم تكن ستعارض مشروعات القرارات المتعددة في المجلس، ولم تكن ستتخذ هذا المنعطف وتمارس لعبة الكلمات في حين تلتزم الغموض والمراوغة بشأن القضايا الحرجة”.

ربما يعجبك أيضا