حصاد 2023| معركة الحجاب وإطفاء ثورة «الجيل زد» في إيران

هل نجح النظام الإيراني في ملاحقة «الجيل زد» المتمرد على الحجاب؟

يوسف بنده

يعمل قانون العفاف الجديد في إيران على نشر ثقافة الحجاب بقوة القانون ويلاحق النساء المخالفات عبر التكنولوجيا وليس عبر شرطة الأخلاق.


منذ مقتل الفتاة الإيرانية، مهسا أميني، في 16 سبتمبر 2022، والمجتمع الإيراني يشهد تحولات مظهرية، أبرزها التمرد على الحجاب الرسمي.

وقد اتخذت الحكومة الإيرانية سلسلة إجراءات من أجل تخفيف حدة الاحتقان ضد النظام الحاكم ورجال الدين والشرطة، خشية من اندلاع ثورة تقودها النساء، بما يهدد سلامة النظام والدولة في إيران.

اقرأ أيضًا: قانون تجريبي للحجاب يهدد بعودة الاحتجاجات في إيران

قانون الحجاب

قانون الحجاب في إيران

أيقونة للاحتجاجات

تحول مقتل الشابة مهسا أميني، إلى أيقونة لاحتجاجات الشباب في إيران، إذ منذ مقتلها أصبحت مدن مختلفة ساحة للشعارات المناهضة للنظام وغيرها من أشكال العصيان المدني في ذكرى انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام.

وقد حذر مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للرئاسة الإيرانية، من إمكانية أن تتحول مسألة الحجاب قضية أمنية سياسية للنظام الإيراني، وشدد على أن معارضة “الحجاب الإجباري” أصبحت رمزًا للعصيان المدني.

وتطالب النساء في إيران بحرية الحجاب الذي يعتبره النظام الإيراني رمزًا لمبادئ دولته، في حين تتخذ الأجيال الجديدة من أميني أيقونة لثورتهم المطالبة بالتغيير تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”.

اقرأ أيضًاعودة شرطة الأخلاق.. هل رضخ النظام الإيراني لضغوط المتشددين؟

امرأة تتحدى الأمن في إيران بعدم ارتدائها الحجاب

امرأة تتحدى الأمن في إيران بعدم ارتدائها الحجاب

قلق من الجيل زد

الجيل زد (Generation Z أو (zoomers، هو الجيل الذي يلي جيل الألفية، وغالبًا ما يستخدم الباحثون وعلماء الديموجرافيا مواليد ما بين منتصف التسعينات ونهاية عقد الألفين، كنقطة بدء الجيل، ويتبعه جيل “ألفا” وهم مواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد 2020، كنقطة انتهاء له.

وأبرز ما يميز هذا الجيل، استخدامه الواسع للإنترنت في سن مبكرة. وعادة ما يكون أبناؤه متكيفين مع التكنولوجيا، ويمثل التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا كبيرًا من حياتهم الاجتماعية.

اقرأ أيضًا«ثورة قانون الحجاب».. المتشددون غاضبون من الحكومة الإيرانية

اقرأ أيضًاانتفاضة «الجيل زد».. لماذا تختلف الاحتجاجات الإيرانية الحالية عن «الحركة الخضراء»؟

وقد ركز النظام الإيراني على إطفاء نار الثورة والغضب لدى الجيل زد، فقد كان تمدد حركة الاحتجاج إلى طلاب المدارس والجامعات الإيرانية نقطة مزعجة للنظام الحاكم، لأن الأمر لم يعد يتلخص في حركة احتجاج بالشارع يمكن تطويقها، أو أحزاب سياسية ونشطاء يمكن اعتقالهم، بل يواجه جيلًا جديدًا لا يقبل بالشعارات التي يطلقها النظام، ولا بقيم الجمهورية الإسلامية.

فقد انتشرت خلال الاحتجاجات الإيرانية، مشاهد عديدة تعكس رفض الجيل الشاب للقيم التي فرضها نظام ولاية الفقيه، تخللتها أعمال عنف تجاه الرموز الدينية، فضلًا عن إعلان فتيات خلع حجابهن في الشوارع، أو خلع الزي المدرسي الأزرق الداكن داخل المدارس والجامعات، وخلع حجابهن أمام السبورة.

