«معاريف» تكشف الأضرار الحقيقية الناجمة عن الهجوم الإيراني على إسرائيل

مُحلل يفند ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأن نجاح اعتراض 99% من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية

بسام عباس
تحليل المواقع المتضررة من الهجوم الإيراني

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن الأضرار التي لحقت بإسرائيل، رغم محاولات الحكومة التكتم والترويج لمزاعم اعتراض شبه كامل.

وبعد أيام من الرد الإيراني على عدوان القنصلية في دمشق، فنَّدت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، ادعاءات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بشأن النجاح في اعتراض 99% من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.

 هجمات مستقبلية

أوضح الباحث في الحروب الإسرائيلية، أور فيالكوف، في تقرير نشرته صحيفة “معاريف”، أمس الأربعاء 17 أبريل 2024، أن هجوم “الوعد الصادق” الإيراني شمل حوالي 185 طائرة مسيّرة “شاهد 136″، ونسختها النفاثة من “شاهد 238″، والتي تصل سرعتها إلى 500 كيلومتر في الساعة، كما أطلق الإيرانيون عشرات صواريخ كروز وحوالي 110 صواريخ بالستية.

وأضاف أن إيران أطلقت عدة صواريخ بالستية بعيدة المدى على إسرائيل من مجموعة واسعة من مواقع الإطلاق في إيران، لكنها لم تستخدم جميع أنواع صواريخها، لافتًا إلى أن إيران تمتلك نحو 3 آلاف صاروخ باليستي، لكن نحو 800 إلى 1000 صاروخ هي فقط ذات مدى يمكن أن يصل إلى إسرائيل.

وذكر أن إيران لم تستخدم صواريخ الأكثر تطورًا مثل صاروخ “سجيل” الذي يبلغ مداه 2500 كلم ورأسه الحربي 1500 كج، أو صاروخ “خرمشهر”، وهو صاروخ يبلغ مداه 2000 كلم، ورأسه الحربي 1800 كج، ونسخته المطورة من صاروخ “خيبر” (خرمشهر 4)، ربما تكون قد احتفظت بها لهجمات مستقبلية.

الأضرار التي لحقت بقاعدة "نيفاتيم"

الأضرار التي لحقت بقاعدة “نيفاتيم”

3 إصابات دقيقة

قال الباحث إن إيران استهدفت 3 أهداف رئيسة، هي قاعدة “حرمون”، وقاعدة “نيفاتيم”، وقاعدة “رامون”، فيما زعم الجيش الإسرائيلي أن قاعدة “نيفاتيم” لحقت بها أضرار طفيفة، وقاعدة “رامون” لم تُصب على الإطلاق، وفي “حرمون” أُصيب أحد الطرق في منطقة الموقع.

وأضاف أن مصادر إسرائيلية ذكرت لشبكة “ABC News” أن صواريخ إيرانية أصابت قاعدة نيفاتيم، وأصيبت طائرة نقل من نوع C-130، ومدرج ومبنى تخزين، فيما أصابت 4 صواريخ قاعدة “رامون”، ووفقًا للتقرير، اخترقت 9 صواريخ منظومة الدفاع الإسرائيلية، وليس 7 مثلما ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.

وأوضح أن تحليل مقاطع الفيديو أظهر أنّه كان هناك ما لا يقل عن 4 إصابات صواريخ وليس صواريخ اعتراضية في قاعدة نيفاتيم، ويتحدث الإيرانيون أنهم حققوا 3 إصابات دقيقة في قاعدة نيفاتيم، وهي إصابة أحد المدارج، وإصابة أحد المباني، وإصابة مبنى آخر والهنجارات.

ما الأضرار الحقيقية؟

ذكر فيالكوف أن طائرة مسيّرة تمكنت من اختراق منطقة “حرمون” وإصابتها، بعكس ادعاءات الجيش الإسرائيلي بعدم اختراق أي مسيّرة إسرائيل، لافتًا إلى أن الإيرانيين قالوا إنهم استهدفوا وأصابوا موقع حرمون، فيما ينفي الجيش الإسرائيلي أن تكون إصابة طائرة مسيّرة، مدعيًا أن الأمر يتعلق بقذيفة صاروخية أو شظايا اعتراض.

وأشار إلى أن الخبراء الذين حللوا صور الأقمار الصناعية لقاعدة رامون، زعموا أن إيران لم تنجح في ضرب حظائر الطائرات أو مباني الذخيرة، ولا مراكز القيادة والتحكم، إلا أن نحو 5 إصابات ضربت القاعدة، إذ تضررت مستودعات، ومرفق الصيانة، فضلًا عن الأضرار التي أصابت محيط القاعدة.

ووفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية، شوهدت إصابة واحدة على الأقل لأحد المباني في مفاعل ديمونة الذري وما يصل إلى إصابتين حول القاعدة، مشيرًا إلى أن هذه التحليلات تستند إلى صور أقمار صناعية منخفضة الجودة، وأنه لا يمكن معرفة الأضرار الحقيقية التي لحقت بالقاعدة إلا بعد توفر صور أقمار صناعية عالية الجودة.

פגיעה בבסיס נבטים (צילום: דובר צה"ל)

خسائر فادحة

قال المحلل الإسرائيلي إن معدل اعتراض الصواريخ ليس مماثلًا للأرقام التي ذكرها الجيش الإسرائيلي، والتي أعطت انطباعًا بأن الجيش اعترض جميع التهديدات الإيرانية بالكامل، وعندما يعلن عن نسب نجاح جنونية (99%)، فهو يخلق حالة من الكمال، ما يسبب نوعًا من الخمول لدى المواطنين والجيش.

وأضاف أن الصواريخ التي تمكنت من الإفلات من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أظهرت أن هجومًا على تجمعات مدنية كبيرة، مثل “غوش دان” سيؤدي إلى خسائر فادحة، مشيرًا إلى أن الصواريخ الإيرانية ليست دقيقة، وأن فرص ضرب الإيرانيين لمواقع استراتيجية ليست عالية.

ربما يعجبك أيضا