بدعمه إسرائيل.. بايدن يخاطر بتوريط أمريكا في «حرب أبدية» جديدة

كاتب: أمريكا يجب أن تكون "ترسانة الديمقراطية" وليس شريكًا في الفصل العنصري

آية سيد
بدعمه إسرائيل.. بايدن يخاطر بتوريط أمريكا في «حرب أبدية» جديدة

الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل الوحشية، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني حتى الآن، قد يُدخل أمريكا في حرب أبدية جديدة.


منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الدعم المطلق لإسرائيل.

وفي مقال بصحيفة “يو إس إيه توداي”، الخميس 16 نوفمبر 2023، حذر مدير الاستراتيجيات بمنتدى كونكورديا، هارون موغول، من أن الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل الوحشية، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني حتى الآن، قد يُدخل أمريكا في “حرب أبدية جديدة”.

حرب جديدة

رأى الكاتب الأمريكي أن إرسال إدارة بايدن لحاملتي طائرات إلى شرق المتوسط يُعد بمثابة إعلان أن الولايات المتحدة مستعدة لاتباع إسرائيل في حرب أبدية جديدة، لكن هذه المرة سيكون ضد “محور المقاومة” وشبكات عابرة للحدود من الجماعات القادرة والمحصنة المرتبطة رغم الانقسامات الطائفية.

العدوان الإسرائيلي على غزة

العدوان الإسرائيلي على غزة

ومثلما أثبتت أوروبا عجزها أمام العدوان الروسي على أوكرانيا، فإن إسرائيل أكثر ضعفًا بكثير مما تصوّر نفسها، وحسب موغول، فإن الالتزام بالدفاع عن إسرائيل، دون توقع أن تصحح مسارها عن الاستراتيجية التي تهدد بإشعال المنطقة، أشبه بطلب أن تتحمل واشنطن عبئًا مستحيلًا، كما أنه يشجع إسرائيل على الانفصال عن الواقع.

ولفت موغول إلى أن الصين وإيران وروسيا قد يتلاعبون بالأزمة لصالحهم. وإضافة إلى هذا، يعلم أعداء إسرائيل أنها لن تستطيع النجاة في حرب على 3 جبهات، كما يعلمون على الأرجح أن أمريكا منهكة وربما لا تستطيع التدخل في كل سيناريو مستقبلي.

تعديل السياسة

أشار موغول إلى أن جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تعود إلى عام 1948، وطرد الفلسطينيين، وعقود من الاحتلال. لكن القليل من السياسيين الأمريكيين يعترفون بهذه الحقيقة، ناهيك عن تعديل السياسة.

بدعمه إسرائيل.. بايدن يخاطر بتوريط أمريكا في «حرب أبدية» جديدة

آثار الدمار في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي

ومن دون طرح الأسئلة الصعبة، ستتخلى أمريكا عن العلاقات العالمية التي تحتاج إليها للتعامل مع التهديدات العالمية. وقال الكاتب الأمريكي إن واشنطن تبدو مستعدة لتعريض التزاماتها السابقة تجاه أوكرانيا وتايوان للخطر، لأنها لا تستطيع تحمل الوفاء بهذا القدر من الالتزامات المتعارضة.

ووفق موغول، تذهب الأولوية لإلغاء الأصوات المعارضة، مثل النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، أكثر من محاولة معرفة سبب انتشارها. وبدلًا من أن يعالج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السياسات العنصرية العنيفة، ضاعفها، وكافأته الإدارات الأمريكية المتعاقبة على انعدام المسؤولية.

خسارة الناخبين

يبدو واضحًا أن بايدن خسر أصوات الأمريكيين المسلمين، الذين يعيشون بأعداد متزايدة في الولايات الحاسمة. ولفت موغول إلى أن أي تراجع بسيط في الأصوات قد يحكم على إعادة انتخاب بايدن بالفشل، ويجب أن يعلم وحزبه السبب.

واستعرض الكاتب عددًا من الأسئلة التي يطرحها الأمريكيون المسلمون بشأن مواقف بايدن تجاه الحرب في غزة وعدم اكتراثه لمعرفة آراء الأمريكيين، مشددًا على أن الشعب الأمريكي يستحق الحصول على أجوبة.

هذا لأن الأمريكيين سلكوا هذا الطريق من قبل في الغزو الأمريكي للعراق، الذي تسبب بموت آلاف الجنود الأمريكيين، ومقتل مئات الآلاف من العراقيين، وتطوير المنافسين لقدراتهم دون انقطاع. واليوم، تواجه أمريكا منافسًا قويًا، وهو الصين، التي تستغل عزلة واشنطن في الشرق الأوسط.

مسؤوليات أمريكا

أوضح الكاتب الأمريكي أن مسؤولية أمريكا تجاه الفلسطينيين تتمثل في التوقف عن التواطؤ في تدميرهم، في حين تشمل مسؤولية أمريكا تجاه الإسرائيليين الاستفادة من دعمها لهم بطرق تصمم على اتخاذ الخيارات الصعبة التي يتطلبها الأمن الحقيقي. والبداية هي وقف إطلاق النار.

واختتم موغول مقاله بأن الولايات المتحدة يجب أن تكون “ترسانة الديمقراطية”، وليس شريكًا في الفصل العنصري، ومسؤولية بايدن الأولى والأخيرة هي الأمريكيين، ولذلك إذا كانوا يصبحوا مساندًا لكل صراع عالمي، يجب أن يعرفوا بوضوح التكاليف والعواقب.

ربما يعجبك أيضا