مرصد مراكز الأبحاث| قمة الناتو.. وعضوية السويد.. واستراتيجية ألمانيا للصين

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث آراء الخبراء بشأن قمة الناتو في فيلنيوس واستراتيجية ألمانيا للصين وانضمام إيران إلى منظمة شنجهاي.


عقد قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قمة في العاصمة الليتوانية، فيلنيوس، يومي 11 و12 يوليو 2023، أسفرت عن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض آراء الخبراء بشأن القمة، وتخلي تركيا عن معارضتها لانضمام السويد إلى الحلف، واستراتيجية ألمانيا للتعامل مع الصين، وانضمام إيران إلى منظمة شنجهاي للتعاون.

نتائج قمة فيلنيوس

مرصد مراكز الأبحاثنشر مجلس العلاقات الخارجية آراء الخبراء بشأن قمة فيلنيوس. ورأى مدير برنامج الدفاع بمعهد الشؤون الدولية بإيطاليا، أليساندرو مارون، أن القمة اتسمت بالواقعية، وظهر ذلك في الاتفاق الذي يسهّل انضمام السويد، وتبني نهج يحدد مسار عضوية أوكرانيا في الناتو، الذي مثّل حلًّا وسطًا بين الآراء المختلفة.

وقال مدير برنامج الأمن الدولي بالمعهد البولندي للشؤون الدولية، فويتشخ لورينز، إن الضمانات الأمنية التي قدمتها مجموعة الـ7 لأوكرانيا تخاطر بأن تصبح دائمة، ما يعني عدم اتخاذ خطوات لضم كييف إلى الناتو، لافتًا إلى أن عضوية الحلف أقل تكلفة وخطورة من هذه الضمانات، التي قد تشجع روسيا على اختبار مصداقيتها.

ورأى رئيس مجلس السياسات الخارجية والدفاعية الروسي، فيودور لوكيانوف، أن قمة فيلنيوس عكست تحول العلاقات بين روسيا والناتو إلى نموذج الحرب الباردة. وأشار إلى وجود صدام واضح وغير مباشر بين موسكو وواشنطن في قلب أوروبا، ما يجعل خطر المواجهة المباشرة مرتفعًا.

اقرأ أيضًا| انضمام أوكرانيا إلى الناتو.. طريق محفوف بالمخاطر أمام «الوعد الخطأ»

لماذا تفشل الاستراتيجية الأمريكية تجاه الناتو؟

مرصد مراكز الأبحاثنشر موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت تحليلًا للباحث بمعهد كوينسي، جورج بيب، رأى فيه أن قمة الناتو الأخيرة تجاهلت حقيقة فشل استراتيجية أمريكا للحلف. وعزا ذلك إلى تعثر هجوم أوكرانيا المضاد، وعدم قدرة الغرب على تدريب قوات أو تصنيع أسلحة كافية لتغيير الوضع، وعدم قدرة واشنطن على الاستمرار في استنزاف مخزونها العسكري.

وأشار بيب إلى أن استراتيجية أمريكا الأوسع في أوروبا تفشل أيضًا. هذا لأن أمريكا أصبحت القوة المهيمنة على القارة، وأصبحت أوروبا عاجزة عن خلق قدرة عسكرية ذاتية أو اتباع سياسة خارجية مستقلة عن واشنطن، إلى جانب إقصاء روسيا من المؤسسات الأوروبية الرئيسة، ما حفزها على تقويض تلك المؤسسات، بدلًا من دعمها.

عرقلة روسيا

حسب بيب، ينبغي أن يكون الهدف المباشر لواشنطن هو عرقلة روسيا عن إعادة احتلال أوكرانيا، ما يمكن تحقيقه دون تورط الناتو في الحرب. وينبغي أن يكون هذا الدعم الدفاعي مصحوبًا بحملة دبلوماسية تحفز موسكو على إنهاء القتال.

ومن الضروري أيضًا إعادة الناتو إلى غرضه الدفاعي الأصلي، وزيادة دور أوروبا في تسليح الحلف وقيادته، ودعم الاستقلال الأوروبي الأكبر، ما يقلل المخاطر والأعباء على أمريكا في التعامل مع روسيا والصين.

اقرأ أيضًا| ستولتنبرج يكتب لـ«فورين أفيرز»: الناتو يواجه تحديات عالمية

أردوغان يتجه نحو الغرب

مرصد مراكز الأبحاثقال المدير المشارك بالمجلس الأطلسي، جريدي ويلسون، إن موافقة تركيا على انضمام السويد إلى الناتو، واستضافة أنقرة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، والتشديد على القيمة التي توليها لعضوية الاتحاد الأوروبي، جميعها تدل على أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قرر الاصطفاف مع الغرب.

وبينما ذهب محللون أتراك إلى أن خطوات أنقرة تهدف إلى موازنة العلاقات تماشيًا مع المسار الذي تسلكه منذ سنوات، رأى آخرون أن جزءًا من الزخم يكمن في تصور أن روسيا ضعفت، بعد تمرد مجموعة فاجنر الخاصة شبه العسكرية.