اقرأ أيضًاخامنئي في «خطاب احتواء»: لا تُكفروا غير الملتزمات بالحجاب

قانون تجريبي للحجاب يشعل الغضب 1

قانون تجريبي للحجاب يشعل الغضب

خطاب جديد

أبدت أعلى سلطة في إيران متمثلة في المرشد الأعلى، علي خامنئي، خطابًا معتدلًا تجاه المرأة، خشية من انفجار غضبها، فقد قال خلال لقاء مع مجموعة من النساء، يوم الأربعاء 4 يناير 2023، إن الحجاب “ضرورة شرعية ولا مجال للشك”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه “لا ینبغي اتهام من لا ترتدين الحجاب الكامل بالكفر ومعاداة الثورة”.

كما اعتقلت السلطات الإيرانية، في مايو الماضي، متشددين كانوا قد اعتصموا أمام مقر السلطة القضائية، للضغط على السلطات في الإيرانيين، للتشديد ضد منتهكي قانون فرض الحجاب الإلزامي في إيران.

وتعد هذه سابقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، منذ أن جرى فرض الحجاب على المجتمع الإيراني بعد ثورة 1979، وأصبحت الكلمة العليا للمتشددين في إيران.

اقرأ أيضًاكاتب إيراني: رجال الدين لم يعودوا مؤثرين في المجتمع

1618520 306 1 300

نساء متظاهرات يطالبن بتطبيق قانون الحجاب خشية من التغيير الاجتماعي

تضييق على الإنترنت والمقاهي

حسب تقرير لشبكة “الجزيرة”، 26 يونيو 2023، فقد لجأت إيران إلى تطبيق سياسة تقييد استخدام خدمة الإنترنت تارة وقطعها تارة أخرى، لمواجهة التحديات التي تستهدف أمنها القومي.

وقد كشف تقرير لشبكة “يورونيوز” الإخبارية، 14 مايو 2023، أن الإيرانيين اضطروا في النهاية إلى التكيف مع التدابير التي اتخذتها السلطات مع منعها الوصول إلى التطبيقين الأكثر استخدامًا (واتساب وإنستجرام)، ولجأ ملايين الإيرانيين إلى تطبيقات المراسلة المحلية مثل إيتا وروبيكا، للاستمرار في التواصل على الشبكات الاجتماعية.

اقرأ أيضًاقانون جديد مثير للجدل في إيران يعاقب غير المحجبات

اقرأ أيضًاوسط مخاوف واتهامات.. بدء تفعيل قانون «مراقبة الحجاب» في إيران

أيضًا، عملت السلطات الإيرانية على مطاردة تجمعات الشباب في المقاهي المحيطة بالمدارس والجامعات، وقاموا بإغلاق تلك المقاهي الشبابية بذريعة أنها “تحولت إلى مراكز للتخطيط ضد الأمن القومي”، ومتهمة بتلقي تمويل من جهات أجنبية خارجية.

وكشفت وكالة أنباء الدفاع المقدس المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن “العديد من المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال احتجاجات حرية الحجاب خلال عام 2022، كانوا يرتادون مقاهي المناطق الوسطى في طهران، أو كانوا لاعبي ألعاب فيديو يتعارفون عبر غرف الدردشة الخاصة بهذه الألعاب”.

اقرأ أيضًا«ثورة قانون الحجاب».. المتشددون غاضبون من الحكومة الإيرانية

14020109000411 Test PhotoN

قانون جديد للحجاب

يعمل البرلمان الإيراني بجانب مجلس صيانة الدستور على إعلان قانون تجريبي جديد للحجاب في إيران، يعمل على تعزيز ثقافة الحجاب، بالتأكيد على ضرورة التزام المؤسسات والأفراد والخدمات العامة مثل الحافلات والتاكسي ودور السينما والمتاجر بمسألة الحجاب، مع عمل القانون على تقليل الاحتكاك الجسدي بين شرطة الأخلاق والنساء، حيث يغرم المخالفات من خلال المراقبة بالكاميرات الذكية.

وقد أثار القانون الجديد غضب المتشددين الذين لديهم قلق من التحول الاجتماعي في إيران، بينما رأت هيئة الرقابة العليا لمجمع تشخيص مصلحة النظام أن مشروع القانون بتعزيز ثقافة العفة والحجاب لا يتعارض مع السياسات العامة للنظام ووافقت عليه.

اقرأ أيضًاخوفًا من التغيير الاجتماعي.. قانون الحجاب يثير غضب المتشددين في إيران

ربما يعجبك أيضا