مرصد مراكز الأبحاث| عملية جنين.. وجبهة حزب الله الجديدة.. ودروس أفغانستان

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث رؤية المحللين بشأن عملية جنين، والجبهة القتالية الجديدة التي يؤسسها حزب الله في إسرائيل، والدروس المستفادة من حرب أفغانستان، والتداعيات الاستراتيجية المحتملة للحرب في أوكرانيا.


شن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي 3 يوليو 2023، عملية عسكرية واسعة، استمرت ليومين، على مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض رؤية المحللين بشأن هذه العملية وتداعياتها، والجبهة القتالية الجديدة التي يؤسسها حزب الله في إسرائيل، والدروس المستفادة من حرب أفغانستان، والتداعيات الاستراتيجية المحتملة للحرب الروسية الأوكرانية.

الخاسرون في عملية جنين

مرصد مراكز الأبحاثرأى مدير برنامج فلسطين بمعهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على جنين أسفر عن عدة خاسرين. وقال إن الخاسر الأكبر هم الفلسطينيون أنفسهم، خاصة سكان مخيم جنين، لافتًا إلى أن حجم الموت والدمار في جنين قد يعمق إحساس اليأس الفلسطيني الذي غذى الانتفاضة الحالية منذ بدايات 2022.

ويأتي بعد ذلك رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي كشفت العملية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية عن عجز قيادته، التي لا تمتلك القدرة على حماية الفلسطينيين في المدى القريب ولا استراتيجية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في المدى البعيد.

ثم تأتي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي تلقت ضربة لمصداقيتها بسبب دعمها غير المشروط للعملية العسكرية الإسرائيلية. ورأى الجندي أن الخاسر الأخير قد يكون الإسرائيليين أنفسهم، الذين قد يدفعوا ثمن العنف الإسرائيلي بتعرضهم لهجمات من حركة حماس والجماعات الأخرى.

اقرأ أيضًا| قيادي بـ«فتح» لـ«رؤية»: عملية جنين ولدت روح الانتقام والمقاومة لدى الفلسطينيين

كيف ترد أوروبا على التصعيد الإسرائيلي؟

مرصد مراكز الأبحاثنشر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحليلًا للزميل ببرنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هيو لوفات، رأى فيه أن العمليات الإسرائيلية خلقت أزمة سياسية وإنسانية، وتزعزع استقرار الضفة الغربية، وتأتي بنتيجة عكسية. ولذلك، اقترح لوفات توصيات للأوروبيين كي يساعدوا في معالجة دوافع التصعيد.

ووفق لوفات، على الأوروبيين ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل للحد من بناء المستوطنات، وزيادة دعمهم لآليات المساءلة الدولية، ويجب أن ينظروا إلى معارضة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي كوسيلة مهمة لإظهار التزامهم بقيمهم المعلنة.

وعلى الاتحاد الأوروبي، بصفته أكبر مانح للسلطة الفلسطينية ورئيسها، استخدام هذا النفوذ المالي للمساعدة في إحياء المؤسسات الفلسطينية وتشجيع قيادة أكثر تمثيلًا. وأخيرًا، على الأوروبيين التركيز على دعم إجراء انتخابات وطنية ودفع المصالحة الفلسطينية، حسب لوفات.

اقرأ أيضًا| محلل سياسي فلسطيني لـ«رؤية»: 3 جهات متورطة في أحداث جنين

حزب الله وإيران يفتحان جبهة قتال جديدة

مرصد مراكز الأبحاثقال الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي، ديفيد داوود، إن حزب الله يؤسس جبهة جديدة داخل الحدود الرسمية لإسرائيل والضفة الغربية، إضافة إلى جبهاته الـ3 في جنوب لبنان، وقطاع غزة، وسوريا، التي أنشأها لتعزيز استراتيجية إيران الإقليمية واستهداف إسرائيل مباشرة وعبر الحلفاء.

وقال داوود إن حزب الله، بالعمل مع الحرس الثوري الإيراني، بذل جهودًا كبيرة لتجنيد مواطنين من عرب إسرائيل، ولبنانيين، ومواطني دول عربية بجوازات سفر أجنبية، وفلسطينيين، لجمع المعلومات الاستخباراتية أو تجنيد عملاء آخرين أو تأسيس خلايا نائمة داخل إسرائيل للتخطيط لهجمات إرهابية.

وأشار الباحث إلى أن هدف حزب الله وإيران له 3 جوانب، الأول هو تطوير قدرات إنتاج الأسلحة محليًّا في الضفة الغربية، مثلما فعلت إيران في جنوب لبنان واليمن وغزة.

والجانب الثاني هو تحويل الضفة الغربية إلى «جحيم لا تُطاق» لإسرائيل، وقد أوكلت إيران هذه المهمة إلى حزب الله. والثالث هو استغلال التوترات بين الإسرائيليين العرب واليهود من أجل ما يُسمى بـ«توحيد الجبهات».

