مشروع ميناء غزة.. هل يشكل تهديدًا للقوات الأمريكية؟

خبراء عسكريون يحذرون أن الميناء المؤقت سيعرّض الجنود الأمريكيين للخطر

آية سيد
مشروع ميناء غزة.. هل يشكل تهديدًا للقوات الأمريكية؟

يحذر المتشككون في العملية أن قُرب الأمريكيين من القتال والغضب الشديد من الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل سيجعلان الميناء هدفًا جذابًا لحماس أو الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة.


أعلنت الولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي عن خطة لبناء ميناء مؤقت لتسريع إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يعاني أوضاعًا إنسانية كارثية نتيجة العدوان الإسرائيلي.

إلا أن الخبراء العسكريين يحذرون أن الميناء المؤقت سيعرّض للخطر الجنود الذين سيبنونه، ويشغلونه ويتولون حمايته من الهجمات، ما قد يحمل عواقب سياسية هائلة على الرئيس جو بايدن، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الأحد 31 مارس 2024.

تكتم على التفاصيل

في حين أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تؤكد أنه لن تُنشر قوات أمريكية في غزة، فإنها لم تفصح عن الكثير من المعلومات بشأن المدة التي ستستغرقها العملية وكيف ستضمن سلامة المشاركين فيها، ما أثار قلق بعض النقاد وأعضاء الكونجرس بشأن خطة بايدن.

وفي الوقت نفسه، رفض المسؤولون العسكريون الإجابة على أسئلة واشنطن بوست بشأن موقع الميناء والإجراءات الأمنية التي ستُتخذ. وأوضح التقرير أن عملية الميناء التي يقودها الجيش ستشمل حوالي ألف جندي أمريكي و4 سفن تابعة للجيش جرى نشرها من جنوب فيرجينيا في 12 مارس الحالي.

ومن المتوقع أن ترسو السفن قبالة الساحل بعد 30 يومًا، وسيبني الجنود هيكلًا فولاذيًا عائمًا وجسرًا بمسارين بطول 1800 قدم يمتد من حافة البحر المتوسط إلى رأس الشاطئ.

غزة

ممر مساعدات إلى غزة

هدف جذاب

يحذر المتشككون في العملية أن قُرب الأمريكيين من القتال والغضب الشديد من الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل سيجعلان الميناء هدفًا جذابًا لحماس أو الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة، التي يحصل الكثير منها على الأسلحة والتوجيه العسكري من إيران.

ويستند تقرير واشنطن بوست على مقابلات مع 8 مسوؤلي أمن قومي حاليين وسابقين على دراية بالتخطيط لعملية غزة أو يعلمون بشأن التنسيق المعقد المطلوب لتنفيذ مهام إنسانية بهذا الحجم بأمان.

خطر محدود

وصف الأدميرال المتقاعد، جيمس ستافريديس، الخطر بأنه “متواضع”، وقال إنه يعتقد أن المهمة “منطقية وقابلة للتحقيق”. وأوضح أنه إذا تعرضت القوات الأمريكية للهجوم، فمن المرجح أن يأتي من الجو، لكن تمركز سفينة حربية مجهزة بمنظومة الدفاع الصاروخي “إيجيس” سيكون كافيًا لحماية الأفراد في الميناء أو بالقرب منه.

وأضاف ستافريديس أنه للحماية من سفن السطح المأهولة وغير المأهولة التي قد تشكل تهديدات، يمكن أن يضع القادة أفرادًا من قوة العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية أو غيرهم من الأفراد المسلحين على متن قوارب صغيرة وفائقة السرعة، في حين تقدم قوات الأمن الإسرائيلية الحماية على البر.

مشروع ميناء غزة.. هل يشكل تهديدًا للقوات الأمريكية؟

قوات أمريكية تستعد لنشرها في غزة لبناء الميناء المؤقت

واتفق جنرال المارينز المتقاعد، أنتوني زيني، في أن عددًا من الخصوم قد يستهدفوا الميناء، لكنه توقع وجود دوائر أمنية حول الميناء، إذ ستشارك القوات الإسرائيلية وغيرها لكن القوات الأمريكية ستوفر طبقة الحماية الداخلية، كما ستلعب الطائرات التي تحلق في المنطقة دورًا ثمينًا.

غياب التفاؤل

على الجانب الآخر، حذر ضابط البحرية المتقاعد والزميل بمعهد ساجامور، جيري هندريكس، أن الجسر سيكون دائمًا عرضة للخطر بشدة، مهما كانت الإجراءات الأمنية المتخذة، واصفًا الخطة بـ”الحمقاء”.

وقال: “يوجد الكثير من المخاطر السلبية في هذا الأمر مقابل ما أراه جانبًا إيجابيًا ضئيلًا نسبيًا من ناحية تخفيف نقص الإمدادات والغذاء في المنطقة”، لافتًا إلى أن إيصال الغذاء عبر الطرق البرية هو “الطريقة الوحيدة التي ستُحدث تغييرًا ملحوظًا في أوضاع الفلسطينيين”.

ربما يعجبك أيضا