ولفت ويلسون إلى أن إكمال انضمام السويد إلى الناتو، وإتمام صفقة مقاتلات “إف-16” سيمثلان خطوة كبيرة باتجاه إعادة بناء الثقة بين تركيا وحلفائها عبر الأطلسي، مشيرًا إلى أن إحدى طرائق قراءة السياسة الخارجية لتركيا ما بعد الانتخابات، تتمثل في استعدادها لتحسين العلاقات مع الغرب.

اقرأ أيضًا| هل تتحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟

استراتيجية ألمانيا تجاه الصين

مرصد مراكز الأبحاثأصدرت ألمانيا أول استراتيجية للتعامل مع الصين، في 13 يوليو 2023. وحسب الباحثتين بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ليلي ماكلوي وإيلاريا مازوكو، تشير الاستراتيجية إلى أن ألمانيا ترى الصين قادرة على المساس بأمنها ومصالحها الاقتصادية.

وتشدد الاستراتيجية على أهمية تايوان كشريك تجاري واستثماري، وتشير إلى أن برلين ستراقب من كثب العدوان الصيني في مضيق تايوان ومنطقة الهندوباسيفيك. وبينما أبرزت الاستراتيجية أن ألمانيا لا تسعى للانفصال الاقتصادي، ستسعى برلين لتنويع علاقاتها التجارية والاستثمارية بعيدًا عن الصين، وستشجع الشركاء على فعل الشيء نفسه.

ووفق الباحثتين، ينبغي أن ترحب واشنطن بتوجه برلين الجيوستراتيجي الجديد تجاه بكين، لأنه يشير إلى مجال أكبر للتنسيق العابر للأطلسي. وينبغي كذلك أن تسيطر واشنطن على عوامل الخطر عبر الحدّ من سلبيات صناعة السياسات الاقتصادية والتكنولوجية بشأن الصين على الشركاء والحلفاء الأوروبيين وغيرهم، عبر تعزيز التنسيق والحوار.

اقرأ أيضًا| حوار| خبير ألماني لـ«رؤية»: الانفصال عن الصين اقتصاديًّا باهظ التكلفة

العواصف الترابية.. تحدٍّ أمني مشترك للشرق الأوسط

مرصد مراكز الأبحاثرأى الباحثون البيئيون، حامد بوران وكريس أيليت وجلادا لاهن، أن التعامل مع العواصف الترابية، التي تزايدت حدتها ووتيرتها ومدتها في السنوات الأخيرة، يمثل تحديًا أمنيًّا مشتركًا، وفرصة مهمة للتعاون بين دول الشرق الأوسط.

وفي التحليل الذي نشرته مؤسسة تشاتام هاوس، أوضح الباحثون أن إقامة السدود على الأنهار، والإدارة السيئة للأراضي والمياه، وعسكرة الأراضي، وتغيّر المناخ، تفاقم المشكلة. وبسبب التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، قد تؤدي العواصف الترابية المستقبلية إلى إشعال الصراع بين دول الشرق الأوسط، لأن كل دولة تُلقي باللوم على جيرانها.

وقد يكون النهج البراجماتي للتعاون الإقليمي بشأن المرونة في مواجهة العواصف الترابية، هو ذلك الذي يسعى في البداية لأقصى قدر من التعاون للحفاظ على الأراضي، بدلًا من الاتفاق بشأن سياسات المياه. وقد بدأت دول المنطقة التعاون لمواجهة العواصف الترابية، لكن المبادرات الوليدة قد تستغرق سنوات كي تترسخ، حسب الباحثين.

اقرأ أيضًا| العواصف الغبارية.. قضية مشتركة بين إيران ودول جوارها

ماذا يعني انضمام إيران إلى منظمة شنجهاي للتعاون؟

مرصد مراكز الأبحاثفي 4 يوليو الجاري، أصبحت إيران رسميًّا العضو التاسع في منظمة شنجهاي للتعاون، التي تقودها الصين. وفي تحليل نشره معهد هدسون الأمريكي، لفت الزميل أحمد هاشمي إلى أن الصين تدعم روسيا وإيران اقتصاديًّا، وتوفر منظمة شنجهاي فرصة لهما كي يحدّا من عواقب العقوبات الغربية.

وانضمام إيران إلى المنظمة يجعلها تحديًا أكبر للأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية، ويشير إلى أن المشهد الجيوسياسي يتغير لصالح الصين. ولمواجهة ذلك، تحتاج واشنطن إلى زيادة قدرات الردع التقليدية. وتحتاج إلى إعادة الانخراط في الشرق الأوسط، لأن دخول إيران في منظمة شنجهاي يعني زيادة الوجود الصيني في المنطقة.

وحسب هاشمي، ستحتاج إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى طمأنة الأصدقاء والحلفاء بأن واشنطن لن تتخلى عن المنطقة، وكذلك تعزيز التحالفات الحالية في الهندوباسيفيك لتوجيه رسالة قوية في ما يتعلق بردع المغامرات الصينية المستقبلية.

اقرأ أيضًا| كيف ترى إيران نفسها في ظل نظام عالمي جديد؟

ربما يعجبك أيضا