معدل البطالة بين الشباب في الصين يسجل مستوى قياسيًّا

آية سيد
معدل بطالة الشباب في الصين يصل إلى مستوى قياسي

بلغ معدل البطالة بين الشباب في الصين 20.8% في شهر مايو الماضي.


ارتفعت معدلات البطالة بين الشباب في الصين إلى مستوى قياسي جديد في شهر مايو الماضي.

وحسب ما أفادت شبكة بلومبرج الأمريكية، اليوم الخميس 15 يونيو 2023، يأتي هذا الارتفاع في الوقت الذي تباطأ فيه تعافي الاقتصاد الصيني، ما يضيف إلى التحديات التي يواجهها صناع السياسة، مع انضمام الخريجين الجدد إلى القوى العاملة.

مستويات قياسية

أشارت بلومبرج إلى أن معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية بين 16 و24 عامًا وصل لـ20.8% في مايو، مرتفعًا من 20.4% في إبريل، حسب البيانات التي نشرها المكتب الوطني الصيني للإحصاء، اليوم الخميس، وتساوي هذه النسبة 4 أضعاف معدل البطالة الكلي في الصين، الذي يبقى عند 5.2%.

ووفق المتحدث باسم المكتب الوطني الصيني للإحصاء، فو لينجوي، دخل أكثر من 33 مليون شاب إلى سوق العمل، وأكثر من 6 ملايين منهم عاطلون عن العمل حاليًّا.

وقال لينجوي إن عدد السكان في الفئة العمرية بين 16 و24 عامًا يبلغ نحو 96 مليون، لكن الكثير منهم لا يبحثون عن وظائف، لأنهم لا يزالون يدرسون.

اقرأ أيضًا| الصين إلى الشيخوخة.. هل يحدث نقص في القوى العاملة؟

ارتفاع مستمر

حسب تقديرات خبراء الاقتصاد في جولدمان ساكس، عدد الشباب العاطل عن العمل حاليًّا أكثر بـ3 ملايين مما كان عليه قبل الجائحة، وفق ما نقلت بلومبرج.

وفي هذا السياق، قال المتخصص في محفظة الأسهم الآسيوية بشركة إيست سبرينج للاستثمارات، كين ونج، إن أعداد الشباب العاطل عن العمل تؤثر في الاستهلاك، مضيفًا أن بطالة الشباب “ستستمر في الارتفاع على الأرجح، مع انضمام الخريجين الجدد إلى القوى العاملة”.

مشكلات هيكلية

لفتت بلومبرج إلى أن بطالة الشباب في الصين ظلت مرتفعة منذ بداية 2022 ، عندما فاقمت اضطرابات جائحة كوفيد-19 وركود السوق العقاري المشكلات الهيكلية الموجودة مسبقًا في سوق العمل.

وتعزف الكثير من الشركات عن التعيينات الجديدة في ظل التعافي الضعيف، في حين تسببت الإجراءات التنظيمية الصارمة في خسائر فادحة للوظائف في قطاعات التعليم، والتكنولوجيا والعقارات.

ويشهد فصل الصيف عادةً ارتفاعًا في معدلات البطالة لأن عشرات الملايين من الخريجين يبحثون عن عمل، وفق بلومبرج. وحسب مؤسسة سيتي جروب، سيصل 12 مليون خريج تقريبًا لسوق العمل هذا العام، ما يرفع معدل بطالة الشباب إلى أعلى من 25%.

تداعيات سلبية

ألقت البطالة المرتفعة بين الشباب بثقلها على ثقة المستهلك، لأن الأسر الصينية اختارت سداد ديونها مبكرًا لتجنب المخاطر.

ووفق تقرير سابق لبلومبرج، في 23 مايو 2023، يعني ارتفاع البطالة بين الشباب تراجع الإنفاق على سلع مثل الهواتف المحمولة أو الترفيه أو السفر، ما يكبح الناتج الاقتصادي.

اقرأ أيضًا| الأسوأ لم يأتِ بعد.. قراءة في انكماش الصادرات الصينية

غير أن البطالة المرتفعة تؤثر في الثقة في الاقتصاد، وتُضعف الإنتاجية، إذا استمرت لفترة طويلة، وتحفز السخط الاجتماعي بين الشباب، ما يؤدي إلى انتشار الظاهرة المعروفة بـ”الاستلقاء”، التي تعني رفض الشباب للضغوط المجتمعية لبذل جهد إضافي في العمل.

وأضافت بلومبرج أن البطالة المرتفعة في الصين تخاطر أيضًا بتأجيج الاضطراب الاجتماعي، إذا ازداد غضب الشباب وإحباطهم بسبب غياب الفرص.

إجراءات حكومية

حسب بلومبرج، تدفع بكين الشركات المملوكة للدولة لتعيين المزيد من الخريجين، وتمنح الدعم للشركات لتوظيف الشباب، وتحاول تعزيز التعليم المهني من أجل معالجة عدم توافق مهارات الخريجين مع متطلبات سوق العمل.

وفي سياق متصل، تعهد محافظ بنك الشعب الصيني، يي جانج، مطلع يونيو الحالي، بتشجيع التوظيف الكامل، ومضاعفة التمويل للصناعات الأساسية لإرساء استقرار التوظيف، مثل قطاع الخدمات.

اقرأ أيضًا| ما أسباب تراجع إنتاجية العاملين في الولايات المتحدة؟

اقرأ أيضًا| شركات غربية قلقة بشأن معدلات النمو في الصين.. لماذا؟

ربما يعجبك أيضا