اقرأ أيضًا| بسبب حزب الله والملف النووي.. لبنان أول الخاسرين في حرب إيران وإسرائيل

الدروس المستفادة من أفغانستان

مرصد مراكز الأبحاثفي تحليل نشره مجلس العلاقات الخارجية، عزت زميلة السياسة الخارجية، ليندا روبنسون، فشل المشروع الأمريكي في أفغانستان إلى عدم الفهم الواضح للحقائق في الدولة، وعددت 7 دروس مستفادة من الحرب الأطول في التاريخ الأمريكي، الدرس الأول هو أن الصراعات السياسية تحتاج إلى تسويات تفاوضية لا إلى حلول عسكرية خالصة.

والدرس الثاني هو أنه يجب التفاوض على التسوية من موقف يحظى بأقصى قدر من النفوذ. والثالث هو الحذر من فرض أنظمة سياسية لا تلائم تاريخ الدولة وثقافتها السياسية. والرابع هو البناء على الأشكال التقليدية للدفاع، بدلًا من السعي لفرض مؤسسات أمنية غير ملائمة.

والدرس الخامس هو عدم المبالغة في تقدير وتيرة وعمق التغيير المجتمعي الذي قد تنتجه السياسات في غضون جيل. والسادس هو عدم تصميم سياسات تتطلب التزامات مالية دائمة بالمليارات، عندما لا تكون المصالح القومية الحيوية في خطر. وأما الدرس السابع فهو أن يكون الكونجرس الأمريكي أكثر استعدادًا لوضع شروط وقيود على التدخلات الخارجية.

اقرأ أيضًا| هكذا مظاهر الحياة في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى الحكم «صور»

التداعيات الاستراتيجية الدائمة لحرب أوكرانيا

مرصد مراكز الأبحاثنشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تحليلًا لرئيس الاستراتيجيات بالمركز، أنتوني كوردسمان، رأى فيه أن محاولة تمرد فاجنر تمثل تحذيرًا بأن مسار الحرب قد يتغير فجأة بطرائق غير متوقعة، مرجحًا استمرار القتال لسنوات وتحوله إلى شكل جديد ودائم من الحرب الباردة بين الغرب وروسيا، وإلى سباق تسلح إقليمي له أبعاد سياسية واقتصادية.

وقد يعتمد استقرار روسيا الداخلي المستقبلي على الدرجة التي يمكن لبوتين أن يدعي بها نوعًا من الانتصار، وعلى قدرة روسيا على تشكيل قوات عسكرية وأمنية موحدة وفاعلة. وسيعتمد معظم الاستقرار المستقبلي لأوروبا ونجاح الردع الموسع في الغرب على قدرة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على إنشاء أنواع أكثر فاعلية من الردع والقدرات القتالية.

ولفت كوردسمان إلى أن سعي روسيا لفصل اقتصادها عن أوروبا والغرب والنظام «القائم على القواعد» يشير إلى أن المواجهة بين روسيا والغرب ستستمر في النمو إلى مستوى عالمي حتى لو جرى التوصل إلى تسوية بين روسيا وأوكرانيا.

ورأى كذلك أن الحرب الباردة الجديدة وسباق التسلح بين روسيا والغرب سيكونان مرتبطين بالتوترات السياسية، والمواجهة الاقتصادية، وسباق التسلح بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها الاستراتيجيين.

اقرأ أيضًا| مرصد مراكز الأبحاث| مسار وتفاعلات الحرب الروسية الأوكرانية بعد عامها الأول

دروس مستفادة من تمرد فاجنر

مرصد مراكز الأبحاثأشار زميل روسيا وأوراسيا بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، نايجل جولد ديفيز، إلى وجود 6 دروس مستفادة من تمرد فاجنر. أولًا، كان التمرد بمثابة أزمة شاملة لرئاسة فلاديمير بوتين. وثانيًا، هذه الأحداث تكشف قراءة بوتين الخاطئة بنحو استثنائي للحقائق الداخلية.

وثالثًا، هذه الأزمة تقوض الأساس المنطقي الجوهري لحكم بوتين، المتمثل في جلب الاستقرار والأمن لروسيا بعد فوضى التسعينات. ورابعًا، كشفت الأزمة عن هشاشة الدولة الروسية. وخامسًا، حاجة بوتين إلى وساطة زعيم أجنبي لتجنب الاشتباكات المسلحة واسعة النطاق تكشف عن ضعف روسيا. وسادسًا، فشل روسيا في حربها في أوكرانيا كان يفرض ضغوطًا متزايدة في الداخل منذ أشهر.

اقرأ أيضًا| رغم احتواءه.. كيف يؤثر تمرد فاجنر في سلطة بوتين؟

ربما يعجبك أيضا