إتمام الاتفاق المؤقت مع واشنطن.. هل يصلح العلاقة بين إيران وأوروبا؟

يوسف بنده
للتعامل مع تهديدات إيران.. أمريكا تحتاج إلى خطة بديلة

نجاح الاتفاق المؤقت بين واشنطن وطهران مؤشر على إمكانية الانتقال للحديث عن إصلاح العلاقة بين إيران والاتحاد الأوروبي.


يقترب الاتفاق المؤقت بين واشنطن وطهران من الاكتمال، في إطار الأموال الإيرانية المجمدة مقابل السجناء الأمريكيين.

وستبدأ إجراءات مصممة بعناية لتنفيذ الاتفاق، عند تحويل 6 مليارات دولار من أموال إيران المفرج عنها من كوريا الجنوبية إلى بنوك قطرية هذا الأسبوع، مقابل تبادل 5 معتقلين أمريكيين مزدوجي الجنسية بعدد مماثل من الإيرانيين.

إيران والولايات المتحدة الأمريكية

إيران والولايات المتحدة الأمريكية

عبر الوسيط القطري

ذكر تقرير رويترز، أمس الأحد 10 سبتمبر 2023، أن قطر هي التي توسطت في إبرام هذا الاتفاق بين واشنطن وطهران، وقد استضافت الدوحة 8 جولات على الأقل من المحادثات، شارك فيها مفاوضون إيرانيون وأمريكيون يجلسون في فنادق منفصلة، ويتواصلون عبر دبلوماسية مكوكية.

اقرأ أيضًا: الاتفاق المؤقت.. هل ينقذ إيران من تقرير حكام «الذرية الدولية»؟

وركزت الجلسات المبكرة بالأساس على القضية النووية الشائكة، وأما الجلسات اللاحقة فقد انصب تركيزها على إطلاق سراح السجناء.

اقرأ أيضًا: بعد دعوة جروسي وماكرون.. هل يعود الغرب للاتفاق النووي مع إيران؟

وأوضح التقرير أنه بمجرد تحويل الأموال ستوضع في حسابات مقيدة في قطر، وسيكون للولايات المتحدة الإشراف على كيفية وتوقيت استخدام إيران لهذه الأموال.

إيران والاتحاد الأوروبي

إيران والاتحاد الأوروبي

زيارة مسئول أوروبي

وفق تقرير لوكالة فارس، أمس الأحد، استقبل المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، على باقري، ممثل الاتحاد الأوروبي في منطقة الخليج، لويجي دي مايو، والوفد المرافق له، وعقد معه جولة من المباحثات. وشدد باقري في اللقاء على مجالات التعاون الواسعة بين إيران والاتحاد الأوروبي، وقال إن إيران ترحب بأي مبادرة من الجانب الأوروبي لفتح أبواب جديدة للتفاعل والتعاون.

اقرأ أيضًا: ما هدف الصين من التوسط في اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران؟

وتأتي زيارة المسئول الأوروبي في أجواء التقارب بين واشنطن وطهران والحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب. وكان الاتحاد الأوروبي عيّن وزير الخارجية الإيطالي السابق، لويجي دي مايو، بصفته أول ممثل للاتحاد الأوروبي في منطقة الخليج.

اقرأ أيضًاطهران على أعتاب اتفاق أوسع مع واشنطن.. هل تعرقله موسكو؟

وقد اعتبر ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، أن دي مايو يتمتع بالشخصية السياسية اللازمة على المستوى الدولي للقيام بهذا الدور.

عبداللهيان مع جوزيب بوريل

عبداللهيان مع جوزيب بوريل

فتور رئيسي مع الغرب

حسب ما أشار تقرير تحليلي لمنتدى الخليج الدولي، الجمعة 8 سبتمبر، أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي تشهد تراجعًا حادًّا خلال عامين من حكم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.

اقرأ أيضًا: تفاهم وضمانات.. واشنطن وطهران على مشارف وقف «إطلاق نار سياسي»

وأوضح التقرير أنه رغم أن علاقة إيران بأوروبا لم تكن ودية في الغالب منذ ثورة 1979، كانت توجد فترات من التعاون عندما التزم الجانبان بالتآزر، والتغلب على إرث من السخرية والعزلة. وحتى بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، شرع الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على علاقة عمل مع طهران، دون أن تردعه العقوبات الأمريكية الحديثة التي تتجاوز الحدود الإقليمية.

اقرأ أيضًاللتهدئة مع أوروبا.. هل توسع طهران الاتفاق المؤقت مع واشنطن؟

لكن منذ تنصيبه في أغسطس 2021، لم يزر رئيسي أي دولة أوروبية، ولا حتى اثنين من جيران إيران المنتسبين إلى الاتحاد الأوروبي، تركيا وأذربيجان.

استقبال قائد القوات البرية الروسية، أوليج ساليكوف لنظيره الإيراني، كيومرث حيدري

استقبال قائد القوات البرية الروسية، أوليج ساليكوف، لنظيره الإيراني، كيومرث حيدري

أزمة أوكرانيا

يعلق تقرير منتدى الخليج الدولي بأنه “من المتوقع أن يظل تفاعل إيران مع أوروبا مقيدًا، في حين ستتعامل أوروبا بدورها مع حكومة رئيسي بحذر شديد”. ويضيف: “يرجع ذلك جزئيًّا إلى تقديم إيران المساعدة العسكرية لروسيا في حربها على أوكرانيا“.

ويتابع: “بينما أوروبا تتنقل بين مجموعة واسعة من الخيارات لتعزيز دفاع أوكرانيا في حرب السمعة، التي تعمل بالفعل على تغيير ديناميكيات النظام العالمي، فإن إجلال إيران للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعمها العسكري السخي لروسيا، بما في ذلك الآلاف من الطائرات الانتحارية دون طيار التي توافرت حتى الآن ويجري استخدامها، ليس بالأمر الذي سيوافق الغرب على التغاضي عنه”.

اقرأ أيضًا| السجناء مقابل الأموال.. الاتفاق المؤقت بين واشنطن وطهران يخرج للعلن

اقرأ أيضًا| برعاية صينية.. اجتماع مرتقب بين إيران ودول الخليج في نيويورك

ويزيد التقرير: “ستظل المشاركة عند الحد الأدنى، ومن غير المرجح أن تزدهر التجارة، وقد تأجلت التبادلات الثقافية، ليس فقط مع الثلاثي بريطانيا وألمانيا وفرنسا، بل وأيضًا مع الدول الأكثر ودية في أوروبا الشرقية”. ويستطرد: “بدلًا من توقع حدوث انفراج فوري، يهتم المراقبون بالدرجة الأولى بمنع الفجوات القائمة من التحول إلى تصعيد”.

اقرأ أيضًا| جهود عُمان وقطر للتهدئة بين واشنطن وطهران تؤتي ثمارها

ربما يعجبك أيضا