مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل غزة.. وموقف أردوغان.. والأولويات الأمريكية

5 مخاطر و5 سيناريوهات للحرب في غزة طرحتها مراكز الأبحاث هذا الأسبوع

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث المخاطر العالمية للحرب في غزة، والسيناريوهات المحتملة لمستقبل القطاع، وموقف الرئيس التركي من الحرب، وأهمية تحديد الأولويات الأمريكية.


يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، متسببًا بأوضاع إنسانية كارثية للمدنيين، وسط مخاوف من اتساع دائرة الصراع.

مرصد مراكز الأبحاث، يستعرض المخاطر العالمية للحرب في غزة، والسيناريوهات المحتملة لمستقبل القطاع، وموقف الرئيس التركي من الحرب، وأهمية تحديد الأولويات الأمريكية.

مخاطر عالمية لحرب غزة

مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل غزة.. وموقف أردوغان من الحرب.. والأولويات الأمريكية

احتجاجات مؤيدة لفلسطين في لندن

في تحليل نشره مركز ويلسون الأمريكي، حذرت الباحثة، روبن رايت، من 5 مخاطر عالمية للصراع الحالي بين إسرائيل وحماس، موضحة أن الخطر الأول هو الاضطراب الاقتصادي، لأن الصراع بين إسرائيل وغزة قد يتسبب بـ”صدمة” اقتصادية عالمية، تشمل ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

والثاني انجرار الولايات المتحدة إلى صراع عسكري أوسع، كنتيجة غير مقصودة لانتشارها العسكري في الشرق الأوسط. والثالث هو إعادة الاصطفاف السياسي في أنحاء العالم، نتيجة للاستقطاب والانقسامات الناتجين عن الحرب.

والخطر الرابع هو ظهور تحديات استراتيجية جديدة، مثل استغلال الصين لتعاطف دول الجنوب العالمي مع فلسطين، لحشد الدعم لقيادتها للدول النامية وتقويض نفوذ واشنطن. أما الخطر الأخير، حسب رايت، هو التحديات التي تمثلها الجهات الفاعلة العدائية من غير الدول، مثل الميليشيات والجماعات المسلحة.

5 سيناريوهات لمستقبل غزة

مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل غزة.. وموقف أردوغان من الحرب.. والأولويات الأمريكية

آثار الدمار في غزة

طرحت المحللة بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، موريل آسبيرج، وأستاذ التاريخ المساعد بالجامعة اليونانية الدولية، رينيه وايلدانجل، 5 سيناريوهات محتملة لتطور الأوضاع في غزة، في تحليل نشره معهد الشرق الأوسط.

ويتمثل السيناريو الأول في العودة الجزئية إلى الوضع ما قبل الحرب، لكن بحدود أكثر تأمينًا بين قطاع غزة وإسرائيل، وتوسيع المناطق المحظورة داخل القطاع، واستمرار الحصار شبه الكامل لغزة.

والثاني هو حدوث نكبة جديدة، التي تنطوي على الطرد الدائم لمئات الآلاف، وربما الملايين، من قطاع غزة، ما ينتج عنه إنشاء مخيمات لاجئين جديدة، وظهور طرق هجرة جديدة إلى أوروبا، والثالث ربما ينطوي على إعادة الاحتلال الإسرائيلي الدائم للقطاع، وربما عودة المستوطنين.

أما السيناريو الرابع هو نشر قوة دولية قوية لضمان نزع السلاح والأمن، ووضع قطاع غزة تحت إدارة دولية مؤقتة، أما السيناريو الخامس فهو فتح قطاع غزة في إطار ترتيب إقليمي وكخطوة أولى باتجاه تسوية متفاوض عليها، وفي هذه الحالة، يجب وجود ضمانات أمنية دولية وإقليمية.

أمريكا تتجه نحو حرب جديدة

مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل غزة.. وموقف أردوغان من الحرب.. والأولويات الأمريكية

قوات أمريكية

نشر موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت تحليلًا لمحلل السياسة الخارجية بمعهد كاتو، جوناثان هوفمان، حذر فيه من أن الولايات المتحدة تتجه نحو حرب جديدة في الشرق الأوسط، مستشهدًا بتصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، والانتشار الأمريكي في المنطقة، والهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

وبالنظر للضعف العسكري النسبي لشركاء واشنطن الإقليميين، ستتحمل الولايات المتحدة نصيب الأسد من القتال والتكلفة. وستؤدي الحرب إلى مستويات جديدة من الالتزام والمشاركة الأمريكية في المنطقة، التي لم تعد تمثل مسرحًا أساسيًّا للمصالح الأمريكية، في ظل متابعة واشنطن لمصالحها في أوروبا والهندوباسيفيك.

ولفت هوفمان إلى أن التجارب السابقة في المنطقة توضح أن إغراق المنطقة بالمال، والسلاح، والمعدات العسكرية له عواقب سلبية بشدة. وفي هذه الحالة، تخاطر واشنطن بالمزيد من التصعيد والتدخل الأمريكي المباشر في حرب أوسع ستكون مدمرة لها وللمنطقة.

ولذلك يحتاج بايدن إلى توضيح أن المصلحة الأمريكية الرئيسة هي البقاء خارج صراعات الشرق الأوسط وتجنب الانجرار إلى حملة عسكرية مدمرة في المنطقة.

