بعد اتفاق مصالحة السعودية.. هل تعيد إيران علاقتها مع البحرين؟

لم يكن اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران برعاية صينية مفاجأة، لأنه جاء بعد جهود إقليمية ودولية لتحقيق الحوار والتقارب بين البلدين.

ونص بيان الاتفاق على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، ما يعني انفتاح الحوار الإيراني على دول أخرى في إقليم الشرق الأوسط، علمًا بأن الخطوة الإيرانية تأتي في إطار الاستجابة لضغوط أمريكية.

كسر العزلة السياسية

تكللت الجهود الدولية بإعلان اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، الجمعة الماضي 10 مارس 2023، الذي وضع إيران في اختبار لمدة شهرين إن كانت ستلتزم بالتهدئة مع الخليج.

ويبدو أن طهران التي تعاني أزمات اقتصادية حادة، وجدت الحل لتخفيف وطأة الحصار الاقتصادي الذي تعيشه، في كسر العزلة السياسية التي تعيشها مع دول جوارها في الخليج، والتي أدت إلى تفاقم أزماتها الاقتصادية، خاصة وأن النظام الإيراني يواجه حركة احتجاجات شبابية واجتماعية واسعة منذ سبتمبر 2022، تطالبه بالتغيير والإصلاح أو الرحيل.

استدارة نحو الخليج

كانت عودة السفير الكويتي إلى طهران، من نتائج الحوار بين إيران والسعودية الذي بدأ بوساطة عراقية، وذلك في إطار الدبلوماسية التي أعلنتها حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، من أجل الانفتاح على دول الجوار.

وعاد السفير الكويتي لدى طهران بدر عبدالله المنيخ، ليبدأ مهامه الدبلوماسية منذ 15 أغسطس 2022، بعد أكثر من 6 سنوات من سحب الكويت لسفيرها، تضامنًا مع السعودية. وبالمثل عاد السفير الإماراتي محمد عبيد الزعابي، إلى طهران في 22 أغسطس 2022، في إطار الحوار الإقليمي مع إيران. واستمرت الجهود بدعوة إيران للكويت في 6 مارس 2023، إلى استئناف مفاوضات ترسيم الحدود بين البلدين.

خطوة نحو البحرين

وصل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني عباس كلرو، إلى البحرين، ليل أمس الأول السبت، للمشاركة في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي. وكتب كلرو في تغريدة: “للمشاركة في الاجتماع 146 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي (IPU) في البحرين، وصلنا إلى المنامة”.

وتأتي هذه الخطوة وسط اتهامات متبادلة بين طهران والمنامة تتعلق بمسائل أمنية والتدخل في شؤون داخلية. وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2016. وكانت وزارة الخارجية البحرينية قالت يوم الجمعة الماضي في بيان، إن المملكة ترحب باتفاق السعودية وإيران برعاية صينية، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وتعليقًا على النتائج الإيجابية للاتفاق مع السعودية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين 13 مارس، إن “هذا الاتفاق يُظهر أن هذا التطور الدبلوماسي المهم يمكن أن تكون له آثار إيجابية في العلاقات الإقليمية بين إيران والدول الموجودة في هذه المنطقة الجغرافية، بما فيها البحرين والأردن”.