رحلة سرية.. ماذا فعل رئيس المخابرات الأمريكية في الصين؟

عمر رأفت
بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

تأتي الزيارة في نفس الشهر الذي التقى فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، مع كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية وانج يي، في فيينا.


أجرى مدير وكالة المخابرات الأمريكية، بيل بيرنز، زيارة سرية إلى الصين الشهر الماضي، لإجراء محادثات مع مسؤولين هناك.

وذكرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أن تلك الزيارة تشير إلى مدى قلق البيت الأبيض بشأن تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، وتأتي بعد لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي، مع كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية، في نفس الشهر.

إجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين

قال 5 أشخاص مطلعين على الوضع، لم يجر الكشف عن هوياتهم، إن بيرنز المُكلف ببعض المهام الحساسة، سافر إلى الصين لإجراء محادثات مع المسؤولين. وشدد شخص آخر على أن بيرنز التقى فقط مسؤولي المخابرات دون تنفيذ مهام أخرى.

وتأتي الزيارة في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن تحقيق الاستقرار في علاقاتها مع بكين. فيما قال أحد المسؤولين الأمريكيين: “سافر بيرنز إلى بكين الشهر الماضي، والتقى نظرائه الصينيين، وشدد على أهمية الحفاظ على خطوط اتصالات مفتوحة على المستوى الاستخباراتي”. فيما لم يعلق البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية على هذه التقارير.

اقرأ أيضًا: جنرال أمريكي لـ«رؤية»: خوض حرب في الفضاء سيكون مكلفًا للعدو

وتأتي تلك المهمة في نفس الشهر الذي التقى فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، مع كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية، وانج يي، في فيينا، ولم يعلن البيت الأبيض عن ذلك الاجتماع حتى نهايته.

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

زيارة بيرنز الأكثر أهمية

أشارت فايننشيال تايمز إلى أن زيارة بيرنز هي الزيارة الأكثر أهمية التي يجريها مسؤول أمريكي للصين منذ أن ذهبت نائبة وزيرة الخارجية، ويندي شيرمان إلى تيانجين في يوليو 2021.

وطلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في عدة مناسبات من مدير وكالة المخابرات المركزية، القيام بمهام ذات أهمية بالغة في الداخل والخارج، وسافر بيرنز إلى موسكو في نوفمبر 2021 لتحذير المسؤولين الروس من غزو أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: هل يدرج الرئيس الأمريكي ملف حقوق الإنسان ضمن عمل الاستخبارات؟

وقالت الصحيفة البريطانية إن العديد من الأشخاص المطلعين على الوضع، أوضحوا أن بايدن أرسل العام الماضي بيرنز إلى الكابيتول هيل في محاولة لإقناع رئيسة مجلس النواب آنذاك، نانسي بيلوسي، بعدم السفر إلى تايوان.

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

ذوبان الجليد قريبًا

كان البيت الأبيض يحاول إصلاح العلاقات مع الصين بعد فترة مضطربة بدأت في فبراير الماضي، عندما حلّق بالون تجسس صيني فوق منطقة أمريكا الشمالية.

وأدت الحادثة إلى إفشال محاولات لعودة العلاقات بين البلدين، في ظل تشديد البلدين على ضرورة وجود أرضية مشتركة بين واشنطن وبكين، عندما التقيا في قمة العشرين في بالي نوفمبر الماضي.

وقال بايدن، الشهر الماضي، إنه يتوقع ذوبان الجليد في العلاقات دون تقديم أي تفاصيل، وسافر بيرنز إلى الصين قبل أن يدلي بايدن ببيانه في قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليابانية.

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

بيرنز في وضع فريد

قالت الخبيرة في الشؤون الصينية بوزارة الخارجية الأمريكية، بوني جلاسر، في تصريحات أبرزتها فايننشيال تايمز: “بصفته دبلوماسيًّا متمرسًا ومسؤولًا استخباراتيًّا كبيرًا، فإن بيرنز في وضع فريد للمشاركة في حوار يمكن أن يساهم في تحقيق هدف إدارة بايدن المتمثل في استقرار العلاقات بين واشنطن وبكين”.

وأوضح المدير السابق لملف الصين في مجلس الأمن القومي الأمريكي، بول هاينل، أن إحدى ميزات إرسال بيرنز هي أنه يحظى باحترام الديمقراطيين والجمهوريين، كما أنه معروف جيدًا للمسؤولين الصينيين.

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

بيرنز في رحلة سرية إلى الصين .. هل ينجح في إحياء العلاقات بين واشنطن وبكين؟

بكين ترحب ببيرنز

توقع هاينل، في تصريحات لفايننشيال تايمز، ترحيب بكين ببيرنز وفرصة التواصل معه بهدوء وراء الكواليس، لافتًا غلى أنهم سيرون المشاركة الهادئة السرية مع بيرنز كفرصة مثالية.

ويُنظر إلى بيرنز على نطاق واسع على أنه أحد أكثر الشخصيات الموثوقة في حكومة الولايات المتحدة، إلا أن تلك الرحلة هي استكمال لنهج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في إرسال بعض الشخصيات في مهام حساسة كبيرنز.

ربما يعجبك أيضا