موقف أردوغان من الحرب

مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل غزة.. وموقف أردوغان من الحرب.. والأولويات الأمريكية

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

لفت الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي، ريتش أوتزن، إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يواجه مأزقًا بسبب الحرب في غزة، لأن التضامن مع الفلسطينيين مبدأ قديم في سياسته الخارجية، لكنه راهن أيضًا على إعادة ضبط العلاقات الإقليمية والغربية بناءً على المصالحة مع إسرائيل، وهو غير مستعد للتخلي عن تلك العملية.

وفي البداية، اتبع أردوغان نهجًا ثلاثيًا لاجتياز ذلك المأزق، تمثل في الدعم الخطابي والإنساني الواضح والحذِر لغزة، وإرسال وزير الخارجية، هاكان فيدان، لإيجاد أساس مشترك مع الفاعلين الإقليميين الآخرين، وإبعاد نفسه عن حماس بهدوء في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، لكنه عاد ليوّبخ إسرائيل ويُظهر بعض التعاطف مع حماس.

ورأى أوتزن أن هدف أردوغان النهائي هو أن يكون حاضرًا ومؤثرًا في تسوية ما بعد الحرب في غزة، وأن يكون لاعبًا أساسيًا في عملية الوساطة وإعادة الإعمار.

لكن قدرة أنقرة على الحفاظ على قدر كافٍ من المصداقية لدى الفلسطينيين والإسرائيليين للعب هذا الدور ستعتمد على ما إذا كانت تصريحات أردوغان المتعاطفة مع حماس مجرد كلام للاستهلاك المحلي، أم قرار بالتوقف عن إبعاد نفسه عن الحركة الفلسطينية.

تحديد الأولويات الأمريكية

مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل غزة.. وموقف أردوغان من الحرب.. والأولويات الأمريكية

الرئيس الأمريكي جو بايدن

في تحليل نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أشار مدير الأبحاث بالمجلس، جيرمي شابيرو، إلى أن الولايات المتحدة كثيرًا ما تفشل في تحديد أولويات التزاماتها في السياسة الخارجية، وتظن أن بإمكانها فعل كل شيء، رافضةً الاعتراف بأنه يتعين عليها المقايضة.

وأوضح شابيرو أن المقايضات في حربي غزة وأوكرانيا تأتي على 3 مستويات. المستوى الأول يتعلق بالموارد، لأنه يوجد بعض التداخل في أنواع الأسلحة والذخيرة، التي تُرسل إليهما، ومنها بعض الإمدادات التي كانت شحيحة في أوكرانيا، ما يخلق مشكلة قصيرة الأمد، يمكن حلها بزيادة الإنتاج والسحب من مخزونات الاستعداد في حالة الطوارئ.

والمستوى الثاني يأتي في صورة رأس مال سياسي، في السياسة الداخلية ومع الحلفاء. وحسب شابيرو، فإن خلق الإرادة السياسية لحرب لا يشمل فقط وقت القادة وانتباههم، بل أيضًا الحاجة إلى إنفاق رأس المال السياسي لحشد الشركاء ودوائر الكونجرس المختلفة.

وتأتي المقايضة الأصعب على مستوى التحمل الاجتماعي. فإذا لم تصل الحرب إلى نهاية حاسمة، يصارع الرؤساء للحفاظ على حماس المجتمع الأمريكي لمواصلة الحرب. وإذا واجهت حرب غزة نفس مصير حرب أوكرانيا، قد يواجه بايدن خيار إما الاعتراف بالهزيمة أو مواصلة حروب متعددة في وجه الإحباط الشعبي المتزايد.

لا مجال لحل الدولتين

مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل غزة.. وموقف أردوغان من الحرب.. والأولويات الأمريكية

القصف الإسرائيلي على غزة

نشر مركز ذا استراتيجيست الأسترالي تحليلًا لسفير أستراليا السابق للأردن ومصر وسوريا، بوب بوكر، أشار فيه إلى أن حل الدولتين لم يعد قابلًا للتطبيق، في ظل غياب التزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال، والجهد الجاد لمعالجة المشكلات الأساسية وراء انهيار السلطة الفلسطينية.

وأحد العوامل الأخرى وراء انهيار حل الدولتين هو التحول في النهج الاستراتيجي لإسرائيل، بعد 7 أكتوبر، من «جز العشب» وتعميق الانقسامات بين حماس وحركة فتح، إلى السعي لتغيير النظام. لكن إسرائيل، حتى الآن، لم تحدد أهدافها في غزة أو طرق تحقيقها.

ونوّه بوكر بأن الحلول الأمريكية المقترحة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب لن تجدي نفعًا، إذا لم تستطع منع التدخلات العسكرية الإسرائيلية وإنهاء معاناة الفلسطينيين.

وعندما تهدأ حدة الصراع، ستبدأ المساعدات الخارجية التدفق إلى غزة، وستكون ثمة آلية تنسيق لإعادة إعمار القطاع. وستستخدم حماس والجماعات المسلحة الأخرى هذا الجهد لإعادة بناء قدرتها، وستكون النتيجة هي ظهور نسخة جديدة من حماس، أكثر عنفًا واستبدادية من ذي قبل، ما يؤدي إلى دورات متكررة من العنف.

ربما يعجبك أيضا